المحتوى الرئيسى

هل تدعم إيطاليا أصحاب «الرايات السود» في ليبيا؟

03/16 20:41

يشهد الرأي العام في ليبيا حالة غضب شديد ضد الدعم الإيطالي المقدم للمليشيات المسلحة التابعة لتيار الإسلام السياسي والقاعدة، الملقبين بأصحاب الرايات السود، من أجل السيطرة على حقول النفط ومقاليد الحكم ومؤسسات الدولة في طرابلس وسرت ومصراته والجفرة.

واتهم مواطنون ليبيون القوات الإيطالية المتواجدة في مصراته بأنها قوات احتلال لمدينتهم، مؤكدين أن هذه القوات تقدم العلاج للمصابين التابعين للمنظمات المتطرفة خلال المواجهات مع الجيش الوطني الليبي في منطقة الحقول النفطية. 

الاهتمام الإيطالي بليبيا له جذور تاريخية حيث كانت ليبيا تحت الاستعمار الإيطالي فيما بين عامي 1911 و1943 ثم تدخلت قوات الحلفاء كي تنهي حكم روما الفاشية لليبيا في عام 1943 وجرى تقسيمها بين فرنسا وبريطانيا، حتى عام 1951 حيث نالت طرابلس استقلالها.

وخلال حكم القذافي ظلت إيطاليا الشريك التجاري الاوروبي الرئيسي لليبيا، حيث تستورد حوالي 25 في المئة من احتياجاتها النفطية و33 من احتياجاتها من الغاز من طرابلس، لذالك تعتبر إيطاليا الشريك التجاري الأول لليبيا منذ ستينيات القرن العشرين كما تعد ليبيا الشريك التجاري الأول لإيطاليا في أفريقيا والدول العربية.

في أعقاب اندلاع الحرب الأهلية في ليبيا، توقفت المعاهدات وكافة الاتفاقيات مع إيطاليا بسبب سماحها لحلف الناتو باستخدام الأراضي الإيطالية لضرب نظام القذافي. في عامي 2015 و2016 بدأت إيطاليا بتكثيف وجودها في ليبيا حيث دعمت حكومة الإخوان بعد سقوط القذافي ونسقت مع البرلمان المنتهية ولايته وهو ما ساعدها في الإفراج عن 4 رهائن إيطاليين في عام 2016 كانوا في قبضة تنظيمات مسلحة.

في مارس 2016 حشدت روما دعم دولي من أجل الاعتراف برئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية، فايز السراج، كممثل شرعي للشعب الليبي. وفي الشهر ذاته حملت سفينة حربية عسكرية تابعة للبحرية الإيطالية السراج وأعضاء المجلس الي العاصمة طرابلس، من أجل ممارسة سلطاته.

وفى نوفمبر الماضى أعلنت الحكومة الإيطالية، بالتوافق مع المجلس العسكرى التابع للإخوان، إقامة قاعدة عسكرية صغيرة في مصراته كمستشفى عسكرى يضم 300 جندى وسفينة حربية من بينهم "وحدة كوماندوز تتكون من 100 فرد" من أجل تقديم العلاج والدعم لمقاتلى الجماعة فى المعارك التى اندلعت فى سرت ضد تنظيم داعش.

وفي يناير 2017 أعلنت حكومة الوفاق الوطني الليبية برئاسة فايز السرّاج  فتح السفارة الإيطالية في طرابلس، وقام السفير الإيطالي في طرابلس جوزيبي بيروني بتقديم أوراق اعتماده إلى السراج وهو يقيم مع السراج في قاعدة عسكرية بمدينة طرابلس.

وفى يناير الماضى، أعلنت صحيفة التايمز البريطانية أن إيطاليا عقدت اتفاقًا سريًا غير معروف، مضيفة أن هذه الاتفاق تضمن تفعيل كافة الاتفاقيات السابقة وتعاون أمني.

وكشفت الصحيفة أن روما اتفقت مع السراج المدعوم من جماعة الإخوان المسلمين على تزويد ميليشيات في طرابلس ومصراته بطائرات مراقبة دون طيار من أجل مراقبة الحدود وأدوات مراقبة ورادارات حديثة، لكن عددا من المحللين أكدوا أن هذه المعدات ستصل إلى الميليشيات المتشددة التى تهاجم قوات الجيش الوطنى فى بنغازى والموانئ النفطية.

في سبتمبر 2016 نددت إيطاليا في بيان رسمي بسيطرة قوات الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر على حقول النفط.

وفي الأسبوع الماضي رحب مبعوث إيطاليا في ليبيا جورجيو ستاراتشي بسيطرة مليشيات "سرايا الدفاع عن بنغازي" سيطرتها التامة على منشآت الهلال النفطى.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل