المحتوى الرئيسى

عماد الدين حسين: المعارضون يخطئون أيضاً!

03/16 12:08

المعارضون لنظام الحكم في مصر يشنون حملات مستمرة على كل السياسات والقرارات والتوجهات التي تتخذها الحكومة، لكن الطريف أنهم يرتكبون أحياناً نفس الخطأ الذي ينتقدون الحكومة من أجله!.

مما لا شك فيه، فإن الحكومة الحالية وغالبية الحكومات التي سبقتها ارتكبت أخطاء مختلفة عرضنا وناقشنا بعضها هنا في هذا المكان. اليوم نناقش الأخطاء التي يقع فيها بعض المعارضين بصورة متكررة، قد تؤدى لمزيد من البلبلة والأخطاء التي سيدفع ثمنها المجتمع المصري بأكمله.

مناسبة هذا الكلام، الطريقة التي تحدث بها البعض خصوصاً في وسائل التواصل الاجتماعي "الشوسيال ميديا" عن الملابسات التي صاحبت اكتشاف ورفع تمثال للفرعون الأشهر رمسيس الثاني في حي المطريقة بشرق القاهرة، في الأيام الماضية.

في مقاله الأسبوعي لـ DW يتناول الكاتب الصحفي عماد الدين حسين مشهدين متناقضين في سماء السياسة المصرية، حيث أُفرج عن بعض الأشخاص وحُكم في الوقت ذاته على نقيب الصحفيين بالسجن. (24.11.2016)

قبل نحو عشرة أيام قابلت كادراً إخوانياً مهماً. هذا الرجل أعرفه منذ سنوات. انطباعي عنه أنه معتدل إلى حد كبير، إذا قورن ببقية أعضاء وقادة الإخوان الحاليين. (08.12.2016)

في مقاله* لـ DW عربية يرصد الكاتب الصحفي عماد الدين حسين مؤشرات على "شواهد مبشرة" بحالة الإقتصاد المصري، ويتساءل عما يشغل المواطن المصري من كل ذلك. (09.03.2017)

في مقاله* لـDW عربية يسلط الكاتب الصحفي عماد الدين حسين الضوء على التطورات الجديدة في علاقات مصر بحركة حماس الفلسطينية ودوافع التقارب بينهما. (09.02.2017)

في مقاله* لـDW عربية يسلط الكاتب الصحفي عماد الدين حسين الضوء على ارتكاب تنظيم "داعش" لجرائم بحق الأقباط في سيناء، ومحاولته الظهور بموضع القوي للتغطية على هزائمه في الموصل وحلب وسرت. (02.03.2017)

في مقاله* لـDW عربية يسلط الكاتب الصحفي عماد الدين حسين الضوء على توتر العلاقات المصرية السعودية بسبب ملفات ساخنة عدة، ليس آخرها تفضيل القاهرة اللافتة القومية مقابل توجه الرياض إلى اللافتة السنية المذهبية. (16.02.2017)

في مقاله* لـDW عربية يسلط الكاتب الصحفي عماد الدين حسين الضوء على تحول غير مسبوق في العلاقات العربية الإسرائيلية وتحول "علاقة العشق الممنوع أو الحرام إلى عقد زواج موثق ومشهر رسمياً!! (23.02.2017)

الاكتشاف حدث مهم جداً من الناحية الأثرية وتم بقيادة بعثة ألمانية مصرية مشتركة. ويُعتقد أن المنطقة تعوم فوق كنوز ضخمة من الآثار لأنها كانت في العصور الفرعونية تدعي هليوبوليس. وبدلاً من التركيز على هذا الاكتشاف، انشغل كثيرون بقصص مختلفة منها أن التمثال كان مكسوراً، وأنه كان موجوداً في منطقة طينية وغارقاً في المياه الجوفية. وأن العمال الذين كانوا يرفعونه يرتدون الجلابيب،وليس أزياء لائقة!.

وبعد خمسة أيام من الجدل و"اللت والعجن" تبين كما قال المسؤولون، أن التمثال كان مهشماً بالفعل من الأصل وليس خلال مرحلة الاكتشاف،وهناك اعتقاد بأن بعض آثار هذه المنطقة ربما تعرضت لعمليات تنقيب غير شرعية أدت إلى عمليات سرقة وتشويه  لبعض الآثار. وان المنطقة بأكملها تعوم فوق بركة من المياه الجوفية، وأن الجلابيب هي زى مصري يرتديه الكثيرون ومن العيب الخجل منه، خصوصاً أن هؤلاء العمال مدربون ومهرة من محافظة قنا التي كانت تتبعها حتى وقت قريب الأقصر التي تضم غالبية الآثار الفرعونية.

المشكلة ليست فقط في هذا المثال الجدلي حول تمثال رمسيس الثاني، لكن الأمر صار يتكرر في موضوعات وقضايا كثيرة.

غالبية المنتقدين لا يحاولون التحقق من الأمر أولاً،لا أحد لديه الوقت أو الجهد أو الاستعداد للبحث في أصول وبيانات الموضوعات والقضايا قبل أن "يفتى" أو يدلى برأيه.

 في موضوع تمثال رمسيس الثاني، حكم غالبية المنتقدين على الصورة التي تم تداولها وهى رأس التمثال في منطقة طينية غارقة في المياه، وبضعة عمال يرتدون الجلابيب التي تنتشر بكثرة في صعيد مصر وريفها.

لم يكلف أحد نفسه عناء، تحري حقيقة القصة، وتفاصيلها، ومن المخطئ ومن المصيب؟!.

مثل هذا النموذج يجعل الحكومة تصطاد لمعارضيها وتزعم أنها بريئة، وأنهم ينتقدون لمجرد الانتقاد، وليس لأسباب موضوعية، بل ويقدمون انتقادات غير صحيحة أو "مضروبة!".

أدرك أن وسائل التواصل الاجتماعي، ورغم أنها قدمت خدمات جليلة في تقريب المسافات والأفكار بين البشر، إلا أنها ساهمت أيضاً في نشر ثقافة الإفتاء من دون علم أو خبرة لدى الكثيرين.

هذا الأمر جعل غالبية الناس تشكل وتكون مواقفها وأفكارها وآرائها نتيجة معلومات غير صحيحة أو ناقصة أو مجتزئة أو مجرد انطباعات، وبالتالي فإن ذلك سوف يتسبب في خلق مزيد من البلبلة في المجتمع.

نرشح لك

أهم أخبار الصفحات الأولى

Comments

عاجل