مبارك على الأسفلت.. وجارٍ البحث عن شباب الثورة
"مبارك على الأسفلت".. بلهجة ساخرة قابل العديد من مراقبي المشهد السياسي المصري، موافقة النائب العام على إخلاء سبيل الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك عقب براءته من تهمة قتل المتظاهرين، واعتماد فترة الحبس الاحتياطي التي قضاها بها ضمن عقوبة الـ3 سنوات المحكوم عليه بها في قضية" قصور الرئاسة".
وببراءة " مبارك" ونجليه والعديد من رموز النظام، تحدث كثيرون عن فشل الثورة وموتها، ومع اقتراب الرئيس الذي قامت عليه ثورة 25 يناير، من ملامسة فراش بيته، والجلوس بين أسرته مرة أخرى، في الوقت الذي أصبح الشباب الذين تصدروا للمشهد الثوري لـ25 يناير، ما بين سجين وممنوع من السفر نرصد بعضها في التقرير التالي:
البداية من علاء عبدالفتاح، ابن المحامي الحقوقي أحمد سيف الإسلام والدكتورة ليلى سويف، المعروف عنهما النضال السياسي، بدأ نضال" عبدالفتاح" ضد نظام الرئيس الأسبق مبارك منذ 2006 ، وعندما اعتقل نتيجة لتدشينه هو وبعض المدونين المصريين، وقفة احتجاجية تطالب باستقلال القضاء، مما أوجد زخما حوله.
برز دوره أثناء ثورة 25 يناير، إلى أن تم اعتقاله في أكتوبر 2011 بتهمة الاشتراك في التعدِّي على عناصر ومعدَّات الجيش، وأيد الرئيس المعزول محمد مرسي في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية 2012 حتى لا ينجح أحمد شفيق، لكنه سرعان ما عارضه مرة أخرى، وانضم لتظاهرات 30 يونيو المطالبة بإسقاطه.
وانقلب على سلطة ما بعد 3 يوليو 2013 عقب إقرارها لقانون تنظيم التظاهر، و شارك في وقفة أمام مجلس الشورى لرفض المحاكمات العسكرية فألقي القبض عليه وحكم عليه بــ 15 عامًا ، وتم تخفيف الحكم وهو حاليًا بالسجن يقضي فترة حبس مدتها 5 سنوات.
أحمد دومة، أو كما يطلقون عليه “ سجين كل العصور” يقضي حاليا عقوبة السجن المؤبد؛ لاتهامه بحرق المجمع العلمي، ويواجه عقوبة بالسجن 3 سنوات بتهمة إهانة القضاء في إحدى جلسات قضية “ مجلس الوزراء”، بدأ عمله السياسي منذ تدشين حركة كفاية في 2004.
وكان متحدثا باسم ائتلاف شباب الثورة خلال 25 يناير 2011، كما اعتقل الشاب البحراوي أكثر من مرة في عهد كل من “ مبارك والمجلس العسكري ومرسي والسيسي”.
حسام البخاري، هو الوجه الشبابي الأبرز لتيار الإسلام السياسي، الذي كان متحدثا باسمه خلال ثورة 25 يناير، وكثر ظهوره الإعلامي والجماهيري؛ لرسم صورة جيدة عن التيار الإسلامي، الذي كانت الثورة بمثابة عنق الخروج من التقوقع السياسي الذي فُرض عليهم لسنوات طويلة.
وكان من أبرز الداعين للتظاهر عند مقرات أمن الدولة في مارس 2011 ثمَّ اقتحامها، وكان رافضًا للحكم العسكري، وانضم لاعتصام رابعة عقب 30 يونيو، وقُبض عليه خلال فضه، وأودع سجن العقرب منذ ذلك الحين حتى الآن.
أحمد ماهر، صاحب تاريخ من المعارضة لنظام الحكم بدأه في عهد مبارك بتأسيس حركة 6 أبريل الاحتجاجية في أبريل 2008، تم اعتقاله أثناء نظام مبارك عام 2006 و2008 و2010، بتهم تتعلق كلها بتكدير الصفو العام وإهانة المناصب والتحريض على العنف.. كما سجن بعهد الرئيس المعزول محمد مرسي على تظاهرة أمام منزل وزير الداخلية حينها محمد ابراهيم.
خرج منذ أيام قليلة من السجن عقب قضائه فترة حبس لمدة 3 سنوات امتثالًا لأمر قضائي بالقبض عليه لتحديه قانون التظاهر الذي تمَّ سَنُّه بعد 3 يوليو 2013. ، ولكنه يقضي فترة التدابير الاحترازية.
الناشطة السياسية أسماء محفوظ، لمع نجمها قبل ثورة 25 يناير، فكانت عضو مؤسس في حركة 6 أبريل الشبابية ومن الداعيات لمظاهرات 25 يناير، كما أنها أحد أعضاء حزب التيار المصري.، ووجهت لها اتهامات عديدة عقب الثورة بالعمالة والتمويل الأجنبي.
أما إسراء عبدالفتاح، فبدأ دورها السياسي بالمشاركة في الدعوة لإضراب 6 إبريل 2008 في مصر ضد "الغلاء والفساد"، وألقي القبض عليها قبل أن يفرج عنها بأيام، اعتقلت مرة أخرى في 15 يناير 2010 عندما كانت تؤدي واجب العزاء لضحايا مذبحة نجع حمادي، وشاركت أسماء محفوظ نفس الاتهامات بالعمالة والتمويل الأجنبي.
وحاليا الناشطتان ممنوعتان من السفر بقرار من النائب العام بتاريخ 22 أغسطس 2013، وذلك حرصًا على الأمن القومى من العمالة والإساءة لمصر وشعبها وذلك بعد اتهامهما بالتخابر.
وفي الوقت الذي تنوعت أوضاع شباب الثورة ما بين المنع من السفر والسجن، انتشر هاشتاج على مواقع التواصل الاجتماعي باسم " مبارك على الأسفلت "، وارتفعت نغمة التساؤلات عن مدى أحقية مبارك في الترشح بالانتخابات الرئاسية المقبلة.
وفي هذا الشأن قال الدكتور فؤاد عبدالنبي، أستاذ القانون الدستوري بكلية الحقوق جامعة المنوفية، إن المادة 87 من الدستور تعطيه الحق في الترشح للرئاسة، وممارسة الحق في ممارسة العمل السياسي، لافتا إلى أن هذا الأمر يصبح واجب وطني طالما ليس على الأمر أي مساءلة قانونية.
تنص المادة 87 من الدستور على" أن مشاركة المواطن فى الحياة العامة واجب وطنى، ولكل مواطن حق الانتخاب والترشح وإبداء الرأى فى الاستفتاء، وينظم القانون مباشرة هذه الحقوق".
وأضاف عبدالنبي، لـ" مصر العربية"، أنه بموجب هذه المادة يصبح من حق الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك الترشح في الانتخابات الرئاسية المقبلة، خاصة وأنه لم تعد عليه أي قضايا وقضى فترة عقوبته.
Comments