حريق يكشف لغز شقة سليمان جوهر.. يسكنها دكتور غاوى قطط

لغز كبير لطالما أحاط بتلك الشقة الواقعة فى «سليمان جوهر»، الشقة الوحيدة التى ظلت مأهولة فى منزل هجره سكانه جميعاً إلا نبيل محمد طلعت قبيل، الرجل الذى يناديه الجميع بـ«الدكتور»، حالة من التعجب كثيراً ما اعترت المارة الذين استوقفتهم أصوات المواء والنباح الصادرة عن الشقة القديمة. «دى الكلاب والقطط بتاعة الدكتور نبيل»، هكذا اعتاد الفكهانى القابع تحت المنزل أن يشبع فضول الراغبين فى معرفة السر. حريق ضخم نشب بشقة الدكتور نبيل فى السادس من مارس الماضى، لم يبد كسابقيه على الإطلاق، حيث حضرت الحماية المدنية وتحولت الشقة بالكامل إلى قطعة فحم كبيرة، جمال مرسى، واحد من سكان الشارع لم يستغرب وقوع الحريق «أصله بينسى أكل القطط على النار» وهو ما نفاه صاحب الحيوانات كلياً «دول الورثة بتوع البيت عاوزينى أمشى عشان يهدوه، رموا كرات نار على الشقة دخلت حرقت القطط والسجاد وخدت الشقة كلها فى السكة». روايتان مختلفتان للغاية حول سبب الحريق الذى سيظل بدوره لغزاً حتى تكشف تحقيقات النيابة السبب الحقيقى. الشقة التى حوّلها الرجل إلى مأوى للقطط والكلاب الضالة منذ عام 2010، وحتى الآن يحيا بها وحده، يسأله البعض عن سر وحدته فيجيب «أصل المدام زعلانة شوية»، يختلط الأمر على البعض بشأنه «حضرتك نبيل محمد بركات بتاع كلية العلوم، ولا نبيل الشربينى بتاع زراعة، فيجيب لا أنا نبيل محمد طلعت بدرس مادة بساتين الفاكهة فى جامعة القاهرة» يتصادف أن يحادثه بعض الأساتذة من جامعة القاهرة ليبدو استغرابهم من عدم وجود اسمه بقوائم هيئة التدريس فى الكليتين العلوم أو الزراعة، غموض يزيده الرجل دائماً بقوله: «أنا الدكتور نبيل الأستاذ فى قسم النبات» دون مزيد من التفاصيل.. وسط الرماد جلس الرجل ممسكاً برأسه فيما بدأت الحيوانات تحيط به، وسط توافد عدد من محبى الحيوانات الذين حاولوا مساعدة الحيوانات الناجية، وليد التلبانى واحد من المنقذين لم يصدق ما رآه «لما رحت لاقيت دكتور نبيل واقف وسط الحريقة بيعيط»، وليد الذى نجح فى إنقاذ كلبين يؤكد «الكلاب كانت رافضة تسيب المكان، خرجنا كلب راحت باقى الكلاب محوطاه، ودخلوا كلهم تانى كأنهم رافضين يسيبوا الشقة وصاحبها». الكثير من المعاناة شعر بها «نبيل»، فى الأيام التالية للحريق، غبار استنشقه، ورعب تملك أوصاله، صحيح أنه نجا، إلا أن ألمه الحقيقى كان سره تلك الحيوانات التى بقيت على قيد الحياة «هموت لو حصّلهم حاجة.