المحتوى الرئيسى

حكاية «ثعلب المخابرات».. وضع كرسيًّا لـ«السادات» في اجتماعات الموساد

03/15 11:23

إذا ما تصفحنا تاريخ المخابرات المصرية، سنجد ألف حكاية وحكاية تصلح للسرد التفصيلى ولا يمل منها أحد، وغالبًا ما تُحوّل تلك الحكايات إلى أعمال درامية قد ينقصها الدقة أحيانًا، وهذا ما حدث مع "ثعلب المخابرات" الفريق محمد رفعت جبريل رئيس جهاز المخابرات العامة الأسبق، الذي عُرف بشدة ذكائه ودهائه منقطع النظير، وتم تحويل قصة بطولته إلى مسلسل يحمل اسم "الثعلب" وجسد دوره الفنان الراحل نور الشريف، كما جسد شخصيته الفنان محمود ياسين فى فيلم "الصعود للهاوية".

"جبريل" المولود في 15 مارس 1928 بدأ حياته كضابط في سلاح المدفعية، ثم انضم إلى تنظيم الضباط الأحرار قبل ثورة يوليو 1952، ومن ثم التحق بجهاز المخابرات العامة المصرية بعد إنشائها ليتخصص في مقاومة الجاسوسية، وخاصة النشاط الإسرائيلي حتى أصبح مدير مقاومة الجاسوسية، ثم رئيسًا لهيئة الأمن القومي ثم رئيسًا للجهاز.

خلال فترة عمله بجهاز المخابرات، نجح في تسطير اسمه بـ "البنط العريض" على لوحة الشرف عن طريق عدد من العمليات الناجحة، أولها زرع الجاسوس المصري "رأفت الهجان" في قلب إسرائيل لفترة طويلة، وكذلك نجاحه في عملية إلقاء القبض على ضابط المخابرات الإسرائيلية "باروخ مزراحي" حينما انتحل شخصية صحفي كويتي، كما لعب دورًا هامًا في عملية القبض على الجاسوسة "هبة سليم" التي تسببت في مقتل عشرات الجنود المصريين أثناء حرب الاستنزاف، بسبب تسريبها المعلومات الحربية التي كانت تعرفها من خطيبها فاروق الفقي إلى جهاز الموساد، حيث استدرجها إلى مطار ليبيا ومن هناك عاد بها إلى القاهرة حيث تم إعدامها.

لكن تبقى العملية الأخطر في تاريخ إنجازات "جبريل" تلك التي كلفه بها رئيس جهاز المخابرات آنذاك أحمد إسماعيل بناء على تكليفه من جانب الرئيس المصري الراحل أنور السادات، بأن يتجسس على اجتماعات الموساد في أوروبا قبل ‏حرب أكتوبر، قائلًا له جملته الشهيرة: "أريد أن تضعوا لى كرسيًّا فى هذه الاجتماعات".

وطلب إسماعيل من رجاله أن يتحققوا من الأمر، فقال له "جبريل": "امهلني شهرين فقط لدراسة الموضوع"، وعرف  أن هناك شقة في أحد أحياء العواصم الأوربية تشهد اجتماعات لجهاز الموساد للتخطيط ضد مصر، وتمكن من زرع أجهزة تنصت داخل تلك الشقة بشكل دقيق وسري، وعن تلك العملية قال: "كنا نعلم أننا إذا انكشف أمرنا فلن يساعدنا أحد.. فهذه طبيعة عملنا.. والأخطر أن الدولة التى تمت فيها عملية التنصت كانت تطبق عقوبة الإعدام على من يستخدم أراضيها للتجسس".

نجحت العملية في ميعادها المحدد، وحصلت المخابرات بفضل "جبريل" على صوت نقي ومسموع لاجتماعات الموساد"، وحقق للسادات ما أراده قائلًا: "وضعنا له كرسيًّا فى اجتماعات المتآمرين ضد مصر".

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل