المحتوى الرئيسى

وزير الخارجية الأمريكي: التحرك العسكري ضد كوريا الشمالية "خيار وارد"

03/17 19:18

أكد ريكس تيلرسون وزير الخارجية الأمريكي، الجمعة، أن العمل العسكري ضد كوريا الشمالية "خيار وارد"، مشددا على أن سياسة الصبر التي تنتهجها واشنطن حيال بيونج يانج انتهت، في حين اتهم دونالد ترامب الصين بأنها لا تبذل جهودا كافية في الملف.

أشار "تيلرسون"، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الكوري الجنوبي يون بيونج-سي، إلى ضرورة وقف برامج كوريا الشمالية الصاروخية والنووية، في تصريحات قوية يبدو أنها تنذر بتغيير كبير في سياسة الولايات المتحدة، تجاه الدولة الانعزالية.

وقال تيلرسون للصحفيين "لا نرغب بالتأكيد في أن تصل الأمور إلى نزاع عسكري" إلا أنه أضاف "إذا زادوا من خطورة برنامجهم للأسلحة، إلى حد يحملنا على الاعتقاد بأن الأمر بات يتطلب تحركا، فسيصبح هذا الخيار واردًا"، مشددا على أن "سياسة الصبر الاستراتيجي التي تنتهجها الولايات المتحدة انتهت".

واستخدم مصطلح "الصبر الاستراتيجي" لوصف سياسة الولايات المتحدة في ظل حكم الرئيس السابق باراك أوباما، عندما استبعدت واشنطن التعامل مع بيونج يانج، حتى تقدم الأخيرة التزاما ملموسا لنزع السلاح النووي، على أمل بأن تحدث التوترات في الداخل تغييرا ما.

وتأتي جولة "تيلرسون" الآسيوية، بعدما أطلقت بيونج يانج صاروخا، بإمكانه نظريا بلوغ قواعد أمريكية في اليابان.

وتنشر الولايات المتحدة نحو 28 ألف جندي في كوريا الجنوبية، لحمايتها من جارتها الشمالية، إلا أن صواريخ بيونج يانج قادرة على الوصول إلى سيول.

ويحذر المحللون من أن أي نزاع قد يؤدي إلى تصعيد سريع، ويسفر عن عدد كبير من الضحايا.

وعلى الجانب الآخر دعا إيجور مورجولوف نائب وزير الخارجية الروسي، الجمعة، إلى كسر "الحلقة المفرغة" التي تسود طريقة التعاطي مع بيونج يانج، مشيرا إلى أن ردود فعل واشنطن القاسية تجاه تجارب كوريا الشمالية النووية، تزيد من حدة التوتر في شبه الجزيرة الكورية.

وقال لوكالة الأنباء اليابانية "جيجي برس" "نقترح أن ينظر إلى الوضع من جوانب عدة، لكسر الحلقة المفرغة من التوتر".

-للصين دور رئيسي- وتسعى الدولة الشيوعية منذ زمن طويل لتصبح قوة نووية، إذ أجرت أولى تجاربها عام 2006 رغم المعارضة الدولية، وأتبعت ذلك أربعة تجارب أخرى، اثنتان منهما العام الماضي.

وتأتي تصريحات وزير الخارجية الأمريكي الأخيرة، بعدما أعلن من طوكيو أن الجهود المبذولة على مدى 20 عاما لنزع السلاح النووي في الدولة الشيوعية قد أخفقت.

وفرضت الأمم المتحدة عدة رزم من العقوبات الدولية على كوريا الشمالية، بسبب برامجها الصاروخية والنووية، إلا أن الصين التي تعد حاميتها الدبلوماسية وشريكتها التجارية الرئيسية، متهمة بعدم الالتزام بفرضها بشكل كامل.

وفي الوقت الذي يتوجه "تيلرسون" إلى الصين، السبت، لحثها على بذل مزيد من الجهود لكبح جماح جارتها، اتهم الرئيس دونالد ترامب الصين بعدم بذل ما يكفي في ملف كوريا الشمالية.

وقال ترامب في تغريدة على تويتر: إن "كوريا الشمالية تتصرف بشكل سيء جدَّا، إنَّهم يلعبون بالولايات المتحدة منذ سنوات، لم تقدم الصين مساعدة كافية".

وتشاطر بكين مخاوف واشنطن بشأن مساعي بيونج يانج، لبناء ترسانة من الأسلحة النووية، إلا أنَّها كذلك تلقي باللوم على الولايات المتحدة في تصعيد التوترات.

وزاد من تعقيد المسألة نشر الولايات المتحدة منظومة "ثاد"، الدرع الأمريكية المتطورة المضادة للصواريخ، في كوريا الجنوبية.

تصر واشنطن وسيول على أنها لدواع دفاعية بحتة، إلا أن بكين تخشى من أنها قد تقوض قدرتها على الردع النووي، وردت بغضب، إذ فرضت مجموعة من الإجراءات، نظر إليها على أنها انتقام اقتصادي من كوريا الجنوبية.

واعتبر تيلرسون أن رد فعل بكين كان "غير ضروري" و"مقلقًا"، محذرًا من أن السماح لكوريا الشمالية بالإبقاء على مستواها الحالي في تكنولوجيا السلاح، سيمنحها "قدرات كبيرة ستمثل تهديدا حقيقيا".

-تحت أنظار الشمالية- وكان رئيس الدبلوماسية الأمريكية زار في وقت سابق من يوم الجمعة المنطقة منزوعة السلاح التي تفصل بين الكوريتين.

وتحت أنظار جنود كوريين شماليين يقفون على أهبة الاستعداد، زار "تيلرسون" منطقة بانمونجوم الأمنية المشتركة، المحمية من كوريا الشمالية، وقوات تابعة للأمم المتحدة تقودها الولايات المتحدة منذ انتهاء الحرب الكورية بهدنة عام 1953.

وراقب جنود الشمال تحركات "تيلرسون" من جانبهم من الخط الفاصل، الذي تميزه كتل من الإسمنت مرصوفة على الأرض، وفي لحظة ما، لم يكونوا إلا على بعد بضعة أمتار عن "تيلرسون" إذ التقط أحدهم صورا للوزير.

ويخشى المسؤولون الأمريكيون من التقدم السريع، الذي تحرزه كوريا الشمالية في صناعة صاروخ بالستي عابر للقارات، قادر على بلوغ الأراضي الأمريكية.

ويرى محللون أن تعليقات "تيلرسون" قد تنذر بتغيير كبير في مواقف واشنطن.

وقال شوي كانغ نائب رئيس معهد الدراسات السياسية في سيول إن الهدف من تصريحاته قد يكون "الضغط على كوريا الشمالية والصين، ولكن بالنظر إلى الأجواء السائدة في واشنطن حاليا، فلا يبدو بأنه +مجرد كلام+."

وأضاف "علينا أن نرى إلى أي مدى يرغبون بالمضي قدما بالخيار العسكري (...)، ولكن ما يحاول إظهاره هو أن واشنطن ليست مهتمة بالانخراط في حوار مع كوريا الشمالية."

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل