المحتوى الرئيسى

هل نحن في السعودية أم الصومال؟!

03/17 14:42

نحن نعيش ببلاد الحرمين الشريفين قبلة الإسلام والمسلمين، بلد نزول الوحي على رسولنا الكريم خاتم الأنبياء والمرسلين صلى الله عليه وسلم، ليس هذا فحسب، بل نعيش في بلد خليجي، وفي أكبر عاصمة خليجية تجري بها المشاريع الكبرى العملاقة على قدم وساق؛ لتكون من أفضل عواصم العالم، ونشاهد ذلك يومياً وفي مقدمتها مشروع قطار الرياض، ولكن للأسف مع كل ذلك عندما تتجول بهذه العاصمة الكبيرة، وتقف بإشارات المرور تحس وكأنك بإحدى عواصم الصومال، التي ينتشر بها الجوع والفقر المدقع، من خلال هذه العصابات التي تنشر نساء يحملن أطفالاً ويطلبن المساعدة، ثم فتيات صغيرات، ثم رجالاً كبار السن، وذلك في معظم إشارات العاصمة.

وتطورت الحكاية في ظل تساهل المسؤولين وتعاطف المواطنين والمقيمين معهم بإعطائهم الأموال، إلى أن وصلت إلى حد الظاهرة، ففي بعض الإشارات تجد صبياً يقف بالإشارة مقطوع اليدين أو إحدى القدمين، كي يستعطف المواطنين والمقيمين من أجل الحصول على الأموال، ثم ازدادت الفكرة لدى هذه العصابات واخترعوا طريقة أخرى، وهي حمل قارورة مياه بها صابون سائل ومساحة زجاج، ويدخل على السيارة إجبارياً ويرش الزجاج بالصابون، ويمسح الزجاج، سواء كنت بحاجة لذلك أم لا، ويطلب منك المساعدة، وعندما يوافق أحدهم، يجد واحد زرع بيمين السيارة وآخر بيسار السيارة، ويطلبان المساعدة وكأنك لست بإشارة مرور بل وسط عصابة محترفة، وإذا لم تستجِب تسمع سباً ودعاء عليك بدلاً من الدعاء لك، غير الذعر الذي يشاهده أطفالك وزوجتك من هذا المنظر المريب المزعج.

أين مسؤولو الضمان الاجتماعي والشرطة من هؤلاء؟ إنني على يقين عندما تتدخل الشرطة وتمسك بهم وتحقق معهم، ستجد بلا شك أنهم عبارة عن عصابة تملك الأموال الطائلة من خلال تلك الممارسات؛ لأنها عصابات منظمة تنتشر كالنار في الهشيم بجميع أنحاء المملكة العربية السعودية، بالإشارات تارة، وأمام المساجد تارة أخرى، تشوه صورة مملكتنا الحبيبة، بلاد الحرمين ورمز الحضارة والتقدم، وتفسد عليها تطورها ومشاريعها العملاقة، ومنظرها الحضاري لدى المواطن والزائر والمقيم على حد سواء، وتجعل صورة مملكتنا الحبيبة المتقدمة أمام الغير وأمامنا جميعاً كأنها دولة فقيرة معدمة أهلها يتسولون بهذه الطريقة المهينة بإشارات المرور، فأين أنتم أيها المسؤولون من هذه الظاهرة المشينة؟!

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل