المحتوى الرئيسى

مسؤول بـ«الصحة العالمية»: السوري يستحق جميع الخدمات بموجب القانون | المصري اليوم

03/15 15:36

ست سنوات انقضت على الأزمة السورية، سقط خلالها مئات الألوف من القتلى من المدنيين، ونزح بسببها ملايين السوريين إلى دول الجوار، فبحسب المفوضية العليا لشئون اللاجئين، أجبرت الحرب السورية نحو 5 ملايين شخص على الهروب من الجحيم السورى، إلى تركيا كمقصد رئيسى يستقطب أكثر من نصف عدد اللاجئين، ولبنان والأردن والعراق ومصر، وهى دول تضم مجتمعة نحو 40% من اللاجئين السوريين.

وفقا للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين، بلغ عدد اللاجئين السوريين النازحين إلى مصر في يناير 2017 أكثر من 115 ألف لاجئ. والجدير بالذكر أن وزارة الخارجية المصرية تقدر أعداد السوريين في مصر بأضعاف هذا العدد، غير أن الوزارة ينقصها التأكيد من مصادر مستقلة، وبالرغم من عدم امتلاك مصر حدودا مباشرة مع سوريا، بدأ وصول السوريين إلى مصر خلال عام 2012، وانتشروا في البداية بجميع المحافظات المصرية ثم تمركز 90% منهم في مصر في 6 محافظات (الإسكندرية، القاهرة، الجيزة، القليوبية، الشرقية، ودمياط).

«المصرى اليوم» حاورت الدكتور جاسر جاد الكريم، المدير المسؤول عن البرنامج المصرى لدعم الخدمات الصحية للاجئين السوريين بمنظمة الصحة العالمية في مصر، لبحث مجهودات المنظمة الدولية في مجال الرعاية الصحية للاجئين السوريين وتأثير وجودهم في مصر.. وإلى نص الحوار:

كيف نُقيم الأوضاع الصحية للاجئين السوريين في مصر؟

- مع تفاقم الأوضاع في سوريا، صدر قرار وزارى مصرى بمعاملة السوريين على قدم المساواة بالمصريين، لكن المصريين أنفسهم يُعانون من أجل الحصول على خدمات صحية بتكلفة معقولة وبجودة عالية، خصوصًا بالنسبة لغير المؤمن عليهم، ما يجعل اللاجئين السوريين يمثلون عبئا حقيقيًا على نظام صحى مثقل أصلا ويكاد لا يفى باحتياجات السكان الأصليين.

وانطلاقًا من تلك الحقيقة، ومنذ تفاقم الوضع الإنسانى في سوريا وبداية موجات النزوح وتدفق اللاجئين، بدأت منظمة الصحة العالمية في مصر مع شركائها في وضع استراتيجية واضحة وبرنامج طارئ يهدف إلى دعم تقديم الخدمات الصحية بجميع مستوياتها طبقا لخطة الاستجابة الإقليمية للاجئين السوريين، والهدف العام من هذا البرنامج هو تقليل الوفيات والمعاناة التي يمكن أن تحدث كنتيجة مباشرة لعملية الهجرة وإقامة اللاجئين في مجتمعات جديدة مغايرة تماما لما اعتادوا عليه.

- تشمل الأهداف الرئيسية للبرنامج دعم خدمات الرعاية الصحية الأولية، وتقديم الخدمات الطبية الطارئة والعاجلة للسوريين، ودعم النظام الصحى المصرى من خلال بناء الكفاءات وقدرات العاملين داخل المستشفيات الحكومية والوحدات الصحية المنتشرة في ربوع مصر، خاصة في الأماكن التي ينتشر فيها اللاجئون، علاوة على تحسين التواصل بين اللاجئين ومقدمى الخدمات الصحية والطبية، ونحن نعتقد أن اللاجئ السورى هو «مواطن دولى» يستحق خدمات التعليم والحماية والصحة بموجب القانون.

- تمول البرامج من ميزانية منظمة الصحة العالمية وتوفر الحكومة المصرية أماكن تلقى الخدمات الصحية، والحقيقة أن دولة الكويت تتكفل بالنفقات الخاصة للبرنامج، فمعظم الميزانية تأتى من الكويت التي تُخصص أموالا طائلة لتمويل الخدمات الصحية للسوريين في مصر.

وما العقبات التي تواجه المنظمة في التعامل مع الأوضاع الصحية للسوريين في مصر؟

- مصر غير موقعة على الاتفاقية الخاصة بإقامة مخيمات على الحدود المصرية، وبالتالى ينتشر السوريون داخل الأراضى المصرية، ويعيشون بين الأهالى في مُدن عدة، وهو الأمر الذي يشكل الكثير من الصعوبات على مقدمى الرعاية الصحية، سواء كانوا من العاملين ضمن الحكومة المصرية أو منظمة الصحة العالمية.

ما هو الإطار الحاكم للأنشطة الفعلية التي تم تنفيذها بواسطة مكتب منظمة الصحة العالمية بمصر؟

- جميع الأنشطة التي يقوم بها مكتب المنظمة بمصر في إطار برنامج الاستجابة للطوارئ وهو المرجعية المعتمدة لدى منظمة الصحة العالمية خلال حالات الطوارئ، وبذلك تتمحور أنشطة المنظمة حول الأربع وظائف الحيوية المعتمدة في هذا الإطار.

وهل هناك تنسيق بين المنظمة والحكومة المصرية؟

- تفعيل الدور التنسيقى والتشاورى ما بين جميع الأطراف والجهات التي تقدم خدمات صحية للاجئين السوريين، وعلى وجه الخصوص وزارة الصحة والسكان المصرية، والمنظمات الدولية، ومنظمات المجتمع المدنى بما يمكنها من دعم تقديم الخدمات الصحية وتجنب تكرار نفس الخدمات وبالتالى الاستخدام الأمثل للموارد ووصولها للأفراد الأولى بالرعاية، ويتم ذلك الدور من خلال اجتماعات المجموعة الصحية لشركاء العاملين في برامج دعم الخدمات الصحية للاجئين السوريين بمصر.

كيف يتعامل اللاجئون مع الخدمات الصحية المقدمة إليهم في مصر؟

- يواجه اللاجئون مشاكل عدة في طبيعة تلك الخدمات، بسبب جودتها في المقام الأول، فالخدمات الصحية في سوريا كانت أجود بكثير، علاوة على أن الحكومة السورية كانت تقدمها بصورة شبه مجانية، أما في مصر فيضطر اللاجئ لدفع قيمة الخدمة الصحية كمثيله المصرى، وتُقَدم له خدمة ليست على المستوى.

وما الدور الذي تقوم به المنظمة على وجه التحديد؟

- تقديم الدعم الفنى والمادى للمراكز الصحية والمستشفيات الموجودة في نطاق تمركز اللاجئين السوريين، بما يمكن هذه المنشآت من تحسين جودة الخدمات الصحية المقدمة بها وتمكينها من استيعاب العبء الناتج عن وجود اللاجئين السوريين بالإضافة إلى المجتمع المصرى المضيف، خاصة في مجالات دعم منظومة الترصد الوبائية للأمراض المعدية ودعم منظومة البيانات الصحية والتسجيل الإلكترونى علاوة على دمج خدمات الأمراض غير السارية والنفسية لوحدات الرعاية الأساسية وتطوير منظومة الرعاية العاجلة وطب الطوارئ.

كمثال على هذا، إجراء بحوث لتقييم الوضع الصحى والاحتياجات الصحية للاجئين السوريين المقيمين بمصر وأيضا التواصل المجتمعى المستمر مع السوريين في مصر، وعمل خريطة صحية للخدمات الصحية المتاحة للسوريين في مصر من قبل جميع الشركاء.

- أحد أهم التحديات التي تواجه النظام الصحى في مصر هو توافد أعداد ليست بالقليلة ومن جنسيات ودول مختلفة إليها، وسوريا من ضمنها بالطبع، لكن تلك الجنسيات تشمل السودانيين والإثيوبيين والصوماليين، نظرا لما تعرض إليه هؤلاء اللاجئون من ظروف استثنائية تؤثر بالضرورة على سلامتهم الصحية والتى قد تمتد آثارها لتؤثر على المواطنين المصريين، وفى هذا السياق لا نريد التمييز ضد جموع اللاجئين على الإطلاق بقدر وجوب التنويه إلى هذه التحديات.

ونقوم بتقديم الرعاية الطبية الشاملة وإجراء العمليات الجراحية لغير القادرين من السوريين المتواجدين بمصر في الحالات الإسعافية التي تهدد حياة المرضى والمصابين، وإيضا إعادة تأهيل ودمج الأطفال ذوى الاحتياجات الخاصة في محيط أسرهم وحلقاتهم الاجتماعية.

هل تسمح الحكومة المصرية بدمج الأطفال ذوى الاحتياجات الخاصة في المدارس الحكومية المصرية؟

- لا.. لا تسمح بضمهم للمدارس الحكومية، وهناك العديد من المدارس الخاصة المتخصصة في رعاية الأطفال ذوى الاحتياجات الخاصة ترفض ضم الأطفال السوريين حتى ولو بمقابل مساوٍ لنظرائهم المصريين، لذا؛ أنشأ مكتب منظمة الصحة العالمية في مصر مركزًا لتعليم هؤلاء الأطفال بالتعاون مع المنظمات الدولية الأخرى.

وماذا عن طبيعة الخدمة الصحية المُقدمة لهم؟

- قمنا بعمل برنامج لإعادة التأهيل والتدخل المبكر للأطفال اللاجئين من ذوى الاحتياجات الخاصة، مثل من يعانون من تأخر النمو أو بعض الإعاقات الذهنية، وبرنامج تعليمى مساعد لتنمية المهارات الأساسية التي تنمو عادة خلال السنوات الثلاث الأولى من عمر الطفل، ويتعامل البرنامج في أربعة اتجاهات أساسية، إذ يقوم بمساعدة هؤلاء الأطفال فيزيائيًا عبر تعليمهم مهارات الوصول والزحف والمشى، أما على الجانب المعرفى؛ فيشمل البرنامج تدريب الأطفال على التفكير والتعلم وحل المشكلات، علاوة على تدريبهم على مهارات الاتصال والتى تشمل التحدث والاستماع والفهم، وهناك جانب اجتماعى في البرنامج والذى يسعى لإكساب الأطفال الشعور بالأمان والسعادة ودمجهم مع الأطفال المصريين عن طريق اللعب، ومساعدتهم على تعلم تناول الطعام وارتداء الملابس بشكل ذاتى.

ماذا يحتاج اللاجئون في مصر على الصعيد الصحى؟

- مجتمع اللاجئين في مصر في أشد الاحتياج للخدمات الطبية للعلاج من الأمراض غير السارية والنفسية واحتياج أكبر لتكاليف علاج الحالات الحرجة والحالات التي تتطلب تدخلا جراحيا، هذا بالإضافة إلى الرعاية الصحية الأساسية.

ما الفوائد التي تعود على مصر من مشاركة منظمة الصحة العالمية في تقديم الخدمات الصحية للاجئين؟

- برامج الدعم التي تقدمها منظمة الصحة العالمية للاجئين السوريين بمصر لها قيمة مزدوجة، فمن ناحية تتم الاستجابة للاحتياجات الصحية للسوريين المقيمين بمصر، ومن ناحية أخرى تتم تقوية منظومة تقديم الخدمات الصحية بما يُمّكنها من تقديم الخدمات بصورة أكفأ، وأفضل وأجود لكل من السوريين والمواطنين المصريين على حد سواء، كما أن مكتب منظمة الصحة العالمية بمصر يهدف إلى استمرار تقديم الدعم للحكومة المصرية والشركاء المعنيين في تقديم الدعم الصحى اللازم للسوريين أثناء تواجدهم بمصر وحسبما تمليه خطة الاستجابة الإقليمية للاجئين السوريين في دول الجوار السورى.

وبجانب اضطلاع المنظمة بتقديم دور واضح وفعال فما يخص دعم تقديم الخدمات الصحية للسوريين في مصر، يهدف مكتب المنظمة بمصر لتوسيع نطاق خدماته من الاستجابة المباشرة لأزمة وجود اللاجئين ليتخطى حدود هذا الدور ليشمل الدعم الفنى لمنظومة الطوارئ في مصر، سواء مع وزارة الصحة والسكان المصرية أو المنظمات الدولية والمجتمع المدنى، وذلك فيما يتعلق بالاستعداد والجاهزية والاستجابة لحالات الطوارئ.

إن تقديم المساعدة التقنية لإدارة مخاطر الطوارئ والكوارث في ملف الصحة يهدف لتطوير ودعم الكفاءات لإدارة المخاطر الصحية المرتبطة بالكوارث والنزاعات باستخدام نهج جميع أنواع المخاطر، ولذلك يهدف دور منظمة الصحة العالمية بجمهورية مصر العربية إلى بناء الكفاءات المصرية في مجال الاستعداد للطوارئ والاستجابة لها، عن طريق التخطيط لاستمرارية الرعاية الصحية وخطط استجابة القطاع الصحى بالإضافة إلى المدخلات التقنية والدعم المقدم في مجال التدريب لمركز الصحة العامة في حالات الطوارئ عمليات (PHEOC).

وهل هناك مشاريع مقدمة من مكتب منظمة الصحة العالمية في مصر للحكومة المصرية بهدف رفع مستوى تقديم الخدمات سواء للاجئين أو المصريين؟

- بالطبع، نملك عدة مشاريع أولها مشروع الإنذار المبكر للأمراض وشبكة الاستجابة، ويهدف هذا المشروع للحد من معدل الوفيات وتقليل مخاطر انتشار الأمراض عن طريق الإنذار المبكر، وسرعة الكشف والاستجابة للقضاء على الأمراض الوبائية وسط مجتمع اللاجئين السوريين والمجتمع المستضيف من خلال الجهود القومية، وتعمل منظمة الصحة العالمية بمصر في شراكة مباشرة مع وزارة الصحة والسكان على تعزيز قدرة نظام مراقبة الأمراض الوطنى من خلال بناء الكفاءات والقدرات التقنية في الكشف المبكر وسرعة الاستجابة، والتنسيق، وإدارة المعلومات لقطاع الطب الوقائى بوزارة الصحة والسكان.

وهناك مشروع دمج إدارة الأمراض غير المعدية في مراكز الرعاية الصحية الأولية بالمناطق القاطن بها اللاجئون السوريون، والهدف من هذا المشروع الحد من معدل الوفيات والإصابة المتعلقة بالأمراض غير المعدية بين اللاجئين السوريين والمجتمعات المستضيفة لهم من خلال بناء وتعزيز قدرات العاملين بمراكز الرعاية الأولية للكشف وعلاج الأمراض غير المعدية من خلال مرافق الصحة العامة والوقاية منها.

فيما يسعى المشروع الثالث لدمج خدمات إدارة الصحة النفسية في مراكز الرعاية الصحية الأولية في المناطق المتواجد بها اللاجئون السوريون، ويهدف هذا المشروع إلى سد الثغرات المتواجدة في نظام تقديم خدمات الصحة النفسية في مراكز الرعاية الصحية الأولية من خلال تدريب الأطباء، والتمريض، والإخصائيين الاجتماعيين على اكتشاف وإدارة الاضطرابات النفسية للحالات المترددة على مراكز الرعاية الأولية.

هل تشارك المنظمات الخيرية المصرية في مساعدة اللاجئين؟

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل