المحتوى الرئيسى

«المصرى اليوم» ترصد بالصور كواليس «تسمم تلاميذ سوهاج» | المصري اليوم

03/15 19:57

لم يكن يوم أمس يومًا عاديًا فى حياة تلاميذ المدارس الابتدائية بإدارة أخميم التعليمية بسوهاج، وأولياء أمورهم، وفى مدارس قرية الصوامعة شرق تحديدا. فقد تبدل حال هذا اليوم من يوم دراسى عادى للطلاب يتسابقون فيه للحصول على وجبة التغذية المدرسية التى تقدمها لهم المدرسة ويحرص عدد كبير من الأطفال البسطاء على الحضور فى هذا اليوم من أجلها- إلى يوم مثل «كابوساً» لهم بسبب وجبة التغذية.

وبالتزامن مع دقات جرس نهاية «الفسحة» وصعود التلاميذ إلى فصولهم لاستكمال اليوم الدراسى، بعد تناولهم وجبة التغذية المدرسية وبمجرد نهاية الحصة الخامسة بدت علامات الإعياء تظهر على التلاميذ صاحبها أعراض المغص والقىء، ولم يستطع الصغار تحمل الآلام فتعالت أصوات صرخاتهم وبكائهم داخل الفصول لتتبدل حالة السعادة التى كانوا عليها طوال اليوم إلى حالة ألم وفزع وقلق لهم وللجميع.

«المصرى اليوم»، فى هذا التقرير، ترصد وقائع بداية الأزمة وحكايات التسمم الغذائى التى أصابت نحو 3356 تلميذا وتلميذة فى عدد من مدارس المركز ومدارس أخرى بمراكز مجاورة، طبقا لآخر إحصاء رسمى صادر عن مديرية الصحة بالمحافظة، وآراء أولياء الأمور وتصريحات المسؤولين عن الأزمة وصولاً لأبعادها الحقيقية.

فى تمام الساعة الثانية عشرة ظهرًا، كانت إدارة العلاقات العامة بديوان عام محافظة سوهاج تستعد لنزول المحافظ من مكتبه فى طريقه إلى نادى المحليات بمدينة سوهاج، حيث يقام معرض «صنع فى سوهاج 2» من أجل حضور جلسة برلمان الشباب كنموذج محاكاة للبرلمان المصرى، وأثناء ذلك حضر مدير مكتب المحافظ مسرعًا لفريق العمل بإدارة العلاقات العامة قائلا: «تعالوا بسرعة المحافظ نازل رايح مستشفى أخميم.. فى حالات تسمم كتير هناك لتلاميذ من المدارس»، ليسارع عدد من أفراد الإدارة ومعهم مصوران أحدهما يحمل كاميرا فيديو والآخر يحمل كاميرا فوتوغرافيا بالنزول جريًا من أجل اللحاق بركب المحافظ ورصد جولته بالصوت والصورة داخل المستشفى.

فى تمام الساعة الثانية عشرة والنصف ظهرا وصل المحافظ ومسؤولو الجهاز التنفيذى إلى مستشفى أخميم المركزى، والذى كان أول مستشفى يستقبل حالات التسمم الغذائى، وفوجئ المحافظ بأعداد غفيرة من أولياء الأمور وذويهم من رجال وسيدات وشباب فاقت أعداد التلاميذ والأطباء بالمستشفى الذى لم يكن به موضع لقدم من شدة الزحام ولا تسمع به إلا أصوات سيارات الإسعاف المسرعة والمتلاحقة لنقل تلاميذ ظهرت على وجوههم علامات الخوف والفزع أكثر من علامات المرض إلى جانب أصوات مشادات وغضب أطلقها الأهالى، فالكل يسارع لإنقاذ ابنه أو ابنته فقط، مع تواجد مكثف لأطباء وممرضات فاقت الأعداد الغفيرة من التلاميذ وأولياء الأمور قدرتهم على إسعاف وعلاج جميع الحالات التى وصل عددها فى مستشفى أخميم وحده إلى 799 حالة لكنهم تعاملوا معها فى ظل هذه الظروف الصعبة بمهارة وحرفية استحقت ثناء وشكر جميع الحضور.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل