المحتوى الرئيسى

قصة نجاح كيليان مبابي.. هل نطلق عليه "هنري الجديد"؟

03/16 01:12

كيليان مبابي، مهاجم موناكو البالغ من العمر 18 عامًا، اتجهت عليه الأنظار في مواجهة مانشستر سيتي الإنجليزي، خاصة بعدما أصبح أصغر لاعب يسجل عشرة أهداف بالدوري الفرنسي الأسبوع الماضي، في آخر 30 عامًا.

افتتح مبابي التسجيل بالمباراة التي انتهت (3-1) لموناكو، ليكرر زيارة شباك الفريق الإنجليزي للمباراة الثانية، بعدما سجل الهدف الثاني لفريقه بلقاء الذهاب لدور الـ16، الذي أقيم نهاية شهر فبراير الماضي.

ساهم اللاعب الشاب في تكرار إنجاز الموسم قبل الماضي ببلوغ موناكو الدور ربع النهائي من مسابقة "تشامبيونز ليج"، مستفيدين من قاعدة احتساب الهدف خارج الديار بهدفين، بعد الخسارة ذهابًا (5-3).

وكما هو متوقع، كان مبابي واحد من عدة لاعبين على مدى السنوات الـ20 الماضية، التي رفض الفرنسي آرسين فينجر انضمامهم لآرسنال الإنجليزي، وفقًا لما نشرته صحيفة "تليجراف" الفرنسية، مساء الأربعاء.

موناكو الذي باع أنتوني مارسيال إلى مانشستر يونايتد الإنجليزي في 2015، لا يرغب في استثمار مبابي، حتى ينضم لقائمة لاعبين رفضهم آرسنال، أمثال كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي ونجولو كانتي وزلاتان إبراهيموفيتش، رغم أن فرصة اللاعب الشاب لملامسة عشب ملعب الإمارات مازالت قائمة.

وُلد مبابي ببلدة بوندي بالشمال الغربي للعاصمة باريس، في ديسمبر عام 1998، ستة أشهر فقط بعد تتويج المنتخب الفرنسي بكأس العالم على ملعب "استاد دي فرانس".

والده من أصول كاميرونية يُدعى ويلفريد، يعمل كمدرب لنادي بوندي، الذي بدأ فيه نجله تَعلُم كرة القدم في عمر ستة أعوام، أما والدة مبابي تُدعى فايزة، لاعبة كرة يد محترفة.

ربما الأهم من ذلك هو شقيقه جيريس كيمبو إكوكو، له تأثير كبير في مسيرة مبابي الاحترافية ويكبره بعشر سنوات، وتم إرساله وهو طفل من زائير (جمهورية الكونغو حاليًا) لنادي بوندي للعيش مع عمه.

تم اختيار مبابي للذهاب إلى أكاديمية كليرفونتين، أحد أشهر أكاديميات كرة القدم بفرنسا والتي تضم أفضل المواهب، لينضم إلى أبرز الأسماء اللامعين الذين تخرجوا منها، مثل نيكولا أنيلكا، لويس ساها، ويليام جالاس، وتيري هنري.

كيمبو إكوكو بدأ نفس رحلة مبابي من بوندي إلى كليرفونتين، ومع الوقت وصل كيليان إلى هناك وهو في عمر الخمسة أعوام، قبل أن يبدأ مسيرته الرياضية كمهاجم مع نادي رين.

ذاع صيته في أكاديمة كليرفونتين، وعندما سُئل وهو في عمر 14 عامًا عن طموحاته، تحدث عن ريال مدريد وقال: "إنه من الأفضل استهداف القمر. بهذه الطريقة، إذا فشلت، ستحصل على الغيوم".

عندما بلغ الـ15 عامًا، قبل سنتين من مغادرة الطلاب أكاديمية كليرفونتين، لفت أنظار العديد من الأندية خارج فرنسا، مثل ريال مدريد، تشيلسي، مانشستر سيتي وليفربول وبايرن ميونيخ، إلا أنه فضَّل الانضمام للإمارة الفرنسية موناكو من أجل مواصلة تعليمه.

لعب مبابي أول مباراة رسمية مع الفريق الأول في الثاني من ديسمبر 2015 في وقت متأخر كبديل، وأصبح أصغر لاعب في التاريخ يرتدي قميص موناكو بعمر 16 عامًا و347 يومًا، محطمًا رقم مواطنه تيري هنري.

وفي 20 فبراير التالي عام 2016، حيث كان عمره 17 عاما و62 يوما، حطم رقم هنري مجددًا، وأصبح أصغر لاعب يسجل مع موناكو، عندما أحرز الهدف الثالث بالأنفاس الأخيرة في الفوز على تروا (3-1).

لعب مبابي 14 مباراة بجميع المسابقات الموسم الماضي، ورغم اهتمام أندية باريس سان جيرمان ومانشستر سيتي وبوروسيا دورتموند وريال مدريد بالاستفادة من خدمات اللاعب، إلا أنه وقع على أول عقد مع موناكو في الصيف.

والد مبابي حريص على تواجد نجله بين أسوار موناكو، إلا أن رأيه تغير بعدما عرضت مانشستر سيتي الإنجليزي 40 مليون جنيه إسترليني للتعاقد معه، خاصة لغياب اللاعب المستمر عن التشكيل الأساسي للفريق الفرنسي.

"كنت أعتقد أنه سيكون جزءً منتظمًا بتشكيل موناكو، هذا ما وعدتني به الإدارة، لسنا أغبياء لكننا لم نتخيل أنه الخيار السادس في هجوم الفريق، كان بإمكانه أن يذهب لناد كبير ويكون سادس خيار"، هذا ما قاله والده ويلفريد لصحيفة "ليكيب".

بعد تهديد والد مبابي، الذي تضمن تحذيرًا بالبحث عن ناد آخر للتعاقد معه في انتقالات يناير إذا لم تتغير الأمور، المدير الفني ليوناردو خارديم احتفظ به على مقاعد البدلاء ولم يشارك في المباراة التالية ليخسر موناكو من تولوز (3-1)، لكنه بدأ مباراة مونبيلييه وسجل هدفا وصنع اثنين في فوز عريض (6-2).

أول هاتريك لمبابي كان في 14 ديسمبر 2016، بالمباراة التي فاز فيها موناكو على رين (7-0)، ليساهم في التأهل إلى ربع نهائي مسابقة كأس فرنسا، قبل أن يسجل ثلاثيته الثانية بعد شهرين فقط في الفوز (5-0) على متز بالدوري، ويحتفل بأول أهدافه بدوري أبطال أوروبا أمام مان سيتي الشهر الماضي.

لعب مبابي مباراتين للمنتخب الفرنسي تحت 17 عامًا، وتم استدعاءه في منتخب تحت 19 عامًا، ولعب ساعة في افتتاح البطولة الأوروبية التي أقيمت شهر يوليو الماضي، وانتهت بالخسارة من إنجلترا (2-1)، قبل أن يجل هدفًا في فوز (2-0) على كرواتيا، واثنين في سحق هولندا (5-1).

واجهت فرنسا البرتغال في الدور قبل النهائي، وقلبت تأخرها بهدف إلى الفوز (3-1) بفضل ثنائية مبابي، الذي أنهى البطولة وفي رصيده خمسة أهداف، بعد الفوز على إيطاليا (4-0) بالمباراة النهائية، متأخرًا بهدف عن مواطنه جان كيفين أوجستين، لاعب باريس سان جيرمان، الذي حصد جائزة الحذاء الذهبي.

كان لمبابي هدفان آخران مع المنتخب الفرنسي تحت 19 عامًا قبل عام بالضبط، خلال التصفيات المؤهلة لكأس الأمم الأوروبية للشباب، أمام الدنمارك وصربيا.

هنري القديم التقى بهنري الحديث، الذي كسر اثنين من أرقامه القياسية، وأثنى على قدراته قبل مباراة الذهاب أمام مانشستر سيتي.

"لقد التقيت بمبابي، إنه فتى لطيف ومحترم وهادئ جدا، لكن أعطيه الكرة ولن يكون لطيفا بعد ذلك، لا يفقد الأمل وبات حديث المدينة حيث لديه الكثير من المواهب، يملك مهارات، أهداف، صناعة، يمكنه أن يفعشل ما يشاء مع الكرة بين أقادامه".

يؤكد هنري أنه ليس من الإنصاف إطلاق لقب "الفرنسي تييري هنري الجديد" على مبابي، ولم يجد أحدا آذانه صاغية لتحذيره، بصرف النظر عن أولئك الذين يفضلون أن يدعوه بـ"نيمار الجديد"، لأن طريقته تشبه لعب نجم برشلونة الإسباني.

آرسين فينجر: "إنه ليس بالضبط تييري هنري، ولكن صحيح أن لديه صفات وإمكانيات ومواهب مماثلة، وبعد ذلك بعامين أوثلاثة سيصل لنفس مستوى تييري، لديها، حينها سيكون واعدًا للغاية".

نرشح لك

أهم أخبار الرياضة

Comments

عاجل