المحتوى الرئيسى

«كُحل» السينما للسياحة «عماها»

03/15 19:54

الأتراك والهنود رفعوا شعار «السياحة قبل الفن».. وحققوا ما أرادوا

«يا ساكنى مطروح.. جنيّة فى بحركم. الناس تيجى وتروح.. وأنا عاشقة حيّكم»، بتلك الكلمات شدت ليلى مراد فى أغنيتها الشهيرة «بحب اتنين سوا»، من فيلم «شاطئ الغرام»، لهنرى بركات كاتبًا ومخرجًا، والصادر عام 1950، ولا يزال الجمهور يذكُر المشهد الذى جمع بين ليلى مراد وحسين صدقى، والذى غنّت فيه تلك الغنوة إلى جوار الصخرة، التى أصبحت فيما بعد مزارًا سياحيا، يأتى إليها العشاق من كل حدب وصوب، متخذين منها قِبلة لهم، وتعاقبتها الأجيال، حتى سميت فيما بعد باسم الفيلم، وأحيانًا بـ«صخرة ليلى مراد وحسين صدقى».

منذ ذلك الحين، أصبحت مدينة مرسى مطروح من أولى المدن جذبًا للسياحة، داخليا بالطبع، أما خارجيا فالأمر يحتاج إلى تدخل من الدولة، بتطوير المدينة ومنشآتها، ومن ثمّ يأتى دور السينما فى الترويج.

لم يدّعِ صناع «شاطئ الغرام» يومًا أنهم أصدروا الفيلم والغنوة خصيصًا لتنشيط السياحة، مثلما يفعل صناع هذه الأيام، فالأمر حدث بتلقائية شديدة، فالشاعر صالح جودت استطاع أن يلتقط الخيط من المشهد الذى يجمع ليلى مراد بحسين صدقى فى مرسى مطروح، وعلى الفور ينظم الكلمات، يضع لها أحمد صدقى لحنًا بديعًا، فتعيش الغنوة من مطلع الخمسينيات إلى وقتنا هذا، وهو ما أعطى للفيلم والغنوة بعدًا سياحيا دونما قصد أو افتعال.

وفى هذا درس لصناع السينما حاليًا، وهم من يصنعون أفلامًا بقصد تنشيط السياحة كما يزعمون، بأنه ليس بالنوايا وحدها يتم تنشيط السياحة من خلال عمل فنى مهما كانت تكلفته الإنتاجية. والأسوأ أن نظريتهم هذه تشبه المثل الشعبى «جاء يكلحلها فأعماها».

فبعد «شاطئ الغرام»، تمر الأيام وتتبعها الشهور والسنين، وتمتلئ مصر بكبرى المعالم السياحية شمالًا وجنوبًا، وبالرغم من ذلك لم يرّ المشاهد المصرى، ناهيك بالعربى والأجنبى، ثمة فيلم وحيد يعطى انطباعًا بأن هناك الكثير من الصور المشرفة التى تملكها مصر، على الرغم من كثرة أفلامنا التى يتم تصويرها فى تلك المدن، بالمقارنة بما تفعله الدراما التركية والهندية، اللتين اعتمدتا على الصورة المبهرة، الجاذبة للعين، دون اهتمام بجودة الأعمال فنيًا، وكأنهم رفعوا شعار «السياحة قبل الفن أحيانًا»، فكان لهم ما أرادوا.

آخر فيلم مصرى دارت أحداثه فى مدينة سياحية كان «لف ودوران» لأحمد حلمى، فى مدينة شرم الشيخ، التى شهدت تصوير العديد من الافلام ظنًا من صناعها أنه بالتصوير فيها، قد يُخرج للمتلقى صورة جميلة وبرّاقة، تكون بمثابة عامل جذب للسياح وإلقاء الضوء على تلك المدينة وإبراز ما بها من جمال؛ إلا أن النتيجة جاءت مخيبة تمامًا للآمال، فبالرغم من كثرة تلك الأفلام، لم نرَ فيلما واحدا ساهم فى تنشيط السياحة كما زعم صناعها.

منذ سبعة عشر عامًا وتحديدًا عام ٢٠٠٠ وبعد ظهور مدينة شرم الشيخ على الساحة السياحية بل واحتلالها مكانة هامة إلى جوار كبرى المدن السياحية عالميا، قدم إلينا الفنان أحمد السقّا فيلمه الشهير «شورت وفانلة وكاب» الذى دارت أحداثه كاملة فى شرم الشيخ عن عمد واضح لتنشيط السياحة وتسليط الضوء على تلك المدينة، وهو ما صرّح به السقّا نفسه فى آخر لقاءاته التليفزيونية مع الفنانة إسعاد يونس فى برنامجها «صاحبة السعادة»، الغريب فى هذا اللقاء، تصريحه بأن إحدى الصخور التى صُورت بجانبها أحد مشاهد فيلمه تشتهر الآن بـ«صخرة شورت وفانلة وكاب» على غرار ما حدث مع صخرة فيلم «شاطئ الغرام»!

وعلى إثر ما فعله «شورت وفانلة وكاب»، انطلقت عدة أفلام للتصوير فى نفس المدينة أو بالأحرى فى نفس الأماكن بنفس الكادرات تقريبًا، من هذه الأفلام على سبيل المثال لا الحصر

أهم أخبار فن وثقافة

Comments

عاجل