نقيب الزبَّالين: المشروع هدفه الربح وليس النظافة وسيؤدى لتشريد 3 ملايين من جامعى القمامة

«الوطن» تُجرى مواجهة بين مؤيدى ورافضى «شراء القمامة»

أثار البدء التجريبى فى تطبيق منظومة شراء القمامة من المواطنين، التى اقترحتها نادية هنرى وشيرين فراج، النائبتان بالبرلمان، فى منطقة مصر الجديدة، موجة غضب بين جامعى القمامة، الذين اتهموا القائمين على المشروع بأنهم يهدفون للتربح، لا النظافة، بشرائهم المواد الصلبة القابلة للتدوير فقط، وترك المواد العضوية لجامعى القمامة، وهو ما دفع شحاتة المقدس نقيب الزبالين، لعقد اجتماع بالنقابة لمناقشة تداعيات الأمر وهدد بخطوات تصعيدية؛ منها التوقف عن جمع القمامة وصولاً إلى الإضراب عن الطعام، حال استمرار المنظومة، كما طالب باستحداث وزارة للنظافة لتتولى ملف النظافة وفق رؤية شاملة ومتكاملة، مبدياً استعداده لتولى مسئوليتها دون مرتب.

وفيما حذر «المقدس» من تبعات تطبيق المنظومة على حياة جامعى القمامة، وتسببها فى تشريد نحو 3 ملايين «زبال»، قالت النائبة نادية هنرى، صاحبة الفكرة، إن المنظومة لن تضر جامعى القمامة ولكنها ستحسن أوضاعهم وتقيهم من الأمراض التى تصيبهم بسبب عملية فصل القمامة لاستخراج المواد الصلبة منها، وأكدت أن المشروع سيعود بالفائدة على قطاعات البيئة والسياحة والصحة، ويحسّن المظهر الحضارى للبلد.. «الوطن» أجرت هذه المواجهة بين الطرفين.

■ كيف ترى تأثير شراء الحكومة للقمامة من المواطنين بشكل مباشر؟

- هذا القرار كارثى وخطير ويقطع عيش 3 ملايين مواطن، يعملون فى جمع القمامة، وسيؤدى إلى تشريد هؤلاء الذين يعملون فى صمت على نظافة البلد منذ عام 1948، مع العلم أن الزبالين ليس لديهم مصدر دخل آخر غير هذه المهنة التى توارثوها عن أجدادهم.

«المقدس» نقيب الزبَّالين: يجب استحداث وزارة للنظافة ومستعد لتوليها دون مرتب.. وسنلجأ للتصعيد حال تجاهل مطالبنا بالتوقف عن جمع القمامة ثم الإضراب عن الطعام

■ ولكن أصحاب الفكرة يقولون إن الهدف منها تنظيف وتجميل القاهرة؟

- هذا كلام غير صحيح، فهم لا يريدون إلا التجارة والتربح، وليس النظافة، ولو كان الهدف هو التنظيف فعلاً، فلماذا يشترون المواد الصلبة فقط، فيما يتركون لنا المواد العضوية من حفاضات أطفال ومخلفات طبية وبواقى الطعام. فالمواد الصلبة هى مصدر رزق الزبالين وهم يتعرضون للأخطار بجمع هذه المواد مع المواد العضوية الخطيرة والضارة، و«اللى عاوز ينضف يحط خطة متكاملة ومنظومة لتنظيف البلد، مش ياخد المواد الصلبة ويسيب الباقى».

■ ما الخطوات التى اتخذتموها فى النقابة لمواجهة تداعيات هذا الأمر؟

- عقدنا اجتماعاً فى النقابة، وانتهينا إلى مطالبة رئيسىْ مجلسىْ النواب والوزراء، ووزير التنمية المحلية، بالتدخل السريع لحل الأزمة.

■ وماذا ستكون تحركاتكم إذا تم تجاهل الأمر؟

- إذا لم ترضخ الحكومة لمطالبنا وتتدخل لحل هذا الأمر فلدينا خطوات للتصعيد، سنبدأها بالإضراب عن العمل والتوقف عن جمع القمامة، وإذا استمر تجاهل الحكومة لنا فلدينا استعداد للإضراب عن الطعام احتجاجاً على الأمر.

■ وهل الإضراب هو الحل المناسب؟

- نعم، فعدد الزبالين فى القاهرة نحو مليون زبال وفى باقى المحافظات وصل العدد إلى 2 مليون يعملون فى جمع القمامة، وإضرابهم سيكون له تأثير كبير.

■ بكم يقدر حجم القمامة التى تتعاملون معها؟

- نرفع كل يوم نحو 16 ألف طن من القمامة داخل القاهرة، وبعد فرزها يكون متوسط المواد القابلة لإعادة التدوير نحو 8 ملايين طن وهو رقم ليس بقليل، ونحن قدمنا خطة متكاملة لوزير البيئة لحل أزمة القمامة، فلدينا 7250 شركة، و3 آلاف سيارة، ومليون عامل، ويمكننا تقسيم القاهرة إلى مناطق للقضاء على أزمة القمامة بسهولة.