المحتوى الرئيسى

فيديو وصور| قصة الدكتور محمود فؤاد.. هل تسبب الإهمال في مقتل ابن المهنة؟

03/16 14:45

كتب ـ محمود السعيد و صابر المحلاوي:

اتهامات بالتقصير والإهمال وجهها زملاء الطبيب محمود فؤاد إلى مستشفى الهرم بعدما لفظ أنفاسه الأخيرة داخله، إثر تلقيه طعنة نافذة من طالب بكلية التربية الرياضية، أراد سرقة حقيبة الظهر الخاص به بعد انتهاؤه من جلسة علاج طبيعي بمنطقة العمرانية.

يعمل الدكتور محمود فؤاد البالغ من العمر 35 عاما بمستشفى مطروح العام بعد قضائه خدمته العسكرية 5 سنوات كضابط احتياط، ووقت الحادث كان يقضي إجازته مع زوجته وابنه الوحيد في القاهرة.

التقى "مصراوي" الدكتور محمد سراج، صديق المجني عليه، للتوصل لكيفية حدوث واقعة القتل وملابساتها، ولماذا يوجه وزملائه أصابع الاتهام بالإهمال إلى مستشفى الهرم والتسبب في مقتل صديق عمرهم.

"أنت تعرفني؟ لا معرفكش.. طب ليه عملت كده؟"، آخر كلمات جرت بين الطالب المتهم وضحيته الدكتور محمود داخل شارع نصر الثورة بمنطقة العمرانية بعدما طعنه بالسكين لسرقة حقيبته، لكنه استنجد بالأهالي فأمسكوا المتهم ونقلوه لمستشفى الجزيرة، وفقا لصديقه الدكتور محمد.

يقول الدكتور محمد، إن مستشفى الجزيرة استقبلت صديقه قرب الخامسة يوم الأحد، وقاموا بتنظيف الجرح وخياطته 5 غرز، إثر إصابته بطعنة نافذة في الظهر ولم يتبين لهم أي مصدر للنزيف، لكن بعمل أشعة "سونار" للبطن والحوض كشفت عن تجمع دموي بالناحية اليمنى، يحتاج مزيدا من الفحوصات.

الأطباء بمستشفى الجزيرة قالوا إنه يتوجب نقل المُصاب إلى مستشفى عام لإجراء الفحوصات والمتابعة، وتم نقله لمستشفى "الهرم" بعربة إسعاف مجهزة وطبيب مرفق معه التقرير الطبي، ووصل بحلول الساعة السابعة ومعه زوجته وطفله الوحيد أحمد البالغ من العمر 4 سنوات.

وداخل قسم الطوارئ بمستشفى الهرم، تبين للطبيب أن الضحية محمود ضغطه منخفض، فنصح زوجته بشراء شئ "مالح" فاستجابت بشراء "بسكوت ومياه غازية" لزوجها، لكن بعد دقائق ازداد التعب والألم في جسد الطبيب البالغ من العمر 35 عاما; فصرخ ألما "أنا تعبان، شوفوا فيا إيه"، يروي صديقه لمصراوي.

ولم يحرك أحد ساكنا من المستشفى حتى الساعة التاسعة، فاتَّصلت زوجة الطبيب بأصدقائه الأطباء بينهم استشاري عظام وجراحة، وقابلوا المسؤول عن حالته قائلين "الحالة خطر ومحتاجة نقل دم ودخول للعمليات.. انتوا فين من كل ده؟".. فنشبت مشادات وصلت للاشتباك بالأيدي بين الطرفين وتدخل أفراد التمريض وغيرهم للفصل بينهم، وفقا لزميله.

وتعليقا على ذلك، قال الدكتور أحمد عزب، مدير الطوارئ بمستشفى الهرم، إن المستشفى لم يقصر في اتخاذ الإجراءات اللازمة لعلاج حالة الدكتور محمود فؤاد الذي وصل في حالة متأخرة إليهم، وتم إعطاؤه "كيس دم" وحيد بحوزة المستشفى من فصيلة (O+) النادرة وتواصلنا مع عدة مستشفيات للحصول على مزيد من أكياس الدم، لافتا إلى تواجد طبيبي تخدير وجراحة بانتظار تحسن الحالة وإجراء العملية.

فيما أشار زميل الضحية إلى اقتراحهم تبرع أحدهم نفس فصيلة الدم، لكن الاقتراح قوبل بالرفض من قبل الطبيب المعالج لأنها ستأخذ وقتا لتحليلها وتنقيتها، وطالبهم بإحضار أكياس دم من بنوك الدم، وذلك في العاشرة مساءًّ.

وأجرى الأطباء سريعا اتصالات بزملائهم بينهم الدكتور محمد سراج، للبحث عن أكياس دم، فلم يجدوا لها أثرا بمستشفى المنيل الجامعي، وكذلك مستشفى المصل واللقاح، وبينما يستمرون في بحثهم عن "أكياس دم" الإنقاذ; وصلهم النبأ بموت صديقهم في الدقائق الأولى ليوم الإثنين، وسط ذهول أصابهم من كم الإهمال الذي تسبب في موته.

ورد مدير الطوارئ بمستشفى الهرم على ذلك بقوله "لم أرفض الحصول على دم من زملاء المصاب، بالإضافة إلى أن الحصول على دم من أحدهم يحتاج لاختبار توافق ولن يكفيه، لافتا إلى أن تأخر الحصول على أكياس الدم تسبب في توقف عضلة القلب للمصاب، وحاولوا إنعاشه بالصدمات الكهربائية، لكنها لم تجدِ نفعا.

"أبوس إيدك متسبنيش أنا بموت"، كانت هذه آخر كلمات ابن المهنة داخل مستشفى الهرم لصديقه طبيب الجراحة حتى لفظ أنفاسه الأخيرة، تاركا زوجة وابنا مازال يتحسس خطواته الأولى.

أهم أخبار حوادث

Comments

عاجل