المحتوى الرئيسى

لماذا لا نكتب النهاية؟

03/16 17:51

مُبتدأ حياتك ونشأة جنينك ووجودك في الحياة الدنيا جاءت إجباراً فلم تكن لك أي فرصة للاختيار قط، ولكن نهاية حياتك تختلف قليلاً ففي النهاية هي إجبار مُقترن باختيار في التوقيت، ولكن اختيار التوقيت ذلك له عواقبه.

فلقد جاء الخلق وسيأتي الخلق مجبرين إلى أجسادهم فلم يجد أحد خياراتٍ سوى أن يأتي إلى الحياة، ولن يبقى أحد في هذه الأرض، فالموت إجبار، وهذه سنة الحياة الدنيا، فأنت لم يكن لك قرار في أن تجد روحك في هذا الجسد، ولكنك تمتلك القرار لكي تُنهي تِلك العلاقة بين روحك وهذا الجسد في أي وقت تشاء، فتوقيت الرحيل بين اختيار وكفر بالله، أو إجبار قد يتبعه ثواب وقد يتبعه عقاب أيضاً، وقد تتبعه رحمة وحب من الله.

ما بين الإجبار والاختيار حياتنا التي نعيشها وتختلف حياة كل منا عن الآخر، وتختلف ابتلاءات البشر والخلائق بقدر حب الله لعباده وبقدر إيمان قلب العبد.

فما بين الإجبار والاختيار حياة قد تدفعك إلى المعيشة بين الناس مستمتعاً بوقتك، وحياة لم تفكر قط في أن تنتهي، وتسأل الله في كل وقت وحين أن يرزقك طول العمر ودوام السعادة، فحياتك جميلة هادئة لم يعكر صفوها سوى دموع الفرح، ولم يذُق قلبك دموع الحزنِ قط، فرحمة الله في رفقتك.. فالحمد لله على رحمته بحياتك.

وهناك من كانت بداية حياته التي لم يختر أن يأتي إليها ليجد نفسه في أعماق الألم، لم تذُق عيناه ولا قلبه معنى للفرح بل يجيد كل أنواع البكاء، وقلبه يعرف جيداً مذاق الحزن والألم، فالنفس تتعب، والجسد يبلى، فتُحدث نفسك قائلاً: يا صديقي، لمَ لا تُنهي تلك الحياة التي لم تختَر بدايتها، ولمَ تبتسم لك حتى اللحظة فمن العدل أن تُنهي تلك الفوضى فلن يتحمل قلبك المزيد من تلك الحياة، وستمر حياتك بدون جدوى، فما بُني على حزن وألم لن يحلو في نهاية المطاف.

تلك الكلمات لم تنبُع منك، بل إن الشياطين تتسابق من حولك حتى يذهبوا بك إلى النار.

ومن هنا يأتي قرار الاختيار: هل تُكمل تلك التي تُسمى بالحياة مُحتسباً ذاك عند الله مُنتظراً للخير والحكمة في الدنيا أو حتى في الآخرة، أو أن ينقطع أملك في الدنيا والآخرة فتقرر أن تُنهي حياتك التي أرهقتك، فتنتحر لتُكمل عذاب الدنيا وعذاب الآخرة، فترتاح لحظة واحدة، ثم تذهب إلى نار رب الناس؛ لتذوق العذاب الذي لم تهتم لأمره، وتكمل حياتك في نار رب الناس وما أدراك ما نار جهنم!!

اعلم أنَّ ما أصابك من أمور الدنيا جعلك متمنياً أن تُنهي تِلك الحياة التي أرهقتك، ولكن على كل شيء خلقه الله أن يسير كما يريد الله، أو كما أمرنا الله به، فكيف خطر ببالك أن تُنهي حياتك في وقت غير وقتها؟!

الاختيار صعب في الوقت الحالي والمُفاضلة على أمل أن تبتسم الدنيا لك ليست عادلة، ولكن الله أخفى عنك كثيراً لو علمته لعلمت أنه أرحم بك من أبيك وأمك، فاصبر لعل الله يخبئ لك ما لم يخطر على قلبك في الدنيا، يشفي به جروح قلبك، ويعافي به هزالة بدنك، فهو رب العالمين، ما بين الكاف والنون أمره نافذ في الأرض، وتذكر يا صديقي أن الصبر لن يضر صابراً قط، وليس في الدنيا سلاح أقوى وخير من سلاح الصبر.

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل