المحتوى الرئيسى

''المتحررات من الأمية''.. سيدات من ''فكّ الخط'' إلى الشهادات العليا

03/14 22:17

صباح أمس، عُقد المنتدى الثاني لجائزة المتحررات من الأمية، حيث تم تكريم عشرين سيدة استطعن التغلب على الظروف السيئة، والحصول على شهادات تعليمية، تبدأ من محو الأمية، وتصل لدراسات عليا في مجالات مختلفة، وقدّمت جمعية المرأة والمجتمع، القائمة على المنتدى، مشروعات صغيرة للفائزات، ومبالغ مالية قدرها 2000.

على مدار الشهرين الماضيين عكف القائمون على جميعة المرأة والمجتمع على فرز قصص السيدات المتقدمات للجائزة، إذ تخطى عددهم المائة، وأُرسلت ملفاتهم التعليمية من جميع أنحاء مصر بواسطة العديد من جمعيات المجتمع المدني، ولم تقتصر لجنة التحكيم على أعضاء الجمعية فقط، إذ ترأستها الفنانة سميرة عبد العزيز، وشاركت فيها الفنانة مديحة حمدي.

وتقول سهام نجم، مدير الجمعية، لمصراوي، إن تعب العام تكلل أخيرا بتكريم الفائزات، غير أن ذلك لا يُقارن بنظرات السعادة على وجوههن "بنحس إننا بدعم بسيط للسيدات دول ممكن نغير حياتهم..بنشوف إزاي ناس كان حلمهم يقرأوا بس بقوا دلوقتي قائدات مجتمع".

وعُقد المنتدى بحضور من بعض الوزارات والمؤسسات والمنظمات الإقليمية والدولية المعنية بالتعليم، كما شاركت في الحدث ٣ مؤسسات تنموية.

سيدات عديدات تواجدن في القاعة، من الأقصر، الفيوم، إسكندرية، البحيرة، وغيرها من المحافظات، بعضهن لم تستطع الحضور فأرسلت ممثلا لها لتسلم الجائزة. وفيما جلست الفائزات، بدأت فقرات المنتدى، إذ أدّت فرقة "قال البيت" بعض الأغاني التراثية، مع فواصل تحكي فيها عضوات الفرقة قصص مُختارة للسيدات.

"كنت بذاكر من ورا أبويا.. أستنى لما ينام ولما يروح الشغل.. ورغم الضرب والإهانة.. انا دلوقتي في 2 طب بيطري".. ما أن روت الفتاة على المنصة حكاية تلك الشابة التي لا يُجاوز عمرها 25 عاما، حتى ضجّت القاعة بالتصفيق الحاد،بينما انهمرت دموع صاحبة الحكاية، متذكرة أيام الشقاء التي عاينتها حتى وصلت لتلك اللحظة.

لم تقتصر الجوائز الممنوحة على المصريات فقط، إذ حصدت السيدة الجزائرية، زاهية أيت زقاع، على المركز السادس، بعد حصولها على شهادة محو الأمية عام 2009، ثم شهادة في الفندقة والسياحة، وأخرى لممارسة مهنة التصوير. أما فلسطين فلها جائزة خاصة، حصلت عليها عائشة لطفي، التي تركت التعليم من الصف الخامس الابتدائي، بسبب سوء الأحوال الاقتصادية، لكنها تمكنت من استكمال المشوار.

قبل أن يصل المنتدى لمحطته الأخيرة، حيث تسليم الجوائز، ألقت الفنانة سميرة عبد العزيز كلمة على الحضور، أثنت فيها على الفكرة، قائلة إن اختيار عشرين فائزة من ضمن قصص أخرى، كان عسيرا، إذ أن جميع النساء اللاتي قرأت عنهن مُلهمات، وختمت كلمتها بقول: "إن الأمة لن تنهض طالما بها أميّات. فالنساء يقع عليهن عاتق التربية والتعليم في المنزل".

مازال خطوات الجمعية نحو تمكين المرأة العربية في بدايتها، حسبما تقول سهام نجم لمصراوي. إذ تحتاج الجمعية إلى دعم متواصل لاستكمال برنامج تكريم المتحررات من الأمية "من السنة اللي فاتت لدلوقتي عندنا 180 سيدة متحررة من الأمية"، تضيف مديرة الجمعية أن الاهتمام بهؤلاء السيدات، لا يتوقف على التكريم المادي فقط "بنتابع معاهم عشان نعرف وصلوا لفين في التعليم وبنحاول طول الوقت ندعمهم".

أهم أخبار منوعات

Comments

عاجل