المحتوى الرئيسى

عمدة اللاجئين" في أرنسبرغ الألمانية: جائزة الرئيس غاوك فخر للسوريين"

03/17 09:20

"المجتمع الألماني لديه خوف كبير من اللاجئين وهو أمر مفهوم" هكذا أجاب منير الشيخ على سؤالنا له حول مبادرته "الجيران الجدد"، فمنير هرب من الحرب الدائرة في سوريا وقدم إلى ألمانيا منذ أقل من سنيتن بحثا عن الأمان. لم تمض أيام على وصول منير إلى مدينة أرنسبرغ، فاهتزت أوروبا ومعها ألمانيا بخبر هجمات باريس (14نوفمبر/تشرين الثاني)، ومن هنا كانت الانطلاقة.

هذه الأحداث البشعة دفعت الشاب السوري لإطلاق دعوة على الفيسبوك للقيام بمسيرة تستنكر هذه الأحداث. وجذبت هذه الدعوة مئات الشباب السوريين والألمان. ولاقت المسيرة إعجابا شديدا لدى عمدة بلدية مدينة أرنسبرغ، ليلقب الشاب السوري بـ"عمدة اللاجئين"حسبما أكد منير الذي يضيف في مقابلة مع مهاجر نيوز:"بعد المسيرة دعيت لزيارة عمدة بلدية أرنسبرغ وأثناء الزيارة تحدثت معه عن رغبتي بالتطوع لمساعدة الألمان في خدمة اللاجئين كشكر على استضافتهم لنا على عكس الكثير من الدول العربية الأخرى".

وبعد مناقشات عدة تبلورت مبادرة "الجيران الجدد" وعن الهدف الأساسي لهذه المبادرة يقول منير: "أردنا أن تكون المبادرة صلة وصل بين المجتمع الألماني واللاجئين". بدأ منير العمل في هذه المبادرة بفريق مؤلف من سبعة أشخاص، والآن يبلغ عدد القائمين عليها 45 شخصا.

الرئيس الألماني غاوك من أكبر الداعمين لسياسة اللجوء التي انتهجتها المستشارة ميركل

يسعى القائمون على هذه المبادرة للقيام بنشاطات تجمع الألمان واللاجئين، من بينها رحلات مشتركة ونشاطات رياضية ولقاءات شهرية يتم فيها تناول مواضيع مختلفة تساعد الطرفان على فهم بعضهم البعض، وعن ذلك يقول منير "بدأنا بمواضيع تعرف الألمان على مجتمعات اللاجئين وقمنا أيضا بتعريف اللاجئين على ألمانيا والحياة فيها والقانون الألماني وقواعد السير وحقوق المرأة وفرص العمل والتعلم هنا وغير ذلك".

ولعل أكثر ما أثار استغراب منير خلال عمله مع الألمان هو: "الأفكار الخاطئة لدى الألمان عن المجتمعات العربية"، الأمر الذي تسبب في حوارات شائكة بين الألمان واللاجئين وعن هذه الحوارات يقول منير"لم أصدق الصورة الموجودة لدى الألمان عن المرأة في مجتمعاتنا، فكثيرا ما سمعت منهم أن المرأة لاقيمة لها في مجتمعنا فهي ممنوعة من التعلم والعمل وهذا ما أزعجني كثيرا".

دعوة من رئيس الجمهورية الألماني

لم يقتصر نشاط مبادرة "الجيران الجدد" على تغير الصورة النمطية عن المجتمع العربي، بل تطوع منير وفريقه في مساعدة الألمان على خدمة اللاجئين:"بدأنا بجمع الأثاث المستعمل لدى الألمان وتوزيعه على اللاجئين وحاولنا تقديم مساعدات كثيرة في الترجمة وخاصة لدى مراجعات الطبيب وتعبئة الأوراق وفتح حسابات للاجئين وغيرها".

حمل الرئيس الألماني يواخيم غاوك "آليات النظام الدولي" مسؤولية المأساة التي تعيشها مدينة حلب السورية. وقال الرئيس الألماني إن المجتمع الدولي مشترك في فظائع الحرب في سوريا. (16.12.2016)

طالب الرئيس الألماني يواخيم غاوك بإشارة واضحة من أوروبا ضد مرسوم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بحظر دخول مواطني بعض الدول إلى بلاده. فيما أكد رئيس البرلمان الاوروبي السابق ضرورة "أن نقول له بوضوح إنّ هذه ليست سياستنا". (04.02.2017)

في معرض افتتاحه لاجتماع المجمع الاتحادي المعني بانتخاب الرئيس الألماني، أشاد أشاد رئيس البرلمان الألماني "بوندستاغ" نوربرت لامرت بالرئيس الاتحادي المنتهية ولايته يواخيم غاوك. (12.02.2017)

هذه الأعمال التطوعية التي قام بها فريق "الجيران الجدد"، لم تلق استحسانا لدى الألمان فحسب، بل حتى إن صيتها ذاع ليصل إلى قصر "Bellevue" في برلين. إذ تمت دعوة منير من قبل رئيس جمهورية ألمانيا الاتحادية يواخيم غاوك لتكريمه على أعماله التطوعية. وعن هذه الجائزة يقول منير "هذه الجائزة هي فخر للسوريين وتؤكد على أن السوريين شعب طموح وقادر على تحقيق الكثير لو أتيحت له الفرصة لذلك". ليس هذا فحسب بل شاركت مبادرة "الجيران الجدد" في مسابقة عدة وحصلت على جوائز تقديرية من بينها جائزة "Deutschland Land der Ideen" لعام 2016.

ساعدت مبادرة الجيران الجدد منير في التعرف على المجتمع الألماني ولعل أكثر ما يقدره الشاب السوري في الألمان هو إخلاصهم في العمل ووفائهم بوعودهم وحبهم لبلدهم والتزامهم بمواعيدهم ولكن مايفتقده في ألمانيا هو غياب الحياة الاجتماعية الجميلة التي عرفها في بلده الأم سوريا.

© مهاجر نيوز – جميع الحقوق محفوظة

مهاجر نيوز لا تتحمل مسؤولية ما تتضمنه المواقع الأخرى

تولى يواخيم غاوك إدارة وثائق جهاز المخابرات لألمانيا الشرقية سابقا (ستازي) وحتى الآن يطلق على تلك الإدارة إسم " إدارة غاوك". قبل ذلك تم انتخابه عام 1990 كناشط في الدفاع عن حقوق الإنسان في مجلس الشعب الأخير لجمهورية ألمانيا الشرقية سابقا.

بعد الاستقالة المفاجئة للرئيس الألماني هورست كولر عام 2010 من منصبه، اقترح الحزب الاشتراكي الديمقراطي وحزب الخضر يواخيم غاوك كمرشح لمنصب الرئاسة. وصنفته وسائل الإعلام آنذاك كمرشح الشعب. لكن الجمعية الاتحادية صوتت في الدورة الثالثة لصالح كريستيان فولف مرشح الحزبين المسيحي والليبرالي لمنصب الرئاسة الإتحادية.

بعد مرور نحو ثلاث سنوات استقال الرئيس كرستيان فولف، واقترحت أحزاب المعارضة مجددا غاوك لشغل منصب الرئاسة، وهذه المرة بدعم من الحكومة. وكشف استطلاع قبل تصويت الجمعية الاتحادية أن نسبة 69 في المائة تساند ترشيح غاوك. وكانت النتيجة في 18 مارس 2012 أكثر وضوحا، حيث حصل غاوك على 991 صوت من مجموع 1228.

بموجب القانون الأساسي يتمتع الرئيس الاتحادي باستقلالية عن السلطات الحكومية. غاوك هو أول رئيس في هذا المنصب الذي لم ترافقه عقيلته في المناسبات الرسمية، بل رفيقة حياته دانييلا شات، والتي ارتبط بها منذ عام 2000. قبل 25 عاما انفصل غاوك عن زوجته غيلهيلد غاوك التي أنجبت له أربعة أطفال.

الموضوع المحوري المفضل لدى غاوك هو الحرية. ويعتبر منتقدوه بأنه يتحدث عن ذلك في صياغة ساذجة مناهضة للشيوعية، في حين يرى آخرون أن تمجيده للحرية يعبر عن مناصرة للرشد: فالحرية لا تعني بالضرورة السعادة أو الفرحة، بل هي مسؤولية واقعية لاتنطلق من أشكال سلطة الدولة فقط.

كممثل لجمهورية ألمانيا الاتحادية قام يواخيم غاوك بزيارة العديد من البلدان كما قابل رؤساء الدول والحكومات وغيرهم. ولم يلتزم غاوك دوما بالتحفظ الدبلوماسي: ففي تركيا انتقد حكومة رئيس الوزراء اردوغان مطلع 2014 واعتبر أنه ينهج توجها رقابيا وتأثيرا قضائيا وأسلوبا متسلطا.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل