المحتوى الرئيسى

منظومة الرجل والمرأة

03/15 08:25

احتفى العالم قبل أسبوع بيوم المرأة العالمي ، و احتفلت المرأة به الإماراتية بشكل خاص و هو يوم يتذكّر فيه كل رجل إنجازات المرأة سواء أكانت أما أو زوجة أو أخت ، فهي الكيان المهم للرجل ، و بالطبع المرأة الإماراتية حظيت و لا زالت تحظى بكل اهتمام و تقدير من الحكومة و قادتنا حفظهم الله . 

المرأة عانت و اجتهدت و أكملت مسيرتها و قهرت الظروف و نقشت اسمها على صخور الزمن ، لكن و الحق يُقال أنها لم تصل إلى ما وصلت إليه دون أن يكون للرجل دور في حياتها .

فالوعي الذي يمتلكه الرجل هو الذي خلق الفُرص لها ، فأفكاره أفرزت تصّورات مستقبلية للوطن لنساء مُبدعات ، و عَلِمَ قادتها أن الوطن سيرتقي بتعاون جهود الجنسين معاً ، فمع انحطاط العالم و انغماس البعض في ظلم المرأة و تكالب الحروب و التخلّف في واقعهم المرير ضدها ، تنفرد الإمارات بشرعيتها الدينية و السياسية و التاريخية في وضع المرأة و التركيز على أهميتها ، فلم يعد وجودها تمظهر لحضارة الجمال و الجسد فقط ، بل تأطرت بأرقى إفرازات الحضارة المعاصرة و أبقت رداء الحشمة و الوقار ميزة لا تنّفك عنها ، على عكس بعض الأُمم التي نادت و لا زالت تُنادي بحرية المرأة على حساب دينها و أخلاقها ، و هذا ما آلت إليه بعض الحضارات من دمار و تفكّك و الرجوع للوراء بسبب بُعدها عن الفطرة السليمة . 

و لم تكن دولة الإمارات بمعزل عمّا يحدث للعالم من انفتاحات في الفكر و الرأي فمن خلال رُؤى قادتنا و امتلاكهم لزمامِ الأمور تحولت إلى تناغم عظيم في بناء مجتمع متماسك سليم قوامه الرجل و المرأة ، و نجاح المرأة في ظل هذه الظروف المحيطة أشبه بالمعجزة حيث تُعتبر الورقة الرابحة في يد الرجل لأنه وضع كل ثقته في قدراتها و مواهبها ليجعل منها كيان مُستّقل بذاته يتمحّور في تطلّعاته للمستقبل و رسم خطوط نجاحه بجدارة بفكرٍ يمتلك كل مُقوّمات الإرادة لإكمال مسيرة و تقدّم شعب .

كل هذه المناصب و المُؤهلات لم تحصل عليها إلّا و كان للرجل يد في ذلك ، و كما أن مقولة ( وراء كل رجل عظيم امرأة ) أيضاً تختبيء في هذا المعنى حقيقة ، فحتماً وراء كل امرأة عظيمة رجل عظيم قادها للنجاح و حرص على أن تكون في مقدمة الركب ، فكل امرأة في الإمارات وصلت لأعلى المراتب بفضلٍ من الله و ثم رجالها الأوفياء بدءاً من قادة تنحني لهم هامتنا إلى الرجل الأب و الأخ ، فالرجل في دولتنا رسم لها طريق النجاح و كفل لها الحياة الكريمة ، و لن ننسى أن المرأة الإماراتية حظيت بذلك كله من أول رجل و هو الوالد الشيخ زايد رحمه الله و أسكنه فسيح جناته 

فهو الذي أرسى قواعدها و دعم مسيرتها التعليمية و رسّخ في أذهان الجميع أن المرأة العنصر الهام في بناء الوطن و سُؤدده .

فمهما كانت المرأة طموحة و لها من المواهب الشيء الكثير لن تُخرج كل ذلك لولا أن الرجل كان يحمل لها قناديل المستقبل الباهر ، و يقف لجوارها يُساند مسيرتها و عطاءها للوطن .

( يوم المرأة العالمي ) بمثابة رسالة تُؤكد أهمية كل رجل كان وراء المرأة ، فهو راعٍ لهذه المرأة و مسؤول عنها ، فيحق له التكريم على إنجازاته أيضاً و ليس شرطاً تسمية يوم باسمه لأنه في كل لحظة يُثبت فيها وجود المرأة له حق الثناء علينا ، و النشاطات الإنسانية التي قام بها الرجل في داخل الدولة و خارجها كفيلة بتعريف دور الرجل الإماراتي ، فلن ننسى الشهداء الذين أعطوا أرواحهم للوطن فداء له ، و شهداء الإنسانية الذين راحوا ضحية في إنفجار ( قندهار ) أكبر دليل على أن الرجل الإماراتي أيقونة فخر للمرأة الإماراتية ، و هو رجل الأمن الذي لا تغفل عيناه عن متابعة الدولة و حفظ أمنها ، و هو الوطني الغيور صاحب القلم الذي يكتب دفاعاً عن بلده، و هو القائد الفذّ الذي يمسك بزمام الأمور و هو الأستاذ في الجامعة الذي يقتدي به الجميع في تطّوعه و مساهماته الإنسانية ، و هو الكاتب صاحب القلم الإبداعي الذي يُسّطر حباً في المرأة و يُدافع عن الوطن الذي يضّم كليهما تحت جناح الحرية و حب الوطن ، كل هؤلاء يستحقون تقديرنا و إحترامنا .

إن الإرتباط الوثيق بين الرجل و المرأة يتمّثل في الوعي بحقوقها و تُمثّلها لقوى سياسية و اقتصادية و غيرها في الدولة بتدبير من الرجل و لتتباهى به كمُطوّر لها و راعياً رسمياً لكل فعالياتها الإبداعية .

في هذا النتاج الثقافي الذي أبرز وجودها عالمياً ، و رفع من مكانتها ، أضحت هذه المجالات مُؤطرّة للعمل الإنساني للوطن ، فهي تُواكب العصر بفكرها و ثقافتها و تتجلّى أهميتها كونها الفلسفة الوطنية للرجل فهو يراها محور الإبداع ، و لم يُكلّفها للعمل إلاّ و تتقدمه الثقة في قُدراتها في خلق فرص لها لتتميز به عن باقي بنات جنسها و تكون المرأة الإماراتية حققت إنجازاتها الرائعة في غضون سنين بسيطة ، 

و المجتمع رحّب بوجود المرأة في شتّا المجالات باقتران وجودها مع الرجل الذي خطت خُطاها بتأثير منه دون أن يُؤثّر كلاهما على دور الآخر الطبيعي ، فالمنطق العقلاني يُؤكد أن الرجل و المرأة بمثابة الفاعلية الإنسانية لنمو الحضارات ، فلم توجد حضارة إلّا بوجودهما معاً ، و قد صاغ الشعراء الرجال أجمل ما خطّته أناملهم في حب المرأة و ظهرت أجمل قصائدهم في التغّني بهواها كقارئة للفنجان و بعثت برسالة من تحت الماء و أخرى إلى امرأة مجهولة و غيرها أبدع فيها شاعر المرأة و هو رجل ، و تُوجّت ملكة في عرش دولة و ذُكر اسمها في القرآن صراحةً ، و حُوربت دول لأجل نيّل رضاها ، و اُريقت دماء شعوب في حُبها ، إذن الرجل حمل نجوم السماء ليضعها في يدِ المرأة ، فلولا الرجل لما عرفنا ليلى العامرية و عبلة و لم نقرأ رسائل ميّ زيادة و غادة السمّان و لم نتعّرف على قصص شهرزاد و الفلسفات الفكرية و الإبداعات المتطّورة كلها تعلو من شأن المرأة بتظافر علاقتها بالرجل ، إذ ظلّت المرأة تسبح قرون عديدة في أمواج فلسفة الرجل و تنهل من عطاءه و تُغدق على الجميع حُبّاً و اهتماماً ، و كانت الرُؤى المختلفة لكيان المرأة لا يدنو من كرامتها قيد أنملة فهي في الإسلام المرأة التقيّة و العالِمة و الداعية و نالت كرامتها مُذ جاء هذا الدين و أعطاها الحقوق التي تتمتّع به ، و في دولتنا كان الرجل الإماراتي هو الذي تبّنى هذه الحقوق و صاغها واجبات دستورية تكفل للمرأة الإماراتية الحياة بكل كرامة و إباء ، ألا يحق حينها الافتخار بالرجل الإماراتي و قد تميّزت ( هي ) ب ( هو ) .

فالمرأة الإماراتية تعملقت على يده و لم يتقزّم دوره بُعلّوها بل كان المُؤشر الحقيقي لوجودها في سماء العلم و الفكر و الدين ، و بكل فخر تميّزا معاً بفضل قيادتنا الرجالية و بكل شُموخ و كبرياء رفعت راية الوطن في استشراق المستقبل و صناعته و استئناف الحضارة و كانت الحاضرة في قمة الحكومات و لبّت للشباب نداءاتهم ، و دارت الحوار الهادف و تعالى صوتها للحق ، و كان في الجوار يقف الرجل مُصفّقاً لها دون أن يشعر بنقصه أو استحالة ما يفعله إزاء نجاحها .

كل ما ذكرته يُؤكدّه مُؤشّر ( انسياد ) في أن الإمارات الأولى خليجياً في المساواة بين الجنسين و هذا مُؤشّر يُوضّح فيه مدى العدل القائم بينهما دون ترجيح كفّة على أخرى . 

الرجل و المرأة في دولة الخير حتماً هما بخير ، و نحمد الله على نعمة قادة خير لنا جميعاً .

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل