«حربى» صانع التماثيل الفرعونية: حضارتنا ملهمة

جلس وسط تماثيل فرعونية وإغريقية وكأن الزمان عاد به إلى الوراء، تماثيل صنعها بيديه، على أمل أن يبيعها، لكنه فى النهاية ظل بجانبها فى انتظار زبائن لا يأتون إلا كل حين، يفخر بإنتاجه، ينظر للإسكندر الأكبر مرة، ويغير وجهته ليقف بجانب نفرتيتى قليلاً، ثم ينام قليلاً داخل البازار فى شارع باب الوزير بمنطقة الدرب الأحمر.

مهنة عشقها حربى البلاقيطى، تعلمها من والده وعلمها لأولاده، فى ورشتهم الخاصة يصنعون التماثيل ثم يعرضونها للبيع فى البازار: «بحس بفخر، الحضارة الفرعونية أعظم حضارة فى الكون»، يقولها «حربى» وهو يلوح بيده نحو تماثيل رمسيس، حورس، نفرتيتى، القط الفرعونى، وغيرها من التماثيل التى يفخر بها.

يصنع «حربى» التماثيل من الحجر الصناعى، بعد أن كان يستخدم الرخام الألبستر: «الألبستر غلى، فبقينا نستخدم الحجر مع مادة سايلة ونشكلها»، يؤكد أن الأسعار تبدأ من 25 جنيهاً فقط: «لكن مفيش شغل، خلاص السياحة واقعة، بعد ما كان الشارع ده بيكون مليان أجانب، وكانوا بيقدّروا شغلنا أوى، أيوه بيقدّروا آثارنا أكتر مننا».

يسافر حربى داخل مصر كثيراً لبيع ما صنعه، يذهب إلى شرم الشيخ، الإسكندرية، بورسعيد، الغردقة، وغيرها على أمل البيع: «ربنا يرزقنا، إحنا بنتعب فى شغلنا، لكن مفيش حركة ولا سياحة».