المحتوى الرئيسى

أحمد بابكر حمدان يكتب: أدوات التعارف.. مساحات للتواصل واكتشاف الهوايات | ساسة بوست

03/14 22:38

منذ 1 دقيقة، 14 مارس,2017

«ﻻ ﺗﻤﻜﺚ ﻃﻮيلًا ﺑﺠﺎﻧﺐ ﻓﻜﺮﺗﻚ وهواياتك، نفذها ﻋﻠﻰ ﺃﺭﺽ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ. ﻓﻲ ﺃﻭﻝ ﺍﻷﻣﺮ، ﻗﺪ ﻻ ﺗﺬﻫﺐ ﻓﻲ ﺍﻻﺗﺠﺎﻩ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺤﻠﻢ ﺑﻪ، ﻟﻜﻦ استخدامك لأدوات جيدة والتواصل مع فريق فعال قد يساعدك في التركيز والحصول ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﻓﺮﺹ ﺍﻟﻨﺠﺎﺡ مستقبلًا». صالح عبدالكريم محمد– مدرب

نسخة مطورة من كراسة التعارف

قد تكون مواقع التواصل في جانبها الاجتماعي فكرة مطورة لما كان يعرف بكراسات التعارف في المدارس المتوسطة والثانوية، وقد كانت في أوانها أداة مهمة للتواصل بين طلاب الصف الواحد، أو بين ذوي الاهتمامات المشتركة.

بتصفح موقع التواصل الأكثر شهرة تجد تفاصيل كراسات تعارفنا إلى درجة التطابق، فمن الاسم واللقب وتاريخ الميلاد ومكانه، إلى الهوايات والأنشطة المعرفية والرياضية والوجبات المفضلة، وصولًا إلى الانتماءات الدينية والسياسية. ونشر الطالب بجامعة الملك فيصل بإنجمينا مصطفى أحمد صابون في صفحة مشروع هواياتي على فيسبوك: «كراسة التعارف من مراحل بناء العلاقات مع من حولنا، وتبادل الخبرات والمعلومات والأفكار والاستفادة من تجارب الآخرين». ويهتم طالب الاقتصاد والإدارة بفكرة التعارف الفعال بين زملاء الدراسة، ويعمل على توظيف الأدوات المتاحة للوصول إلى تعارف أكثر جودة وفاعلية.

إلى جانب استخدمه لكراسة التعارف العتيقة، و«جروبات» الفيس، يقول مصطفى: أستخدم نموذج السيرة الذاتية للطالب ASC لذات الغرض، إذ يوفر لنا معلومات مفصلة عن هوايات الطالب، ويصنفها بطريقة جيدة.

تربويًّا، يُوجه اهتمام وجهد كبيرين لأدوات التعارف بين الطلاب لاكتشاف هواياتهم وميولهم، ومن ثم توجيهها وتعزيزها بما يتوفر من برامج وأنشطة داخل المؤسسة التعليمية، أو خارجها عبر التواصل مع مختلف الجهات ذات الصلة بالتوعية، والتنمية، والتدريب.

وتتنوع الأنشطة التدريبية بالمدارس، وتتعدد أساليبها، وإن كانت مشتركة في هدفها العام بتخريج طالب أكثر معرفة بذاته وقدراته، وذي قدرة على المواءمة بينها وبين اتجاهاته المعرفية والمهنية مستقبلًا.

يقول إبراهيم يوسف، وهو طالب تقنية معلومات في جامعة المشرق بالخرطوم: للاهتمام المبكر بهوايات الطلاب وميولهم تأثير جيد في اختياراتهم الدراسية والمهنية مستقبلًا. ونحن بحاجة لمثل هذا الاهتمام الذي يساعدنا في اختيار أفضل ما يناسب قدراتنا وميولنا.

ويقول حسن عبدالله حسب الله، طالب التربية بجامعة كردفان السودانية: «إن ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﻌﻤﻞ عادة ما يبحثون عن ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﻬﺎﺭﺍﺕ ﻭﺍلقدرات كاﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﻭﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﻭﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ، ﺃﻭ ﺣﻞ ﺍﻟﻤﺸﺎﻛﻞ ﻭﺗﺤﻤﻞ الضغوط العمل؛ فإن الأنشطة التربوية يفترض أن تركز ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺪﺭﺍﺕ ﻭﺍﻟﻤﻮﺍﻫﺐ ﻭﺍﻟﻤﻬﺎﺭﺍﺕ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺃﻱ ﺷﻲﺀ آﺧﺮ». ويرى حسن أن السيرة الذاتية نفسها يفترض أن تعد بطريقة احترافية تبرز ما يطمح أصحاب العمل للتعرف عليه. وفي نفس المنحى قال زميله محمد نور طالب الهندسة الكهربائية بنفس الجامعة: «أطمح إلى تطوير موقع إلكتروني يقوم بجمع معلومات المستخدم لإعداد سيرة ذاتية احترافية استنادًا إلى المعلومات التي يتم أخذها منه، وتتصل في معظمها بالمواهب والهوايات والميول المهنية، وتهدف فكرتي إلى تطوير برنامج ASC للسيرة الذاتية للطالب».

وحتى نحقق فاعلية أكبر لأدوات التعارف والتواصل، إليك جملة أفكار قد تكون جيدة:

إننا بحاجة مستمرة إلى التعرف على ملكاتنا وقدراتنا وهواياتنا، وآلية ذلك أن تستخدم أدوات أكثر جودة وحداثة في اكتشافها، ونستفيد من المتاح من الكتابات ذات الصلة، وبرامج التدريب وتنمية القدرات، وإن كانت لنا ملاحظات وتحفظات على بعضها شكلًا ومحتوى. يقول الأستاذ الحاج أحمد الغزالي: معرفتك لميولك وهواياتك بمثابة تقسيم لحياتك وتنظيمها بطريقة تساعدك على الحياة بترتيب تام.

الاهتمام بالتكامل في تنمية مواهبنا المتعددة (ذهنية، بدنية، نفسية) عبر أنشطة متنوعة ومتوازنة. مما جاء في رسالة مجلة حائطية بمكتبة مصعب بن عمير الجامعية بالخرطوم: «صياغة شخصيات متكاملة محبة للحياة والخير والجمال، وذات طموحات معرفية متوازنة، وذلك من خلال خدمة ثقافية تفاعلية غير تقليدية».

الاتجاه إلى تخصص ودائرة منشطية أصغر في إطار هواياتنا واهتماماتنا نفسها؛ لتحقيق مخرجات ونتائج أكثر جودة. والتطور إنما يتحقق بالتركيز في مجال محدد، ومن ثم توسيع دائرة النشاط والانطلاق إلى فضاءات أكبر.

وحتى نتقن هواياتنا ونطورها إلى صور مهنية صغيرة أو كبيرة، سنظل بحاجة مستمرة إلى زيادة حساسيتنا تجاه الوقت وعقارب الساعة لإدارة أنشطتنا بفاعلية؛ فالوقت هو الحياة.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل