المحتوى الرئيسى

اليمين المتطرف ينذر نتنياهو ويحدد له خطوطًا حمراء

03/15 12:53

كشفت تصريحات صادرة عن حزب "البيت اليهودي” اليميني المتشدد، النقاب عن طبيعة الصعوبات والعراقيل التي ستواجهها الإدارة الأمريكية في طريق تمرير خطتها الرامية لاستئناف المفاوضات السياسية بين الفلسطينيين والإسرائيليين، والتي أوفدت من أجلها جيسون غرينبلات، مبعوث الرئيس دونالد ترامب لعملية السلام، للقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباسأبو مازن” خلال اليومين الماضيين.

جاءت التصريحات عبر عضو الكنيست بتسلئيل سموتريتش، والذي عكس انطباعًا يسود داخل الحزب الائتلافي، والذي يرأسه وزير التعليم نفتالي بينيت، تعليقًا على المواقف التي أبداها نتنياهو خلال لقائه مع غرينبلات، وأشار خلالها إلى أنه يرى أن ثمة إمكانية لتحقيق السلام خلال ولاية ترامب، داعيًا لما أسماه حلاًّ إقليميا يشمل الفلسطينيين.

ودعى سموتريتش حزبه فضلاً عن الأحزاب الأخرى للتوحد على الفور لمواجهة المواقف التي أعلن عنها نتنياهو، محذرًا من أن الأخير يعمل على بلورة صيغة لإقامة دولة فلسطينية، ما اعتبره أمرًا في غاية الخطورة ينبغي وقفه على الفور، ما بدا وأن الحديث يميل إلى كونه تحريضًا غير مسبوق ضد نتنياهو، يصدر من داخل الائتلاف الذي يترأسه حزب “الليكود”.

واتهم النائب المتشدد نتنياهو، بالميل نحو إرضاء اليسار، وقال إن كل ذلك يحدث بهدوء ومن وراء الكواليس، محذرا من تعاطي نتنياهو مع الموقف الأمريكي، والذي خيب توقعات اليمين الإسرائيلي المتطرف، حين تبين أنه قد يتبع نهجًا تقليديًا بشأن الصراع، بدلاً من التسبب في عزلة رئيس السلطة، وتجاهل مواقف ومتطلبات السلطة الفلسطينية.

وتدل الخطوات الأخيرة، ومنها الاتصال الذي أجراه ترامب برئيس السلطة الفلسطينية الجمعة الماضي، فضلاً عن لقاء عباس– غرينبلات، أمس الثلاثاء، على أن ثمة نزعة أمريكية للتعامل بشكل براغماتي مع هذا الملف، حيث وجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب دعوة لعباس، ما يعني اعترافه بالسلطة ورئيسها على خلاف ما كان يردده إبان حملته الانتخابية.

وترك الاتصال الهاتفي، والذي يتردد أن الاستخبارات الإسرائيلية تجسست عليه، والتقطت منه رسائل محددة وضعتها على طاولة المستوى السياسي، فضلاً عن دعوة عباس لزيارة البيت الأبيض، وجولة غرينبلات، انطباعًا لدى اليمين الإسرائيلي المتطرف، بأن الحديث يجري عن خدعة كبرى تتعلق بدعم ترامب غير المحدود للمواقف الإسرائيلية، وهو ما نجم عنه صدمة عكسها عضو الكنيست سموتريتش.

ونقل موقع “كيباه” العبري عن سموتريتش، اليوم الأربعاء، أنه كان على نتنياهو استغلال خروج الحزب الديمقراطي والرئيس باراك أوباما من البيت الأبيض ودخول الجمهوريين والرئيس ترامب إليه، لتحديد مواقف راسخة وتثبيتها، لكنه بدلاً من ذلك يعمل سرًّا على تمرير فكرة الدولتين.

وكتب سموتريتش عبر حسابه على “فيسبوك”، أن نتنياهو يعمل في الأسابيع الأخيرة وبمعزل عن الائتلاف بهدف إقامة دولة فلسطين، مدللاً على ذلك بعدد من المواقف التي حدثت في الأسابيع الأخيرة، ومنها الحديث عن صفقة، وعن مؤتمر سلام إقليمي، وعن تجميد البناء في المستوطنات الواقعة خارج الكتل الاستيطانية الرئيسية.

واقتبس النائب الإسرائيلي العديد من التصريحات والأنباء التي وردت مؤخرًا بوسائل الإعلام، والتي تثبت روايته، بأن نتنياهو يتعاطى مع حل الدولتين، وهو الأمر الذي يراه هذا النائب ومن ورائه حزبه أمرا في غاية الخطورة، وكان قد ألمح كثيرًا إلى أن مجرد التهاون بشأن الاستيطان كفيل بانسحابه من الائتلاف وإسقاط حكومة نتنياهو.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل