المحتوى الرئيسى

يمينهم المتطرف.. ويميننا!

03/17 22:30

من المفارقات الغريبة ان بعضنا كعرب ومسلمين ننتقد ليل نهار صعود اليمين الأوروبى والغربى المتطرف، لكننا فى الوقت نفسه ننسى أننا لا ندين بالقدر نفسه صعود اليمين المتطرف فى بلداننا سواء ارتدى هذا اليمين زيا دينيا أو قوميا أو أى زىٍّ.

معظمنا انتقد سياسات الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بحظر دخول مواطنى ٦ دول عربية، إضافة إلى إيران، وجرى لاحقًا حذف العراق من اللائحة. قرار ترامب بالفعل به رائحة عنصرية كريهة، وأركان إدارته يرددون بين الحين والآخر تعبيرات وتصريحات تستهدف أحيانا الدين الإسلامى كدين، وليس بعض المتطرفين المنتمين لهذا الدين. هذه المواقف ينبغى إدانتها بأقسى العبارات الممكنة.

معظمنا أيضا ينتقد تصريحات السياسى اليمينى الهولندى خيرت فيلدرز، الذى يهاجم الإسلام والمسلمين ليل نهار، والحمد لله أنه فشل فى الفوز بالانتخابات يوم الاربعاء الماضى، رغم أن حزبه رفع عدد مقاعده. وآخر تصريحاته المستفزة هى تلك التى قالها قبل أسابيع قليلة حينما وصف إخوتنا وأشقاءنا المغاربة بأنهم............

ومعظنما أيضا ينتقد مواقف السياسية الفرنسية اليمنية المتطرفة مارى لوبان «ابنة أبيها» العنصرى المتطرف المتقاعد جان لوبان، فهى تختزل معظم مشاكل بلادها، بل وقارتها الأوروبية فى المهاجرين، خصوصا القادمين من بلدان المغرب العربى. تصريحات ومواقف هؤلاء الثلاثة ترامب وفيلدرز ولوبان تتكرر بحذافيرها على لسان كل قادة اليمين الأوروبى.

ولسوء حظ العالم فأغلب الظن أننا نعيش الآن موجة من صعود اليمين المتطرف فى العالم أجمع خصوصا فى الغرب.

إذا كنا جادين فى انتقاد صعود هذا اليمين المتطرف فى الغرب، فماذا فعلنا لكبح جماح اليمين المتطرف لدينا؟!

بل ربما كان السؤال المبدئى هو: هل معظمنا كان جادا فى إدانة صعود اليمين المتطرف لدينا حتى لو كان ذلك بالكلام فقط؟!

للأسف الشديد، معظمنا يهاجم اليمين المتطرف فى الغرب ــ وله كل الحق فى ذلك ــ لكنه يكتفى ببعض الإدانات اللفظية والشكلية للمتطرفين لدينا مثل داعش والقاعدة، وتفريعات هذين التنظيمين فى غالب العالمين العربى والإسلامى. والأسوأ أنه يربط هذه الإدانة بشروط تُفرغها من مضمونها!!.

المأساة الكبرى أن بعض التنظيمات مثل الإخوان ارتكبت ولا تزال ترتكب تناقضات صارخة. فهى كانت ولا تزال تسعى لإقامة علاقات متينة مع الحكومات الغربية، بل وزار بعض قادتها عددا من المؤسسات الأمريكية مثل الكونجرس والخارجية ومراكز الأبحاث ووسائل الإعلام، كما فعلت الأمر نفسه فى بريطانيا، وبعض البلدان الأوروبية. وخلال هذه الزيارات واللقاءات قدمت نفسها باعتبارها جماعة تؤمن بالديمقراطية وأنها نموذج للإسلام المعتدل المتمدين. فى مقابل ذلك فإن العديد من كوادرها لا يخفون تضامنهم ودعمهم لداعش وسائر القوى المتطرفة، التى تعيث فسادا فى سوريا والعراق ومصر وليبيا، والعديد من البلدان العربية.

لا أطالب الإخوان بتأييد بشار الأسد أو عبدالفتاح السيسى أو أى حاكم عربى، لكن فى نفس الوقت لا أفهم كيف يتماهون مع داعش، وينظرون لجرائمها فى سيناء مثلا باعتبارها تصديا لحكومات ظالمة، علما أن الإخوان يدَّعون أن داعش تكفرهم!

من يطالع بعض صفحات الإخوان على وسائل التواصل الاجتماعى سوف يدرك على الفور أن هؤلاء صاروا داعشيين فعلا وقولا، ويرون داعش أقرب إليهم من أى تنظيم آخر طالما أنها تواجه وتحارب الحكومات التى يعارضونها!

إذا كان الأمر كذلك فكيف يتسق معارضة ورفض هذه القوى العربية والإسلامية لصعود اليمين المتطرف فى أوروبا؟!

نرشح لك

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل