المحتوى الرئيسى

مصابات التسمم بسوهاج: المدرسة لم تستدع الإسعاف.. وأمرتنا بالمغادرة | المصري اليوم

03/15 20:30

داخل إحدى غرف مستشفى أخميم المركزى، رقدت الطفلة الزهراء محمد أبوعاشور، 11 سنة، بالصف الرابع الابتدائى بمدرسة التعليم الأساسى بقرية «الحواويش»، وقد علق الأطباء لها أنبوب محلول وبدت عليها علامات المرض، وفى السرير المقابل لها رقدت شقيقتها ملك، 8 سنوات بالصف الثالث الابتدائى، وابنة عمها أميرة أحمد أبوعاشور، 7 سنوات بالصف الثانى الابتدائى، وجميعهن بالزى المدرسى، حيث أكدن شعورهن بمغص وألم فى البطن وقىء عقب تناولهن وجبة التغذية المدرسية وأن إدارة المستشفى لم تسمح بخروجهن مثل باقى التلاميذ وأمرت بوضعهن تحت الملاحظة عندما تقيأت إحداهن، وهى الطفلة الزهراء، «دم» فى بقايا الطعام.

وقال الأطفال الثلاثة «المدرسة تعطينا تغذية مدرسية من بداية الدراسة فى التيرم الأول، يوم يعطونا باكو بسكويت سادة، ويوم يعطونا باكو بسكويت بالبلح العجوة، واليوم اللى تعبنا فيه أعطونا قطعتين جبنة مثلثات وباكو حلاوة طحينية صغير ورغيفين عيش، وأكلناهم فى الفسحة وبعد ما أخدنا الحصة الخامسة حسينا بتعب ومغص فى البطن وفى عيال بكت فمدير المدرسة والمدرسين فتحو لنا الباب وقالوا لنا روحوا على بيوتكم».

ونفت التلميذات قيام إدارة المدرسة باستدعاء الإسعاف لهم أو المسارعة لإنقاذهم وأن كل ما فعلوه أنهم عقب ظهور أعراض التعب عليهم صرفوهم من المدرسة إلى منازلهم ليسارع بعدها أولياء الأمور بأنفسهم لإنقاذ أبنائهم.

محمد أبوعاشور عزالدين، والد التلميذتين الزهراء وملك، قال: «كنت نايم لأنى راجع متعب من وردية شغلى بالليل وأيقظتنى زوجتى مفزوعة علشان البنتين وبنت عمهم بيصرخوا من ألم ومغص فى بطونهم بعد ما رجعوا من المدرسة، وقالوا إنهم أكلوا وجبة تغذية مدرسية بس فسارعت إلى خارج المنزل لاستدعاء سيارة ووجدت حالة دربكة فى جميع أنحاء القرية، وناس بتجرى يمين وشمال وكل واحد شايل ابنه أو بنته بملابس المدرسة ويقولوا إنهم اتسمموا من التغذية المدرسية وبعدها ما سمعتش فى البلد غير صوت سيارات الإسعاف رايحة جاية تشيل فى العيال وسارعت بصحبة شقيقى وابن عمى لحمل الأطفال الثلاثة إلى المستشفى».

وتابع أبوعاشور غاضبا «مفيش حاجة أقولها غير حسبى الله ونعم الوكيل، الحكومة بتعمل ليه فينا وفى عيالنا كده مفيش أمان دلوقتى خالص حتى فى الأكل والشرب، دول أطفال ولازم يكون فيه رقابة ومتابعة وفحص على الأكل اللى بيتقدم لهم، هيعرف منين الطفل أن الوجبات دى سليمة ولا مش سليمة، لو كان الأمر كده خلاص المدارس دى ما تلزمناش ومش هنودى عيالنا تانى فيها ومش مهم يتعلموا لأن حياتهم عندنا أهم».

وقال أحمد رجب «حاصل على كلية لغات وترجمة»: «جئت إلى المستشفى لإنقاذ نجلة ابن عمى لأنه مسافر وأمها كانت مفزوعة عليها بعد ما رجعت من المدرسة تبكى وماسكة بطنها، وقالت إنهم بعد ما أكلوا الوجبة وتعبوا داخل المدرسة المدرسين مشوهم فسارعت بحملها والذهاب بها للمستشفى لإسعافها».

ويكمل رجب متسائلا: «ليه الحكومة عندها إصرار على توزيع التغذية المدرسية وطالما إن فى حالات تسمم ظهرت أكثر من مرة فى المحافظة وفى محافظات تانية فالمفروض يتم وقف التغذية المدرسية والاستفادة من المبالغ اللى بتتصرف عليها فى عمل مشروعات مهمة فى الدولة فالناس ما طلبتش من الحكومة إنها تأكّل لها عيالها فى المدارس، وواقعة زى التسمم دى كلفت الدولة ملايين الجنيهات.. أكيد فى توفير محاليل وحقن وأدوية علشان تسعف أكتر من 3000 تلميذ اتسمموا، والأدوية دى كانت هتفيد مرضى كتير لو محصلش التسمم؟!».

وقال عطا محمد أبوالحمد «36 سنة- عامل»: «كنت عائدا من عملى فى حمل مواد الخرسانة من الحديد والأسمنت، ولقيت حالة دربكة فى البلد وعربيات إسعاف طالعة وداخلة وبيقولوا عيال المدارس اتسمموا فجريت على البيت ولقيت بنتى ندا فى سنة أولى ابتدائى بمدرسة الحواويش القبلية بتصرخ هى وبنت عمها منة فى تالته ابتدائى ومفيش حد كان موجود فى البيت علشان يوديهم المستشفى والحريم فى البيت بيبكو عليهم فأحضرت (توك توك) وأخدتهم بسرعة على المستشفى وأعطوهم حقن ومحلول، والدكتور قال لى إنهم كويسين وخدهم وروح».

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل