المحتوى الرئيسى

أغاني عربية عن المثلية والتعددية الجنسية والجندرية

03/15 14:37

في الحوار الاجتماعي المستمر بين قطبي انغلاق الفئات المتحفّظة، وانفتاح الفئات المتحررة، تدور وتزدهر في كل مناحي الحياة وعلى كل الأصعدة نقاشات ومجادلات وتأثيرات متبادلة. وفي السنوات القليلة الماضية، تصدرت الحقوق والحريات اهتمام العالم العربي، وانعكس ذلك في الموسيقى التي خاطبت أبناء المجتمع بمختلف انتماءاتهم وميولهم. وقد اختار عدد من الفنانين مساحة الموسيقى التشاركية لتقديم قصص وطروحات للمثلية والجندرية والحريات الشخصية، تقدم المقالة بعضاً منها.

لعل أشهر أغاني الفنانة الفلسطينية تيريز سليمان، هي أغنية شهرزاد، حين صعدت على خشبة المسرح ورقصت وغنّتها حافية القدمين وخلخال يعانق قدمها التي تلوح على ألحان شهرزاد الغجرية. تتحدث الأغنية عن علاقة عشق، وعن ”الشتى“ الذي يحمل عبق رائحة جسد المرأة، بحنين كبير.

”لمّا إيدينا تلتقي، تمي ع تما شو بقي.. شتى شتى شتى..“

كما غنّت تيريز سليمان في ألبومها الأخير أغنية ”شهريار“ باللغة الفصحى والتي تعتبر تكملةً لسابقتها ”شهرزاد“، وتحمل الإطار نفسه في دعم الحب وروعة المرأة.

تمتاز فرقة مشروع ليلى بأغانيها وألحانها المتمردة، التي غالباً ما تدعو المجتمعات للاعتراف بحقوق المهمشين، وحرية الكلام. وفي أغنية شم الياسمين، يغني فوكاليست الفرقة المثلي حامد سنو عن علاقة شاب بحبيبه الذي رحل وتركه وحيداً. متمنياً أن يستطيع الحياة بطريقة طبيعية في ظل مجتمع يمنع علاقة الحب المثلية ويعاقب من يمارسها. فيصف حاله بعد الرحيل وما حلّ به من ألم وحب كبير، ليغني الوداع ”بشم الياسمين، تذكر تذكرني. ياخي أوعى تنساني.“

في إحدى أغاني مشروع ليلى، تتحدث أغنية ”إم الجاكيت“ عن فتاة ذات شعر قصير وهي تضع كاسكيت على رأسها وتخرج دون مكياج بعيداً عن الشكل النمطي لنساء المجتمع. حتى أنّه حين رآها تفعل ما تشاء وقتما تشاء، ظنّ أنها شاب، لأن الحرية المطلقة تتاح لذكور المجتمع. تحتفل الأغنية بفكرة أن كل انسان هو حر في مظهره الخارجي، وفي ميوله الداخلية، وأن المرأة ذات الشعر القصير لا تختلف عن مثيلاتها، سوى بالشخصية الفريدة والجميلة.

”خمنتك شب يا مادموزيل، لا تواخذيني باردون“.

تحت إطار مبادرة جمعية القوس التي تعنى بدعم التعددية الجنسية وحقوق المثليين والمتحولين جنسيا، قامت فرقة ”غنّي عن التعريف“ الفلسطينية والتي تغني عن نمط حياة المثليين والمتحولين جنسياً في ظل المجتمعات التي تحارب الاختلاف. تتحدث أغنية ”بحبك قالتلي“ عن فتاة تعترف بحبها لفتاة أخرى، فتصف علاقتهما التي كانت مليئة بالحب منذ الصغر وخلال كافة التفاصيل التي اختبرتاها سوياً. يغمر الفتاة حب كبير لحبيبتها فتطلق صرخة حب على سور فلسطين أمام الجميع دون خوف ولا خجل.

”بحبك قالتلي وحبي إلك مالو مقدار“.

شارك غردهموم المثليين والمثليات من هموم الشباب العرب: البحث عن معنى الحب، والهوية، والانتماء

شارك غردهموم المثليين والمثليات من هموم الشباب العرب: البحث عن معنى الحب، والهوية، والانتماء

إحدى قصائد الشاعر السوري نزار قباني. تتحدث الأغنية عن علاقة جنسية بين امرأتين تمارسان الحب، وما يتخلله الأمر من تفاصيل شغف تثير الحب وتقدس جسد المرأة.

”مطرٌ مطرٌ وصديقتها معها، ولتشرين نواح.. وحكاية حب لا تحكى في الحب يموت الإيضاح“.

تحمل الأغنية في كلماتها قصة شاب صغير مختلف في سلوكه وطريقة حياته وشكله الخارجي، عندما يكبر ويُفرض عليه أن يصبح كباقي الشبان، بالنمط السائد التقليدي لمعنى الرجولة ومظاهرها. الأمر الذي سبب له اكتئاباً عميقاً، وشعوراً بعدم انتماء لذاته الجديدة وللمحيط. فيجد الشاب أخيراً من يدعم شخصيته الحقيقية الأصلية الفريدة، ويشجعه على أن يكون كما هو دون الانصياع لرغبة الآخرين بتغييره ليطابق معايير المجتمع.

”يا زمزم مالك حيران، سيبك من حكي الجيران، اضحك فرفش ولا يهمك. كون طبيعي أصلي وأصدق هيك منحبك!“

تتحدث الأغنية عن حال فتاة ضاقت ذرعاً بالتمييز وبالمعاملة السيئة التي تتلقاها من المجتمع. لترى بعدها فتاة تشبهها في حالها، فتتغير رؤيتها للعالم وتختبر مشاعر الحب للمرة الأولى. إن اختلاف ميول الأشخاص وجنس من يحبون، كما تقول الأغنية، لا يقلل من إنسانيتهم ولا يغير من تميزهم.

”ما إنت متلك، وأنا متلي، متلي متلك، مش ضروري تفهم، أنا حرّة بحالي!“

تصف الأغنية النمطية المفروضة على كافة فئات المجتمع، والتي نعززها التفاصيل: ابتداءً من ”المناكير“، وصولاً إلى الطريق الوحيد المتاح أمام المختلفين ليصبحوا تقليديين. فتشعر الفتاة في الأغنية بعدم انتمائها لهذا النمط التقليدي المفروض، ورفضها السير مع قانون القطيع.

”منفيق الصبح بكير، منحط بودرة ومناكير، مندور عن معنى. قوانين بدها تكسير منقول الله كبير منشكي ما حدا بسمعنا“.

ويضاف إلى أغاني فرقة ”غنّي عن التعريف“ أغنية ثلاث قصائد من كلمات شهد عيساوي وغناء رياض سليمان، حيث تعتبر الأغنية مستوحاة من نص ”فلسفة الحب“ للفيلسوف اليوناني الشهير أفلاطون.

من ألبوم ”ابن الليل“ لفرقة مشروع ليلى. تتحدث الأغنية عن ملهى ليلي تم إغلاقه بسبب الهوية الجنسية والجندرية لمرتاديه. توضح الكلمات حال مثليي الجنس والمتحولين جنسياً في المجتمعات المنغلقة، ومدى سوء الإهانة والعنف اللذين يمارسا ضدهم من قبل رجال الأمن، إضافة للتهميش والاضطهاد الذي يتلقونه من قبل المجتمع المحيط. تنتقد الأغنية إلى استثناء المثلية من التواريخ الرسمية، وتبين في إحدى جملها والتي تعتبر من أقوى سطور الألبوم، أنه مهما تفاقم العفن؛ الفكري والمعنوي، سيبقى هناك أشخاص يخرجون من خضم هذا المجتمع ليناضلوا من أجل حقوقهم في الاختلاف والحرية.

”خبز الغراب بدا ينمى، منورث الأرض غداً يأمّا“.

تتحدث عن شاب من الشبان المثليين قرر مصارحة أهله بميوله الجنسية، إلا أنهم لم يقبلوه ولم يفهموه. فيضطر لمغادرة مدينته إلى مكان آخر، ويعيش في حنين إلى أسرته، بعيداً عنهم. الأغنية العذبة الحزينة تعبر عن الغربة التي يعانيها العديد من شبان وشابات مجتمع الميم حين ”يخرجون من خزانتهم“ من قبل أهلهم وأصدقائهم ومحيطهم.

”جئت إلى أهلي، لم يقبلوني. طرقت الباب لم يفتحوا لي.“

تغنّي الشابّة المصرية دينا الوديدي عن مفهوم الحب وحياة المرأة في الوطن العربي، لاسيما المجتمعات التي ترى في الحب والغناء وممارسة المرأة دورها الكامل عيباً وحراماً. لتواجه تلك الأفكار السلبية بكلمات موسيقية عن جمال الحب والفن الذي لا حرام فيه.

”الحرام، مش إني أغني، مش إني أحب. الحرام هو الكلام اللي نصو يا عمي كدب“.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل