سيدة الحكومة الأولى.. هل ترأس سحر نصر «الوزراء»؟

أثار تكليف المهندس شريف إسماعيل، رئيس مجلس الوزراء، الثلاثاء، الدكتورة سحر نصر، وزيرة الاستثمار والتعاون الدولى، بتولى أعمال وزير قطاع الأعمال العام، بالإضافة إلى عملها، العديد من التساؤلات عن أسباب ذلك القرار الذى جعلها على رأس 3 وزارات جملة واحدة.

وتزامنت تلك التساؤلات مع أنباء تتردد عن وجود نية لدى القيادة السياسية بتعيين «الوزيرة القوية» فى منصب تنفيذى أعلى، وتدور التكهنات حول منصبى «رئيس الحكومة» كأول سيدة تتقلد هذا المنصب فى تاريخ مصر الحديث، و«النائب الأول لرئيس الوزراء».

وتجهز جهات سيادية، حسب ما كشفته مصادر لـ«الدستور»، تقارير استقصائية لرصد ردود الأفعال داخل المجتمع المصرى حول إمكانية تولى سحر نصر واحد من هذين المنصبين الرفيعين، وفى مقدمتهما «رئيسة الحكومة»، مشيرة إلى أن ما يرجح ذلك الاتجاه هو تزامنه مع إطلاق الرئيس عبدالفتاح السيسى، 2017 عامًا للمرأة.

ولم يكن «عام المرأة» الذى بدأ باختيار سيدة لتولى محافظ البحيرة، هو السبب الوحيد لترجيح كفة سيناريو تولى سحر نصر رئاسة الحكومة، وهناك أسباب عديدة فى صالحها من بينها قوة الشخصية التى تتمتع بها وسط الوزراء بشكل عام، ووسط المجموعة الاقتصادية بشكل خاص، إلى جانب علاقتها الدولية واسعة النطاق، سواء على مستوى المؤسسات المالية الدولية أو مستوى العلاقات الدولية، وجولاتها المكوكية فى مختلف بلدان العالم، والتى شهدت كثافة كبيرة خلال الفترة الماضية، ورئاستها عددًا من اللجان الوزارية داخل مصر وخارجها.

المصادر تقول إن الرئيس عبدالفتاح السيسى يثق فى «الوزيرة» بصورة كبيرة، وهو ما ظهر فى اختيارها لتولى حقيبتى «الاستثمار» و«التعاون الدولى» فى التعديل الوزارى الأخير، الأمر الذى لاقى قبولًا وسط مجتمع الأعمال، وترحيبًا من رجال الأعمال والمستثمرين، وهو ما ترجمته فعليا على أرض الواقع بتكثيف لقاءاتها مع المستثمرين.

ولبيان قوة أنباء ترشح الوزيرة لرئاسة الحكومة، أو لمنصب النائب الأول لرئيس الوزراء، راحت المصادر المطلعة تؤكد لـ«الدستور» أن «الفترة المقبلة ستشهد لقاءات مكثفة تجمع الوزيرة والمهندس شريف إسماعيل، رئيس الورزاء، فى إطار نقل الخبرات والاستلام والتسلم، والتجهيز لتقلد المنصب المنتظر».

1:نشاط ملحوظ للوزيرة بعد أنباء «المنصب المحتمل»

تأتى تكهنات تولى الدكتورة سحر نصر منصبًا تنفيذيًا غير مسبوق بالنسبة للمرأة المصرية فى ظل نشاط ملحوظ أجرته خلال الفترة الماضية، وشاركت مساء الخميس الماضى فى منتدى الأعمال المصرى الألمانى، الذى عقد بمناسبة زيارة المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، إلى مصر.

وفى اليوم التالى، الجمعة 3 مارس، وقعت 3 مذكرات تفاهم وبروتوكول تعاون خلال ترؤسها اللجنة المشتركة المصرية القبرصية فى نيقوسيا، وترأست اجتماعات الدورة الثانية للجنة، والتقت 40 شركة قبرصية وعددًا من المستثمرين فى ختام زيارتها هناك.

وشهدت كذلك توقيع 4 بروتوكولات بين الهيئة العامة للاستثمار وهيئة الرقابة المالية واتحاد الغرف التجارية وبنك الإسكندرية ونقابة المحامين، لتيسير الإجراءات للمستثمرين، والتقت، الإثنين الماضى، بالمستثمر الإماراتى محمد العبار، رئيس مجلس إدارة شركة «إعمار»، خلال زيارتها إلى دبى، على هامش المنتدى الاستثمارى الثالث عشر لمجموعة «هيرميس».

والتقت منذ أيام بالمهندس شريف إسماعيل، رئيس الوزراء، وعرضت بعض جوانب خطة عمل الوزارة خلال المرحلة المقبلة، فى إطار برنامج الإصلاح الاقتصادى الذى تنفذه الحكومة حاليًا للنهوض بالاقتصاد القومى، مشيرةً إلى الجهود التى تبذلها بهدف جذب مزيد من الاستثمارات والتنسيق مع المؤسسات الدولية لتحقيق تنمية شاملة مستدامة. وأكدت أنها تعمل بالتنسيق مع باقى الوزارات على تحسين ترتيب مصر فى التقارير التى تصدر من المؤسسات الدولية حول مؤشرات ممارسة أنشطة الأعمال وغيرها، بالإضافة إلى العمل على وضع الخريطة الاستثمارية بما تتضمنه من فرص استثمارية متنوعة أمام المستثمرين المصريين والعرب والأجانب، على أن تتوافق هذه الفرص مع رؤية مصر لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، موضحة أنه جار العمل على إعداد اللائحة التنفيذية لقانون الاستثمار الجديد بالتوازى مع مناقشته فى مجلس النواب.

وتطرقت إلى نتائج مشاركتها فى المؤتمر الاستثمارى الثالث عشر للمجموعة المالية «هيرميس» فى دولة الإمارات، ولقاءاتها هناك بعدد من المستثمرين الأجانب والعرب الذين أبدوا رغبتهم فى زيادة حجم استثماراتهم لدى مصر.

2: الصراعات الوزارية تتهاوى تحت قبضة «المرأة الحديدية»

مع بداية تقلد الدكتورة سحر نصر، وزارة التعاون الدولى، فى سبتمبر ٢٠١٥، ظهر الخلاف سريعا بينها وبين أشرف سالمان، وزير الاستثمار الأسبق، بسبب تداخل الملفات المشتركة والاختصاصات، وهو ما ظهر جليًا عقب تشكيل المجلس التنسيقى المصرى السعودى، إلا أن الوزيرة وخلال أشهر قليلة أنهت الخلاف سريعًا، وتم استبعاد «سالمان» من التعديل الوزارى.

ومع تولى داليا خورشيد، وزارة الاستثمار، خلفًا لأشرف العربى، تجدد الخلاف بين الوزارة وسحر نصر، وكأن الصراع مع «الاستثمار» مكتوب عليها، إلا أنها وكما فعلت مع «العربى» حسمت الخلافات دائمًا لصالحها.

وتولت الدكتورة سحر نصر، أو «المرأة الحديدية»، كما يحلو للعاملين فى الوزارة تسميتها، وزارة الاستثمار والتعاون الدولى، بعد أداء اليمين الدستورية فى 16 فبراير الماضى.

ومنذ توليها حقيبة وزارة التعاون الدولى فى 19 سبتمبر 2015، حققت تقدما ملحوظًا فى إعادة هيكلة الوزارة وإصلاحها، وأنشأت وحدة المتابعة والتقييم، وكذلك وحدة تطوير السياسات والتخطيط الاستراتيجى لرفع كفاءة وفاعلية المعونة الإنمائية الرسمية.

3:المرأة المناسبة فى المكان المناسب

تولت سحر نصر منصب منسق اللجنة القومية لمتابعة تنفيذ أهداف التنمية المستدامة، وتقلدت منصب محافظ مصر لدى العديد من المؤسسات، مثل: البنك الدولى، والبنك الأوروبى لإعادة الإعمار والتنمية، والمصرف العربى للتنمية الاقتصادية فى إفريقيا، والبنك الآسيوى للاستثمار فى البنية التحتية.

وشغلت منصب عضو المجلس التخصصى للتنمية الاقتصادية التابع لرئاسة الجمهورية، وشاركت فى تقديم المشورة الاقتصادية وصياغة العديد من المقترحات بهدف دفع جهود التنمية الاقتصادية فى مصر وتطوير السياسات الاقتصادية، وتنسيق وتوحيد المبادرات والبرامج التنموية عبر الوزارات والهيئات المختلفة، بما يضمن تحديث منظومة الأداء الاقتصادى، ومنحت فى 2015 جائزة المرأة الأكثر تأثيرا فى القطاع الاقتصادى العربى.

تتمتع بخبرة واسعة فى مجال التفاوض وتوفير القروض والمنح الدولية، اعتمادًا على خبرتها المكتسبة من عملها كخبيرة اقتصادية رائدة سابقًا بالبنك الدولى، حيث تولت إدارة تمويلات تزيد على 4.3 مليار دولار، تم ضخها فى الاقتصاد المصرى لخدمة مجالات الإصلاح الاقتصادى، وتطوير السياسات الاقتصادية، وتنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة والمتناهية الصغر والإسكان الاجتماعى، بالإضافة إلى خبرتها المتميزة فى مجال تنظيم ورئاسة لجان المعونات الاقتصادية الدولية والاستثمارات الأجنبية، والتعاون والتنسيق مع العديد من الهيئات الدولية، على رأسها الأمم المتحدة.

افتتحت اليوم، بروفات مهرجان السينما الإفريقية في قصر ثقافة الأقصر، تحت إشراف المخرج المسرحي خالد جلال الذي حضر للإشراف على العرض الافتتاحي للمهرجان، الذي سيبدأ غدا 16 مارس على معبد الكرنك وسط حضور ...