انقسام أمريكي حول قرار حظر المسلمين.. وخبراء: يخالف الدستور والمجتمع

انقسام أمريكي حول قرار حظر المسلمين.. وخبراء: يخالف الدستور والمجتمع

بعد حوالي أسبوع من قرار دونالد ترامب بحظر دخول رعايا مواطني 6 دول لأمريكا، تتضح أكثر ملامح المرسوم المهدد بالإلغاء من قبل القضاء، قبل تنفيذه كما حدث للقرار الأول بيناير الماضي، فكيف كانت ردود الفعل في بلاد العم سام وكيف يفسر الخبراء القرار؟

استنكر السودان قرار ترامب الجديد، وقالت الخارجية السودانية في بيان لها إنها "مستاءة من القرار لأن الإرهاب لا يرتبط بدين معين"، مضيفة أن محاربته تحتاج تضافر الجميع وليس وضع القيود خاصة أن المواطنين السودانيين لم يرتكبوا أي جرائم إرهابية بالولايات المتحدة حسب البيان، وأوضح البيان استمرار تطبيع العلاقات بين الطرفين لتحقيق المصالح العليا للشعبين السوداني والأمريكي.

ومن جانبها أعلنت إيران عدم إصدار تأشيرات دخول المواطنين الأمريكيين بالبلاد، وهو القرار الذي أصدر بعد قرار ترامب الأول بيناير الماضي، وقال نائب وزير الخارجية الإيراني، ماجد تخت-رافانشي لوكالة إسنا إن القرار "لا قيمة له من وجهة النظر القضائية، مشيرًا إلى أن إيران لم تتورط بهجمات إرهابية على الأراضي الأمريكية.

وأعرب الرئيس الصومالي محمد عبد الله فارماجو عن قلقه من قرار ترامب، مشيرًا إلى أن الصوماليين المقيمين بأمريكا يقدرون ب150 ألفا منتقدا عدم الحديث عن إسهام الصوماليين في المجتمع الأمريكي بدلًا من التركيز على القلة المسببة للمشكلات حسب رأيه، وأكد الرئيس الصومالي ضرورة القضاء على حركة الشباب الإسلامية.

وانتقد زعيم الديمقراطيين بمجلس الشيوخ، تشاك شومر قرار الحظر معتبرًا أنه "يعرض أمن الولايات المتحدة للخطر ويجب إيقافه لأنه مناف للمبادئ الأمريكية". واتفقت معه كيث إليسون عضو الحزب الديمقراطي، قائلة أن القرار هو نفسه السابق الذي يضعف مقاومة الإرهاب والمدفوع بتمييز عنصري ضد المسلمين.

وبدأ الأمريكان الاحتجاجات أمام البيت الأبيض بمشاركة عضو الحزب الديمقراطي، توم بيريز الذي اعتبر الولايات المتحدة "في أسوأ حالتها".

على صعيد الجمهوريين، قال ليندزي جراهام المعروف عنه معارضة ترامب، إنه مؤيد للقرار الذي اعتبره موجهًا ضد الحكومات الضعيفة بمواجهة الإرهاب وهو ضروري لتحقيق أهداف ترامب ولجعل أمريكا أكثر أمانًا، مشيرًا إلى أنه لا يستهدف المسلمين.

وخلال أربعة أيام أعلنت أربع ولايات رفعهم لدعوى طعن على القرار، هم نيويورك وواشنطن وهاواي وماريلاند، لتكون بمثابة التحدي الأول لقرار الحظر الجديد، وأعلنت منظمة الدفاع عن الحقوق المدنية "إي سي إل يو" في بيان عن التقدم بطعن اتحادي ضد المرسوم الجديد مع منظمات حقوقية أخرى وعدد من الأفراد منهم مواطنون أمريكيون".

ورأت هذه المنظمات أن القرار الجديد لا يختلف عن السابق و"دافعه شعور معاد للمسلمين وينطوي على تمييز واضح على أساس الأصول الوطنية".

وعلى إثر هذه الدعاوي، يواجه مرسوم ترامب امتحانًا صعبًا اليوم الأربعاء أمام القضاء الأمريكي قبل ساعات من بدء تطبيقه منتصف ليل الخميس، حيث تعقد الجلسة الأولى في ولاية ميريلاند والثانية في هاواي والثالثة في سياتل.

انقسام في البلاد وخرق للدستور الأمريكي

وفي تصريحات خاصة ل"دوت مصر"، قال أستاذ علم الاجتماع السياسي، سعد الدين إبراهيم إن القرار لا يختلف كثيرا عن سابقه باستثناء عدم الضم العراق للحظر، مشيرا إلى أن القرار "تم تهذيبه" بعض الشيء ليظهر في صورة أفضل من القرار السابق.

وتوقع إبراهيم إلغاء القضاء الأمريكي للقرار مجددا معتبره قرار "تمييزي" ينافي الدستور الأمريكي نفسه، مضيفا أن حماية الحدود لا تكون على حساب بلاد كاملة بمواطنيها، بل يكون على أساس تقارير تؤكد خطر بعض المواطنين على البلاد.

وتوقع أستاذ علم الاجتماع السياسي عدمإعادة انتخاب ترامب بعد انتهاء مدته الرئاسية، موضحا أن قرارات ترامب تضر بحزبه الجمهوري وتهدد شعبيته قبل انتخابات مجلس الشيوخ النصفية في 2018.

وقال أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، الدكتور مصطفى علوي إن قرار ترامب لا يتفق مع الفكر السياسي والاجتماعي لأمريكا مشيرًا إلى أن تركيبة المجتمع مشكلة من طوائف كثيرة.