المحتوى الرئيسى

مستقبل الخطاب الجهادي بورقة لمركز الجزيرة للدراسات

03/14 18:12

أصدر مركز الجزيرة للدراسات ورقة بحثية ترصد الأطوار التي ظهر فيها علماء التيار الجهادي، بدءا من أفغانستان وانتهاء بسوريا، حيث تتعرض مقولات الخطاب الجهادي الذي صاغوه لاختبار شديد.

وترصد الورقة المعنونة "علماء التيار الجهادي: الخطاب والدور والمستقبل" التي أعدها الباحث في المركز شفيق شقير، العلاقة الجدلية التي تربط علماء التيار الجهادي بالخطاب الجهادي الذي تأسس خلال حقبة الجهاد الأفغاني، وتصطلح على انقسام الجهادية العالمية عمليا إثر ذلك إلى قسمين: "جهادية حشدية" كان رأسها عبد الله عزام، و"منظمة" كما تمثلت في تنظيم القاعدة.

ولا يزال هذا الاختلاف بتفاعلاته حاضرا في علماء التيار الجهادي، حتى تناسل ثنائيات أخرى إما متمايزة أو متنازعة في سياق التطورات السياسية والعسكرية في الساحة السورية، ويقف على رأس إحداها من جهة، تيار نقدي يمثله أبو محمد المقدسي وأبو قتادة، ويتهمان المخالفين لهما بـ"المميعة" لأنهم يميعون "عقيدة التوحيد" في الساحة الجهادية بإجازتهم أو عدم القول بكفر التحالف مع تركيا في مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية، أو لعدم تحريم المشاركة في مفاوضات أستانا إضافة إلى مسائل أخرى.

ويرد الطرف المقابل لهما من علماء الواقع الجهادي السائد بوصفهم للمقدسي وأبو قتادة ومن معهما بـ"المناهجة"، وأن سبيلهما هذا يقود إلى ما عليه تنظيم الدولة من "تشدد" في المنهج وتهاون في سفك الدماء وإثارة الفتن.

وتقوم الورقة بتحليل أطوار الظهور العلمائي وتجعلها على ثلاث مراحل زمنية، وترى أن الأول منها كان تأسيسيا، والثاني كان استيعابيا للثورات العربية بهدف الاستمرار، والثالث هو ما تشهده المرحلة الحالية من نزاع بين علماء هذا التيار لأسباب من أهمها: الانتكاسة التي تعرض لها الخطاب الجهادي في العراق على يد تنظيم الدولة، وكذلك بسبب عدم ملاءمته للتحديات التي تشهدها الساحة السورية.

ومما تخلص إليه الدراسة أن التيار الجهادي يعيش أزمة في مرجعيته الشرعية، وستنعكس عاجلا أم آجلا على الخطاب الجهادي نفسه وخاصة في الساحة السورية، حيث أخذ "الشرعيون" الجهاديون هناك يطرحون أسئلة كثيرة، منها: ما الجدوى من معادلة المهاجرين والأنصار إذا كانت تأتي بالتكفيريين والمتشددين أكثر من "الجهاديين"؟ وما الجدوى من الجهاد العالمي في الساحة السورية الذي يستهدف أميركا فقط واستعداءها لمنازلتها هناك، في حين أن الأولوية حماية "السُّنَّة" من التطهير السكاني الذي تمارسه إيران؟ وكيف يمكن إدارة مدن حاجاتها ضخمة ومتشعبة وهويتها معقدة، بأمنيين وشرعيين فحسب..؟ وغيرها.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل