المحتوى الرئيسى

حاولت تروح شغلك وترجع بيتك تطبخ وتمسح وتنزل السوق وتذاكر للعيال؟: مالناش خُلق لكده

03/16 10:31

يقولون إن هناك سيدات تساوى الواحدة منهن المائة رجل، يقمن بأدواره ويتفوقن عليه فى قوتها وإرادتها، ولكن لو بدلنا الأدوار، هل يقدر الرجل على القيام بنفس مهام امرأة واحدة فى منزلها؟ ولو ليوم واحد، تربية أطفال ومذاكرة لهم، طبيخ، غسيل و«توضيب الشقة»، هل ما تقوم به فى منزلها، صعب كما تدعى النساء؟ أم سهل كما يؤكد العديد من الرجال.

جرب أيمن محمد إسماعيل، الذى يعمل فى أحد محال النظارات، أن يحل محل زوجته ويقوم بمهامها، يذاكر للأبناء، يطبخ، يغسل، تجارب قام بها، منها ما وجده صعباً ومنها السهل، مرة يقول: «ربنا يكون فى عون الستات»، وأخرى يقول: «ما الدنيا سهلة إيه يا جدعان؟».

الرجال احتلوا مهام النساء ليوم واحد وصرخوا فى نهايته: ربنا يكون فى عون الستات.. «أيمن»: «التعامل مع الأطفال أصعب ما فى الأمر»

أول ما قام به فى يوم إجازته، بعد عودة ابنته مريم من المدرسة، التى كانت السعادة البالغة واضحة على وجهها بسبب حصولها على شهادة تقدير من المدرسة نظراً لتفوقها، قام بمباركتها وقال لها: «أنا هذاكرلك النهارده، حضرى كتاب العربى».. ظن «أيمن» أن المذاكرة لابنته أمر سهل، لم يتوقع أن التفوق وراءه تعب زوجته ومجهود كبير من ابنته، وبعد مذاكرته لها أول درس، وسؤاله عما شرحه لها، أجابت خطأ، فبدأ يغضب، ومرة وراء الأخرى، يزداد غضباً، وظل يردد: «أنا خلقى ضيق، بازهق بسرعة، مسألة حليناها تغلطى فيها ليه؟»، وانتهى الأمر معه بالفشل، عندما بدأت تسأله عن مفرد لكلمات وتضاد ومعان لكلمات أخرى، فأنهى الأمر، وأقر «أيمن» حينها أن المذاكرة لمريم تحتاج إلى طولة بال والدتها، يتعجب: «يمكن طبيعة الست تتحمل التكرار أكتر من الراجل، بس أنا فعلاً ماعرفش أذاكر لها».

قراره بعد الذهاب إلى سوق قريب منه بمنطقة الهرم، كانت نتائجه مرضية، اشترى الخضراوات والفاكهة: «الست بتفاصل أحسن من الراجل، بس أنا جبت حاجات كويسة»، أما عن الطبيخ: «أنا ممكن أطبخ آه بس ببهدل الدنيا فى المطبخ، ومش هيطلع بإتقان الست، نفس الست برضه بيفرق فى الأكل، يعنى مثلاً لما أعمل رز ماعرفش ليه هى بتعمله أحلى»، وأثناء تناولهم الطعام، تردد «جنى» ابنته ببراءة وهى تنظر له: «بابا مش بيعرف يذاكر لحد، وبيجاوب على سؤال واحد بس، وأكل ماما أحسن».. يضحك «أيمن» بعدها، ويعترف بأن زوجته الأفضل فى الطبخ، ولكنه لم يستسلم عند هذا الحد، فقرر خوض تجربة غسيل المواعين، وهو أمر لم يكن مزعجاً بشدة بالنسبة له، أما توضيب الشقة فهو لعبته: «الترويق بالنسبة لى مش صعب، ساعات ببقى قاعد كده، أقوم أعمل أى حاجة فى الشقة، أرتب سرير، أطبق بطاطين وأخلى الدنيا زى الفل، وبعرف أكوى برضه».

عند بكاء ابنته الصغرى، «دانا»، التى تبلغ من العمر 9 أشهر، لا يجيد «أيمن» التعامل معها نهائياً: «دانا دلوقت عايزة تلعب مع أختها وهى بتذاكر، ولما تعيط مستحيل أشيلها، ممكن توصل أقول لمراتى ماتذاكريش لمريم عشان دانا بتعيط، الله يكون فى عون الست اللى بتذاكر لمريم وتشيل دانا، مزعج قوى بالنسبة لى إنى أشيل أطفال وتعيط، وفى نفس الوقت تنشر الغسيل وتتحمل كل ده، وتعمل كذا حاجة فى وقت واحد الموضوع صعب».. ويقر «أيمن» أن التعامل مع الأطفال هو أصعب ما فى الأمر بالنسبة للرجال: «حتى نزول شراء اللبس معاهم صعب خاصة إنهم بنات، وبيبقى فيه زحمة والمحل كله ستات وماعرفش أتعامل»، كلها أمور جربها «أيمن»، ويمارسها فى بعض الأحيان ليساعد زوجته، ولكنه فى نهاية الأمر يعود ليتحيز مرة أخرى للرجال: «الست بتتعب آه فى البيت، بس أنا بروح الشغل بتعامل مع كل الفئات، ناس ترخم عليَّا، ناس تشترى وناس لأ، بس أنا هعرف أتعامل مع الناس دى، وبنتحمل عشان لقمة العيش، والست فى البيت مفيش سلطة عليها، ولا حد يضايقها ولا يرخم عليها، بعكس وأنا فى الشغل، وممكن يتخصملى، أو حد يقولى شغلك مش عاجبنى، لكن هى فى بيتها محدش يرخم عليها»، ويرى «أيمن» أن من خلال تجربته السابقة فى عمله بدولة البحرين، فإن المرأة المصرية يزداد الحمل عليها وتتعرض لضغوطات أكثر من أى امرأة أخرى: «فى الخليج الموضوع مختلف، كل واحدة عندها مربية، بتأكل الطفل وتشربه وتحميه، غير المصرية اللى مسئولة عن كل حاجة»، بينما يعود أيضاً ليقر بأنه رغم كل تلك المتاعب التى تمر بها المرأة إلا أنها فى رفاهية شديدة مقارنة بأمهاتهن: «زمان أمى كانت ممكن تغسل من 6 الصبح لـ6 بالليل، كان لازم تشغل الباجور، دلوقت ممكن أعدى أحط غسيل فى الغسالة الأوتوماتيك وتشتغل هى لوحدها، زمان لا مكنسة ولا غسالة أوتوماتيك، وساعات بقول لمراتى، انتى ما تقدريش تستحملى زى ستات زمان»، يحكى «أيمن» عن أن الرجل قادر على الترفيه عن نفسه فى آخر اليوم، وهو ما لا تقدر عليه المرأة: «أنا ممكن أخلص شغل أفك عن نفسى شوية على القهوة، لكن هى ممكن تقعد بالشهر ماتنزلش من البيت كفاية الولاد حمل عليها»، وتعلم «أيمن» من المرأة المصرية «طولة البال»: «دول عندهم صبر مش عند الرجالة، الموضوع صعب قوى، ربنا مديلهم صبر، الراجل دايماً مالوش طولة بال ومتسربع»، يقولها «أيمن» ثم يتبدل كلامه مرة أخرى: «لأ بس الراجل بيتعب فى شغله جداً، والستات فى البيت ماحدش يرخم عليهم ولا فيه رقيب عليهم».

«خالد»: «إنجاز أكتر من حاجة فى وقت واحد مستحيل على الراجل».. و«مصطفى»: «آخرى أعمل شاى»

أما مصطفى محمد على، فنزل إلى السوق لشراء الخضراوات بجانب منزله بالحى العاشر بمدينة نصر، كان يحاول الفصال مع البائع، تعلم الفصال من زوجته: «الأول والدتى كانت تقولى انزل اشترى حاجة، ماكنتش أعرف، لكن دلوقت اتعلمت من مراتى»، أما الطبيخ بالنسبة له فهو أمر صعب، حاول على الغداء، ولكنه فشل إلا فى عمل مكرونة، وكان يطبخ ويساعد زوجته فى ذلك خاصة وقت حملها: «دلوقت آخرى أعمل عشا وحاجات خفيفة»، يحكى «مصطفى» طوال الوقت عن تعب مراته معه ومع ابنته فى أعمال المنزل: «الست بتتعب طبعاً، بصراحة بتتبهدل فى البيت، بتشقى، تحضر الأكل، تغير للبت، كفاية موضوع رعاية البنت، أنا ماليش خلق لكل ده»، توضيب الشقة بالنسبة لمصطفى أمر هين، وهو ما قام بتجربته، مجهود ولكنه غير مزعج بالنسبة له: «الراجل لو ساعد مراته فى التوضيب، هتفرح جداً، حاجات بسيطة لكن بتفرحهم، أنا كنت الأول أساعد أكتر، دلوقت فى يوم الإجازة بس»، اليوم التالى قرر «مصطفى» تحضير الفطار، أما المواعين بعدها فيراها أمراً صعباً: «لكن باساعد مراتى طالما حاجة بتفرحها، خاصة إن الست بتكون مكبوتة، وبتتعب وبتشقى، وبتصعب عليَّا، مظلومة وصعب تشم نفسها، وغير مراتى عايزة تشتغل مع شغل البيت ربنا يكون فى عونهم». يجيد «مصطفى» التعامل مع ابنته كاميليا، التى تبلغ 9 أشهر، عندما تبكى، ولا يرى عيباً فى مساعدة زوجته لأنه يرى أن المهام التى تقوم بها صعبة: «الست دايماً مريحة الراجل، بيرجع يلاقى الشقة مترتبة، أكل جاهز عشان كده لازم كل فترة يساعدها شوية».

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل