المحتوى الرئيسى

علاء الأسواني ودويتشه فيله.. بلدك فين يا جحا؟

03/16 21:39

علاء الأسواني ودويتشه فيله.. بلدك فين يا جحا؟

المطالع لتصريحات الكاتب علاء الأسواني يندهش من مواقفه المتغيرة، فالرجل الذي تمنى نجاح الرئيس عبد الفتاح السيسي في مهمته كرئيس للجمهورية، مؤكدا أن تدخل الجيش لعزل محمد مرسي والإخوان كان ضروريا وأن السيسي هو أفضل قائد عسكري بعد آيزنهاور ، هو نفسه من وصف الرئيس المصري بالديكتاتور سبتمبر الماضي في مقالة بعنوان "متى ينجح الديكتاتور"، قال فيه: "بينما يجتهد الرئيس المنتخب لارضاء ناخبيه فان الديكتاتور يعلم أنه قابض على السلطة بالقوة ويخاف دائما من حدوث انقلاب ضده وبالتالي فهو ينفق جزءا كبيرا من أموال الدولة لتأمين الحكم كما انه يختار المسؤولين طبقا لولائهم وليس كفاءتهم".

قدرة طبيب الأسنان الشهير على التحول، قادته إلى التعاون مع قناة "دويتشه فيله" الألمانية، التي رأت ما يحدث في مصر انقلابا، ففتحت أبوابها ليسري فودة، وأوجدت لـ علاء لأسواني الذي لم يجد مكاسب شخصية من مشاركته في 30 يونيو، فانقلب عليها، مساحة يهاجم من خلالها بلاده.

قناة جعلت نفسها منبرا مضللا لتشويه صورة مصر، مخالفة بذلك موقف ألمانيا الرسمي، فعمدت إلى دسم السم في العسل للمصريين باختيار بعض الشخصيات المعروفة بتغير مواقفها ومهاجتمها للدولة المصرية.

"لن نتجاهل خروج 30 مليون مصرى فى 30 يونيو، ودعونا الرئيس السيسى لبحث خطر الإرهاب"، بهذا التصريح اعترفت المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل بثورة 30 يونيو، في لقائها الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي في مقر المستشارية في ألمانيا في 2015.

كشف أقدم مراسل صحفي لمجلة دير شبيجل الألمانية، فولكهارت فيدنوفر، قبيل زيارة ميركل الأخيرة لمصر بداية الشهر الجاري أن ميركل تلقت معلومات سابقة خاطئة عن مصر، واعترفت بذلك الخطأ، وتفهمت أسباب ثورة 30 يونيو، وأنها كانت استجابة لتطلعات المصريين، وهو ما أكدته في لقاءها الرئيس السيسي.

وتحدثت ميركل أيضا عن دور مصر في محاربة الإرهاب، واعترفت بما تقدمه مصر من جهود في مكافحة التطرف والتنظيمات الإرهابية، وأكدت لشعبها قبل زيارتها للقاهرة على أهمية مصر في الشرق الأوسط ودورها الرائد.

تصريح ميركل يعتبر تبنيا لموقف الشعب المصري المؤيد لثورة 30 يونيو وذلك على لسان أكبر مسؤول بالدولة، فهل اعتراف ألمانيا بثورة المصريين دفع دويتشه فيله لتغيير موقفها من مصر؟.

لو طالعت معظم مقالات علاء الأسواني في دويتش فيله، ستجد أن معظمها يعمل ضد مصلحة مصر بعكس ما يظهره كاتبها، وسترى إقحام الرئيس السيسي في كافة مقالاته، فنجد مثلا مقالته "فن مديح الرئيس" المنشورة بتاريخ 1 نوفمبر 2016، هاجم فيها الإعلام المصري، واتهمه بالنفاق،

ولا ننسى مقاله المنشور في فبراير الماضي بعنوان "ستة أوهام تحجب العقل المصري"، التي اعتبر فيها حكم الجيش فشل، ونسى مطالبته للجيش بالتدخل إبان أزمة الإخوان وسيطرتهم على البلاد، إذ قال في مقالته "التجارب في العالم كله أثبتت أن الحكم العسكري يؤدى دائما الى فشل وكوارث".

وعلى الرغم من دعوته لفض اعتصامي رابعة والنهضة، واعتبار التأخير في ذلك اهدارا لمكتسبات ثورة 30 يونيو، بقوله على تويتر "إن كل من تسبب فى تأخير فض اعتصامات الإخوان المسلحة، يكون مشتركًا، ولو بحسن نية، فى إهدار ما أنجزته ثورة 30 يونيو".

"اعتصامات مسلحة تم تعذيب وقتل الأبرياء فيها بناء على تقارير دولية، اعتصامات تخرج منها مسيرات مسلحة تطلق النار عشوائيا، يجب على أى دولة فضها".

كان هذا قبل أن يرى ما حدث في مصر انقلابا، كما يظهر في مقالاته الـ45 المنشورة بـ دويتشه فيله.

فيديوهات وتغريدات كثيرة أظهرت دعم الأسواني لموقف الدولة المصرية وقتها، ثم سرعان ما انقلب واتجه للبوق الألماني، ليصب غضبه على الرئيس السيسي والدولة المصرية.

يُعرّف موقع دويتش فيله الألماني كاتبه علاء الأسواني بأنه "يعد من أبرز الأصوات المصرية المطالبة بالديمقراطية وحرية التعبير، نأى بنفسه أيضا عن النظام المصري الحالي وواصل نضاله من أجل الديمقراطية وحرية الرأي ومن أجل مجتمع مدني قوي في مصر".

كتب علاء الأسواني 45 مقالة في الموقع الألماني، معظمها يهاجم مصر ونظامها الحالي، وعلى الرغم من وجود بعض العبارات التي تستوجب معاقبة كاتبها في بعض الدول، لكن الكاتب الذي يرى أن حرية الرأي في مصر مقيدة ومكبلة، لا زال يطلق رصاصاته على الدولة المصرية، لكن هل يبقى الأسواني صوتا معارضا على طول الخط أم أنه رجل متغير الهوى؟

مما سبق يتضح مخالفة الأسواني المتورط بالتطبيع مع الجانب الإسرائيلي في روايته "عمارة يعقوبيان" التي ترجمت للعبرية، ولقت مدحا كبيرا في إسرائيل كون الأسواني على وصف أشهر صحف إسرائيل "يديعوت أحرونوت"، صاحب نظرة سياسية مختلفة، ومدحت روايته التي لقت رواجا في إسرائيل كونها تسلط الضوء على بعض السلبيات التي يراها الأسواني مثل الشذوذ والمثلية وغيرها من صفات.

وانتهج الأسواني خطا مخالفا للدولة بمقالاته في دويتشه فيله من ناحية، وكتاباته على حسابه الرسمي على تويتر من ناحية أخرى، ورغم ذلك لم نسمع عن قمعه أو مسائلته في دولة ادعى أن هناك ديكتاتور يحكمها.

مواقف متغايرة من قناة "دويتشه فيله" ضد إرادة المصريين، والحديث هنا ليس كلاما في الهواء، بل أدلة تقودنا لنتائج مهمة حول توجهات هذه القناة الناطقة بالعديد من لغات العالم.

58 عاما مرت على بدء بث هذا الصوت من ألمانيا للعرب، لكن الإشارة هنا حول 6 سنوات سلطت فيها دويتشه فيله الضوء على مصر، من منظورها الخاص، وتصدير صورة مغايرة للواقع المصري للألمان، حكومة وشعبًا.

لو طالعنا عناوين وموضوعات دويتشه فيله سنجد أنها تخصص جُل ما تعرضه للقراء للتشويه في مصر، وتغيير الواقع، ونقل ما تريده هي فقط، فثورة 30 يونيو التي اعترفت بها ألمانيا نفسها عبر ميركل، تعتبرها الفضائية الألمانية انقلابا.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل