المحتوى الرئيسى

النبى يحيى والتطهّر | المصري اليوم

03/17 21:47

تعتبر ولادته معجزة في عائلة تكررت فيها المعجزات. اسمه لم يسبق له مثيل. ﴿يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا﴾، فهو أول من سُمى يحيى. والده نبى الله زكريا الذي كفل السيدة مريم العذراء بعد وفاة والدها، والذى كان يحلم بطفل رغم تقدمه في السن ورغم أن زوجته كانت عجوزا عاقرا إلا أنه لم ييأس يوما من رحمة الله وقدرته، فكان يردد دوما «ربى لا تذرنى فردا وأنت خير الوارثين». ورزقه الله بيحيى النبى سليل الأنبياء سليمان وداوود وإسحاق وإبراهيم، عليهم جميعا السلام. اسمه اختاره الله سبحانه من فوق سبع سموات: ﴿فَنَادَتْهُ الْمَلآئِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّى فِى الْمِحْرَابِ أَنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَـى مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِّنَ الصَّالِحِينَ﴾، هو في المسيحية يوحنا المعمدان لأنه قام بتعميد السيد المسيح في نهر الأردن.

‎تقول بعض الأناجيل القديمة إنه بعد خمسة أشهر من ولادة يوحنا، ظهر ملاك لأم يحيى أليصابات وأخبرها أنها يجب أن تفطم الصبى وتبدأ في تعويده على تناول الجراد والعسل البرى، وهو الطعام الذي ذكرته الأناجيل الرسمية على أنه طعام يوحنا المعتاد. بدأ يحيى أو يوحنا دعوته العلنيّة في سن الثلاثين، وهى السن الرمزية لكمال البلوغ، كما أنها السن التي بدأت فيها دعوة المسيح عيسى عليه السلام. ومن المعروف وجود تزامن في دعوتى المسيح ويوحنا، إلى جانب أن العهد القديم ينصّ على أن بداية الخدمة في الكهنوت تكون في سن الثلاثين.

لم يُعرف الكثير عن حياة النبى يحيى، ولكن حُكى الكثير عن موته أو قتله بمعنى أدق. وأشهر ما قيل أن هيرودس سجنه لاعتراضه على زواجه من هيروديا التي كانت زوجة أخيه ثم طلقته وتزوجته، وهو ما رفضه يوحنا أو يحيى بطلب من السيد المسيح بعدم جواز مثل هذه الزيجة. هيروديا كانت بدورها حاقدة على يوحنا لنفس السبب. وفى عيد ميلاد الملك هيرودس دعا نبلاء مملكته والقادة لعشاء فاخر، ودخلت ابنة هيروديا «سالومى» لترقص وكانت رائعة الجمال، فسُرّ هيرودس الملك ومن معه منها حتى إن الملك قال لها اطلبى ما تشائين وسوف يتحقق حتى ولو طلبتِ نصف مملكتى، وأقسم على هذا أمام الجمع، فخرجت الصبية وسألت أمها التي أشارت عليها بطلب رأس يوحنا، فكان لها ما أرادت على طبق من ذهب.

ويوحنا أو يحيى هو من قام بتعميد السيد المسيح، ويقال إن جميع الأديان استقت منه هذا الطقس، وأيا ما كان، أود أن أتوقف عند قدسية المياه في كل الأديان، فالمعمودية أو الاغتسال بالمياه طقس مسيحى يعتبر مدخل الإنسان للحياة المسيحية، التي تتمثل في اغتسال المعمّد بالماء بطريقة أو بأخرى. ويعتبر سر المعمودية أحد الأسرار السبعة المقدسة في الكنيسة الأرثوذكسية والكاثوليكية وأحد السرين المقدسين في الكنائس البروتستانتية.. وفى اليهودية يجب استخدام الماء في طقوس التنظيف وتبرئة الذات من الذنوب وفى التعميد أحيانا. كما يعمد اليهود إلى غسل أياديهم قبل كل وجبة طعام وعن طريق تقليب الماء بين الكفين اليسرى واليمنى بمثابة تبرك.

‎ارتبطت طقوس الصابئين أيضا، وهى إحدى الديانات الإبراهيمية، بمياه الرافدين في العراق، حيث عاش النبى إبراهيم عليه السلام، فاعتبروا نهريها دجلة والفرات نهرين مقدسين يطهران الأرواح والأجساد فاصطبغوا في مياههما كى تنال نفوسهم النقاء والبهاء الذي يغمر عالم النور الذي إليه يعودون بعد الممات، وهم بهذا يقتدون بالنبى يحيى عليه السلام الذي يرفعون رايته وهم يؤدون طقوسهم هذه. وفى الإسلام هناك الوضوء الذي يجب ان يسبق الصلاة.. وفى سورة المائدة كانت آية الوضوء: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فاغْسِلُواْ وُجُوهَكُم وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَينِ}

Comments

عاجل