عودة البترول السعودى

❐ مصادر: «الاستثمار» حلت مشكلات رجال أعمال من المملكة

❐ الشيخ صالح: الاستثمار فى مصر مربح

❐ خالد على: بطلان إتفاقية الجزر نهائى

❐ ريهام الدسوقى: خطوة إيجابية ربما تؤجل خطط رفع أسعار الوقود دون إلغائها

إيمان عوف وأحمد عاشور وشريف عمر

قال وزير البترول طارق الملا أمس إن شركة ارامكو السعودية ستستأنف توريد شحنات المنتجات البترولية وفقا للعقد الموقع مع الحكومة فى إبريل 2016، بعد أن توقفت عن توريد الوقود منذ أكتوبر الماضى.

وتأتى انفراجة أزمة «أرامكو» بالتزامن مع إعلان البرلمان أمس على لسان رئيسه على عبدالعال، تسلم اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين مصر والسعودية، التى تقضى بتسليم جزيرتى «تيران وصنافير» إلى الأخيرة، لمناقشتها وفقا لاختصاصاته الدستورية، وذلك رغم حكم المحكمة الإدارية العليا البات والنهائى، منتصف يناير الماضى، ببطلان الاتفاقية وتأييد الحكم الصادر عن محكمة القضاء الإدارى «أول درجة» فى هذا الشأن.

ولم يذكر بيان «البترول» توقيتات محددة لاستئناف توريد مشتقات «أرامكو» ، لكن مسئولاً بوزارة البترول قال لوكالة رويترز إن مواعيد وأماكن استقبال المشتقات ستحدد خلال فترة وجيزة جداً وجار تحديد التوقيتات الزمنية لاستقبال الشحنات تباعا.

وفيما بدا أنه تحسن آخر ملموس على مستوى العلاقات الاستثمارية بين الجانبين، التقت الدكتورة سحر نصر وزيرة الاستثمار والتعاون الدولى أمس مع الشيخ صالح كامل رئيس مجلس الأعمال المصرى السعودى، أحد أكبر مستثمرى المملكة فى مصر.

وبحث الجانبان، سبل زيادة الاستثمارات فى مصر من خلال المستثمرين السعوديين، وفى هذا الإطار، أشار الشيخ صالح كامل إلى أنهم يستهدفون زيادة حجم الاستثمارات السعودية فى مصر، لتظل المملكة فى صدارة قائمة الدول العربية المستثمرة فى السوق، عبر خطة طموح تعمل على مختلف القطاعات الزراعية والصناعية والسياحية.

وأكد الشيخ صالح كامل، بحسب بيان لوزارة الاستثمار، أنه يستثمر فى مصر منذ أوائل السبعينيات فى القرن الماضى، وأن العمل بها مربح ودعم للعالم العربى والإسلامى، مشيدا بجهود وزارة الاستثمار والتعاون الدولى فى حل المشكلات التى تواجه المستثمرين، وأكد أن حل الأمور المتعلقة بالتراخيص سوف يساهم فى زيادة الاستثمارات فى مصر.

وأعرب كامل عن رغبته فى زيادة استثمارته فى مصر خلال الفترة المقبلة، خاصة فى ظل قيام الحكومة بطرح الكثير من المشروعات أمام المستثمرين من بينها العاصمة الإدارية الجديدة ومحور تنمية قناة السويس، وهى مشروعات كبيرة ستساهم فى تحقيق التنمية فى مصر.

وقالت مصادر مطلعة لـ«المال» إن وزارة الاستثمار أنهت الفترة الماضية عددا واسعا من المشاكل المتعلقة بالمستثمرين السعوديين من بينها خلاف خاص برجل الأعمال عبد الرحمن الشربتلى فى شرم الشيخ وآخر يتعلق بإحدى الشركات العاملة فى الصناعات الغذائية والإنتاج الداجنى.

وذكرت المصادر أن الفترة القليلة الماضية شهدت إبداء رغبات من مستثمرين سعوديين للحصول على أراض بمشروع العاصمة الإدارية الجديدة من خلال مساهمتهم فى شركات عقارية.

وتشير تلك التطورات إلى تحسن العلاقات السعودية المصرية التى تضررت مؤخرا على خلفية اختلاف المواقف السياسية للطرفين حول بعض قضايا المنطقة خاصة فى سوريا واليمن.

وقالت ريهام الدسوقى، كبيرة المحلليين الاقتصاديين بشركة أرقام كابيتال، إن الجدول الزمنى لاستئناف ضخ شحنات المنتجات البترولية السعودية لمصر سيتضح خلال الساعات الـ24 أو الـ48 المقبلة.

وأضافت، ردًّا على سؤال لـ «المال»، أن استئناف الشحنات سيسهم بالتأكيد فى تخفيف الضغوط على الحكومة المصرية بالقدر الذى يسهم فى تأجيل احتياجها لرفع أسعار الطاقة، لكن تخفيف الضغوط لن يكون كبيرًا بالنظر إلى التوقعات بشأن الاحتياجات خلال الربعين الثانى والثالث من العام الحالي، وصعود مخصصات دعم الطاقة لتتجاوز تلك المُدرَجة بميزانية عام 2016/ 2017 المقدَّرة بنحو 35 مليار جنيه، لتصل إلى 90 مليارًا على الأقل.

وتابعت قائلة: «الخطوة إيجابية إجمالًا لكننا سنظل حذِرين لحين الحصول على تفاصيل إضافية بشأن الوضع الجديد.

وتنعقد حاليًّا اجتماعات بين الطرفين لتحديد تفاصيل موعد استئناف الشحنات».

من جهته أكد محمد فتح الله، العضو المنتدب لشركة التوفيق لتداول الاوراق المالية، تأثر البورصة إيجابا بعد التقارب المصرى السعودى، ورهن ذلك بعقد لقاءات على مستوى القيادات الحاكمة فى البلدين.

وقال هانى حمدى، العضو المنتدب لقطاع السمسرة ببنك الكويت الوطنى للاستثمار، إن الايام القليلة المقبلة ستشهد تفعيل العديد من الاستثمارات السعودية فى مصر، بجانب ضخ استثمارات عربية وخليجية لسوق المال المصرية،