المحتوى الرئيسى

أوروبا: ما لها وما عليها | المصري اليوم

03/15 00:51

أعجبتنى تلك الرسالة، بما تحتويها من صدق، للأستاذ محمد غنيم، وأظن أنها سوف تروق لكم.

«أوروبا، جنة الكوكب كما دعوتها فى مقالك اليوم، قضيت سنين فيها ويسعدنى أن أهدى لكم تجربتى.

أولا: تختلف الأمور كثيرا إن كنت سائحا أو مقيما، إن كنت سائحا ستتمتع بجمال الطبيعة والنظافة والنظام والتقدم والسلوك المتحضر ولن تتعرض لأى استغلال فى أى مكان بدءا من التاكسى إلى أماكن التسوق. كل شىء سعره واضح ولا فصال وكل شىء مضمون بعد البيع، والاحترام يقابلك فى كل مكان، وستجد بضائع أجود أضعافا مما لدينا وأرخص أحيانا كثيرة، لأن عندنا لا يقنعون بربح أقل من مائة فى المائة. والأوكازيون أوكازيون حقيقى. وألمانيا تحديدا عليك أن تسير دوما ومعك نقود وجاهز للشراء لأن العروض والتخفيضات حقيقية وأنت الرابح دوما. والمعاملات تسير بسلاسة واحترام والصوت العالى من الكبائر هناك، وفى البداية سيسألونك لماذا أنت غاضب أو عصبى؟ ولا يعرفون أنك فى أحسن أحوالك، ولكنها طباعنا ولن نشتريها!.

فى مسكنك لن تسمع أى أصوات، واستخدام (الدُش) بعد الحادية عشرة مساء يعتبر إزعاجا، ومن حق جارك أن يستدعى لك الشرطة.

والجامعات متاحف فى الجمال والهدوء ولن تجد شلل أولاد وبنات حضروا للحب والمغامرات، وبمجرد انتهاء المحاضرة كلٌ يذهب لشأنه.

والزهور فى كل مكان ولن تجد طفلا أو شحطا يقطف وردة أبدا.

وحين كنت فى إنجلترا كانوا يوزعون كتيبات للمواطنين يدعونهم لزراعة الزهور فى شرفاتهم من أجل أن يعود النحل الإنجليزى! ثم يحثونك على أن تزرع فى أقل المساحات المتوفرة لديك داخل البيت ما قد تحتاجه من الخضروات للاكتفاء الذاتى. وأما المكتبات العامة فمكان للاسترخاء ويمكنك الاستعارة لعديد من الكتب فى المرة الواحدة. وهناك استعارة أيضا لأحدث الأفلام «دى فى دى». وتعقد المكتبات ندوات ثقافية ودورات مجانية للكمبيوتر يوميا لمن يرغب. وأما السفر فيمكنك أن تزور ألمانيا من أقصاها إلى أقصاها، أو أى بلد أوروبى بأقل التكاليف التى لا تُصدق. فقط احجز قبلها بفترة وستجد عروضا لا يمكن أن تصدق معها أن الشركة تربح!.

هذا بعض من الجانب المضىء للقمر فماذا عن الجانب المظلم؟

أولا: إن لم تكن لديك زوجة أو صديقة لن تحتمل المناظر المثيرة ليل نهار، وفوق ما تتصور من جمال وفتنة وإغراء وأنوثة. وأجساد بضة عارية بيضاء لذة للناظرين ولكن للعرض فقط! والصيف وما أدراك ما الصيف، لا وجه للمقارنة بين النساء هناك وهنا.

أما عن الترابط الأسرى فلن تجده ولا علاقات بين الجيران أكثر من تحية صباح أو هزة من رأس! وحتى لو صادقت أوروبيا فلن تشعر بالراحة معه فهو عقلية وأنت عقلية أخرى، ومهما كان ودودا فلن تفهمه ولن يفهمك.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل