المحتوى الرئيسى

وصف أردوغان بأمير المؤمنين.. القرضاوي «متناقض» يزج بالدين في السياسة

03/16 20:28

منذ السبت الماضي وتعيش تركيا وهولندا في أجواء ملتهبة، تبادلا فيها التصريحات والاتهامات، بعدما منعت الأخيرة وزيرين تركيين من عقد لقاءات مع ناخبين أتراك يعيشون في مدينة روتردام الهولندية، لحشد التأييد للتعديلات الدستورية التي ستجرى أبريل المقبل، بشان توسيع صلاحيات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

 ولكن الغريب في هذه الأحداث أن الشيخ يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، دخل المعركة السياسية، منحازًا لصالح الجانب التركي، ومديناً ما سماه بـ"الممارسات الهولندية غير المقبولة تجاه تركيا"،  دعايًا العالم الإسلامي للوقوف مع تركيا والتضامن معها في أزمتها مع هولندا.

وليس ذلك فقط بل زج القرضاوي بالدين في هذه الخلافات السياسية، معتبرة هذه التعديلات التي ستجرى في تركيا أبريل المقبل، وستعطي صلاحيات واسعة لأردوغان يتفق مع التعاليم الإسلامية، واصفًا أردوغان بأمير المؤمنين، وذلك حينما دعا في بيانه  المسلمين "الوقوف مع تركيا والتضامن معها، في حق مواطنيها في اللقاء بساستهم، والتعبير عن رأيهم في الدول التي يقيمون بها، وبخاصة أن النظام الذي يدعو إليه أردوغان هو النظام الذي يتفق مع التعاليم الإسلامية، التي تجعل أمير المؤمنين أو الرئيس الأعلى هو رقم (1) في السلطة".

ولكن كيف للقرضاوي الذي يترأس كبار علماء المسلمين في العالم، يعتبر التعديلات الدستورية التي تعطي صلاحيات واسعة لأردوغان، يتفق مع تعاليم الإسلامية، وهو الذي اعترض من قبل على التعديلات الدستورية التي جرت في مصر 2005 أيام مبارك ووصفه حينها بالـ"ديكتاتور"؟

وهل نسى القرضاوي الذي يعتبر أردوغان أو الحاكم أمير المؤمنين، أنه أصدر فتوى في 21 فبراير 2011 بقتل العقيد معمّر القذافي، ودعا العسكريين الليبيين عدم إطاعته، وذلك أثناء مقابلة مباشرة  له على قناة "الجزيرة" الفضائية؟

القرضاوي المتناقض الذي دائمًا ما يزج بالدين في السياسة وجدناه يدعو في 2011  المصريين بالتصويت بالموافقة على التعديلات الدستورية التي جرت في مارس من ذات عام وكانت يحكم مصر حينها المجلس العسكري، ووصف هذه التعديلات بالمطلوبة،  هو نفسه الذي دعا عام 2014 المصريين في الداخل والخارج إلى مقاطعة الاستفتاء على تعديلات الدستور، وأفتى بحرمة المشاركة فيه معتبرًا أنه  نوعًا من "التعاون على الإثم والعدوان"، كونه حسب رأيه يقوي ويدّعم ما وصفها بالسلطة.

كما وجدناه أبان الحرب الأمركية في أفغانستان والعلاراق يفتي بإباحة انضمام المسلمين فى أمريكا إلى الجيش الأمريكى للمشاركة فى الحرب على أفغانستان، وأثار أـيضًا المسلمين بتحليل قتل الأمريكان للعراقيين في العراق، أبان الحرب الغزو الأمريكي للعراق، وهو نفس الشخص الذي قال في مارس يناير الماضي "إن ا والاجراءات  التي تتم في أمريكا، واصفًا إياها بأنها المعادية  للإنسانية وللإسلام ولا هي من العقل، حسب تغريدة له على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر".

ولكن على ما يبدو أن فتاوى أردوغان يغلب عليها "النفاق السياسي"، فوجدناه في السطور السابقة، قبل صعود ترامب للحكم يففتي فتاوى لصالح أمريكا، وبعد ترامب انتقد الإجراءات ووصفاه بأنها غي العقلانية، وذلك نظرًا لتغير السياسة تجاه الإخوان المسلمين بعد خروج أوباما من البيت الأبيض.

وعلى ما يبدو انه يقدم الولاء والطاعة للنظام التركي على حساب الدين، فهو الآن يدعو المسلميسن للوقوف بجانب أردغاون معتبره أمير للمؤمنين، واصفًا أن نظامه يتفق مع التعاليم الإسلامية، وذلك لأن النظام التركي الحالي برئاسة أردوعغان محسوب على التيار الإسلامي والإخواني خاصة، وهو الذي يؤي إخوان مصر في تركيا بعد رفضت دول العالم احتضانهم.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل