المحتوى الرئيسى

بالفيديو| سيد درويش .. الثائر بألحانه

03/17 16:49

بدء حياته في شوارع الإسكندرية ليصبح سيدًا بالفن، أعماله كالفيضان في بحر الأغنية العربية، وفنه ظل ملاذ لشعب عاني من الظلم، وألحانه سلاح يشعل فتيل الثورة، وفي وصال الحب كانت مصر هي المنتهى في كل ما قدمه، إنه فنان الشعب سيد درويش.

وصفه موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب قائلًا: "يخطئ من يتصور أنه أغنية ولحن.. إنه فكر وتطور وثورة" أما الريحاني فقال عنه "روح هائمة على وجه الأرض.. روح غير مستقرة.. روح تعجلت رحيلها في الحياة.. كان ضيف على الدنيا غريب، الموت كان لا يغيب عن باله ويتذكره في المرح والسرور.. وفي ذكرياته معي أحداث طويلة لا تكفيها إذاعة ولا غيره، ذكريات فيها الوداد والخناق والغضب والرضا والضحك والدموع أيضًا".

وفي ذكرى ميلاد سيد درويش الـ125 ، نرصد أهم لحظات حياته..

في مدينه الفن ولد وترعرع سيد دروش بالإسكندرية، عشق الموسيقى وقرر أن يعمل مع عدد من الفرق  لكنه لم يوفق، فاضطر أن يشتغل عامل بناء.

ووسط معاناه العمال، وآهات المشقة، ورائحة الدهان، كان صوت سيد درويش يأتي كالنسيم الذي يهون عليهم، ليلاحظ المقاول أن العمال ترتفع معنوياتهم ويزيد إنتاجهم عندما يغني لهم، فطلب منه أن يتوقف عن العمل ويكتفي بالغناء.

وفي قهوة بجوار المبنى الذي يعمل فيه سيد درويش، تصادف وجود الأخوين أمين وسليم عطا الله، وهما من أشهر المشتغلين بالفن، ليلفت انتباههما ما في صوت هذا العامل من قدرة وجمال، واتفقا معه على أن يرافقهما في رحلة فنية إلى الشام في نهاية عام 1908.

وخلال رحلته بالشام اتقن درويش أصول العزف على العود وكتابة النوتة الموسيقية، ليقرر بعد عودته أن يشد الرحال إلى القاهرة، حيث أخذ يطلق لموهبته العنان ومنذ ذلك سطع نجمه وصار إنتاجه غزيرًا، فقام بالتلحين لكافة الفرق المسرحية في عماد الدين أمثال فرقة نجيب الريحاني، وجورج أبيض وعلي الكسار.

عاش درويش في فترة مهمة في تاريخ مصر، وكان الاحتلال الإنجليزي يطغى على كل شئ، لكنه لم يكن بمنأى عن الواقع الذي يعيشه فقرر أن يناضل بصوته وألحانه.

وبلحن "الكترة" وقف في وجه الاستعمار واستغلالهم للعمالة المصرية، والأغنية من أشعار بديع خيري: "ما قلتلكش ان الكترة لابد يوم تغلب الشجاعة.. واديك رأيت كلام الأمرا طلع تمام ولا فيهشى لواعة.. غيرشى اللى كان هالك ابداننا ومطلع النجيل على عيننا.. ان فهمى يكره حنا وايش دخل دول يا نا بس ف ديننا".

وحث درويش السيدة المصرية على القيام بدورها الوطنيّ بالمشاركة في الانتخابات البرلمانية، في لحن "دة وقتك، دة يومك، يا بنت اليوم، قومي اصحي من نومك بزياداكي النوم، وطالبي بحقوقك واخلصي من اللوم، ليه مانكونشي زي الغربية"، التي ظهرت ضمن أحداث رواية "الانتخابات" التي قدمتها فرقة علي الكسار.

وفي عام 1907 خطب الزعيم مصطفى كامل "بلادي بلادي، لكِ حبي وفؤادي، لكِ حياتي ووجودي، لكِ دمي، لكِ عقلي ولساني، لكِ لُبي وجناني، فأنتِ أنتِ الحياة، ولا حياة إلا بكِ يا مصر"، ليقتبسها يونس القاضي، ويكتب نشيد "بلادي بلادي" ويُلحنه سيد درويش، ويصبح النشيد الرسمي لثورة 1919، والنشيد الوطني لجمهورية مصر العربية بداية من 1980.

ولم تقتصر ثورة سيد درويش على المستوى السياسي فقط بل كان ألحانه بمثابة مجدد وباعث للنهضة الموسيقية في مصر والوطن العربي،فهو من أدخل الغناء البوليفوني إلى الموسيقى لأول مرة في مصر، كنوع جديد من تلحين "الأوبريتات" الذي مثل انقلاباً جديداً في عالم الموسيقى العربية.

وتنوع إنتاجه ليشمل أنماطًا عديدة من التأليف الموسيقي، فقدم أربعين موشحًا، و30 رواية مسرحية وأوبريت، ومائة طقطوقة، ومن أشهر "الطقاطيق" التي لحنها "يا ورد على فل وياسمين"، "طلعت يا محلا نورها"، و"سالمة يا سلامة"، و"زوروني كل سنة مرة"، و"الحلوة دي".

وفي 15 سبتمبر عام 1923، رحل فنان الشعب وعاشت ألحانه وأغانيه بعد أن استطاع بموسيقاه أن يؤثر في وجدان الناس، ويعبر عنهم ببساطة.

أهم أخبار فن وثقافة

Comments

عاجل