هاني الناظر: وزير الصحة لم يقصد إهانة "عبدالناصر" وكان يبحث عن المصلحة العامة

أكد الدكتور هاني الناظر، الرئيس السابق للمركز القومي للبحوث، أن وزير الصحة، الدكتور أحمد عماد، يدرك جيدا أهمية كل كلمة صرح بها، وشدد على ضرورة وضع استراتيجية لمدة 10 سنوات، يكون في مضمونها عدة عناصر أولها الاهتمام بالطبيب والممرض وزيادة دخلهم بشكل يليق بمهنتهم وصعوبتها، والعنصر الثاني يتمثل في تطوير الهيئة العامة بمعنى زيادة دخل الموظفين العاملين في وزارة الصحة والاهتمام بهم.

ما تقييمك لتصريحات وزير الصحة التي هاجم فيها مجانية الصحة؟

من المؤكد أن السيد وزير الصحة في تصريحاته يدرك أهمية كل معنى وكل كلمة صرح بها، وربما كان يبحث عن المصلحة العامة وإيجاد حلول حقيقية لأزمة الصحة ولم يكن يقصد الإهانة للرئيس جمال عبدالناصر.

هل المستشفيات الحكومية المجانية سيئة للغاية مثلما يعبر البعض؟

المستشفيات الحكومية والدواء المصري جيد وبدليل الزيادة السكانية الرهيبة التي تشهدها مصر في هذه الآونة، ربما نستطيع أن نقول إن منظومة الصحة في مصر أقل من طموحاتنا ولكن لا نستطيع أن نقول إنها فاشلة مثلما يدعي البعض، نحن فقط نحتاج لخدمة أفضل ولو بحث جيدا ستجد تطوير كبير في بعض المستشفيات الجامعية والحكومية.

وهل الحل في تطوير منظومة الصحة يكون بإلغاء المجانية؟

نحن في حاجة لتأمين صحي شامل وعادل حيث يدفع الغني مصاريف علاجة وتكاليفة فيستطيع الفقير من الأموال التي دفعها الغني أن يعالج بالمجان، فهذا حقة، وهنا أقصد بالفقير "الفلاح والمراكبي والعمال والطلبة من أبناء الأسر الفقيرة والمرأة المعيلة والتي تعاني قلة الدخل"، والحقيقة لا نستطيع أن نلغي المستشفيات الخاصة أو أن يحل التامين الصحي الشامل محلها، ففي أوروبا هناك مستشفيات تقدم خدمة مجانية وأخرى مستشفيات قطاع خاص وهناك من بينهم نسبة كبيرة من القادرين يستطيعوا أن يدفعوا مصاريف علاجهم، وفي مصر أيضا نسبة كبيرة من القادرين لهم الحق في أن يعالجوا في مستشفيات خارج نطاق التأمين الصحي.

وهل ميزانية وزارة الصحة قادرة على تقديم منظومة صحية جيدة ؟

أخر حاجة نعتمد على موازنة الحكومة، وللحقيقة وزارة الصحة تحتاج ميزانية كبيرة ربما أكبر من الحالية ولكن زيادة ميزانيتها يكون من خلال البحث عن مصادر جديدة خارج الصندوق وليس من خلال زيادة الأعباء على الميزانية الحالية، فمثلا أن تهتم الحكومة بالصحة العلاجية وتستغلها في زيادة الموارد المالية لوزارة الصحة، ولو بحثنا في الأمر سنجد أن الأماكن التي بها صحة علاجية في مصر أكثر من الأردن ودعني أضرب بعض الأمثلة، "مياه الكابرتاج في حلوان والرمال فى مرسي مطروح والغردقة"، وأماكن أخرى كثيرة جدا، من الممكن أن توفر لنا ما يزيد عن 12 مليار دولار، كما أن تقليل نفقات وزارة الصحة أمر جيد للغاية، وسوف يحدث ذلك عن طريق وضع خطة لمقاومة الأمراض، مثل مرض السكر فلو بدأنا حملة لتوعية المواطنين بالأكل السليم وكيفية مواجهة السكر، مثلما فعلت مصر في مقاومة أمرض البلهارسيا وشلل الاطفال، فسوف نخفض من ميزانية الوزارة.

هل من الممكن أن نستفيد بتجارب دول أخرى في تطوير منظومة الصحة بمصر؟

طبعا نستطيع فالسفيرة نبيلة مكرم قامت بعمل مؤتمر "مصر تستطيع" واستضافت أطباء مصريين من الخارج وتحدثوا عن نموذج التامين الصحي الألماني وللحقيقة فهو من أفضل قوانين التأمين الصحي في العالم ومن الممكن أن نسترشد به عندما نقوم بعمل منظومة للتأمين الصحي في مصر.