المحتوى الرئيسى

الآثار تنهى معاناة رمسيس الثانى

03/14 09:34

بعد انتشاله أمس من المياه الجوفية بالمطرية

العنانى: مؤتمر صحفى بعد غد لشرح عمليات النقل.. وتحويل المسئولين للتحقيق بعد عبث الأطفال بالتمثال

دعاء محمود ـ محمد رجب

أنهت وزارة الآثار أمس معاناة تمثال رمسيس الثانى الذى تم اكتشافه الأسبوع الماضى بالصدفة، على بعد عدة أمتار من أرض «سوق الخميس» بحى المطرية بالقاهرة، على أيدى البعثة المصرية الألمانية، والتى تعمل فى الموقع منذ 10 سنوات، والذى أثار ظهوره وطريقه انتشاله جدلاً كبيراً فى الأوساط المحلية والعالمية.

ورغم أهمية هذه المدينة التاريخية، والتى سميت قديماً بمدينة "أون" وتبلغ مساحتها 26800 متر مربع، فإن معالم الإهمال تبدو واضحة عليها، إذ تتناثر فيها المياه الجوفية وتحيطها كميات لا بأس بها من القمامة، فى ظل غياب التواجد الأمنى أو إنشاء سور يحيطها وذلك لحماية القطع الأثرية، والمنتشرة فى أرجاء المكان وهى نتاج تنقيب البعثة منذ بداية عملها.

«المال» حضرت أمس،عملية انتشال باقى تمثال رمسيس الثانى أقوى ملوك الفراعنة، اختلفت الأدوات والمعدات التى استخدمت لانتشال الرأس، غير أن مسئولى وزارة الآثارأكدوا أن جميع الطرق صحيحة، ولكن الأولى كانت أكثر أماناً على المنطقة.

وتعرضت «الآثار» لانتقادات حادة سواء من خبراء الآثار أو متابعي  صفحات التواصل الاجتماعى، بعد انتشال رأس رمسيس الثانى عن طريق الونش، الخميس الماضى، وتركه كى يعبث به الأطفال والأهالى بالمنطقة، ولكن الوزارة أكدت أن الطريقة التى استخدمت فى انتشال التمثال صحيحة وأمنة.

وأعلن خالد العنانى وزير الآثار، عن اعتزامه عقد مؤتمر صحفى بعد غد، بالمتحف المصرى فى التحرير لتوضيح عملية نقل تمثال رمسيس الثانى، وذلك بعد نقله للمتحف غدا، على متن عربات مجهزة حتى يتم ترميمه وتنظيفه.

وكانت «الآثار» قد دعت وسائل الإعلام أمس الأول إلى حضور عملية انتشال باقى التمثال، بحضور وفد برلمانى من لجنة الثقافة والإعلام بالبرلمان، برئاسة أسامة هيكل رئيس اللجنة.

وأكد العنانى - فى تصريحات صحفية - أنه تم تشكيل لجنة من خبراء الآثار للتحقيق والتوصل لمعرفة ما إذا كان انفصال رأس تمثال رمسيس عن باقى جسده، بسبب خطأ من البعثة التى قامت باستخراجه، أم أن هذا الكسر كان قديماً، مضيفاً أنه تم تحويل المسئولين عن ترك رأس التمثال لعبث الأطفال إلى التحقيق.

وطالب جميع وسائل الإعلام بالتركيز على الجانب الإيجابى فى عملية استخراج التمثالين، لأن ذلك يكون فى مصلحة الوطن، مشدداً على أن هذه الاكتشافات سيكون لها عائد مادى واقتصادى وهو ما تحتاجه مصر خلال هذه الفترة.

وعن المياه الجوفية المحيطة بالمنطقة، أكد أن عملية سحب المياه الجوفية شكلت تحديا إذ كانت تعاود الظهور فور سحبها وترتفع 3 أمتار، مؤكداً أنه تمت الاستعانة بفنيين متخصصين وعمالة من "قفط " بمحافظة قنا.

وقررت «الآثار» عمل كردون أمنى حول المنطقة الآثرية المتواجد فيها تمثال رمسيس الثانى بهدف الحفاظ عليه وحمايته.

وقال طارق توفيق، المشرف العام على المتحف المصرى الكبير، إنه تم استخدام الروافع الميكانيكية لانتشال التمثال، نظراً لثقل وزنه، فضلاً عن انتشار المياه الجوفية بشكل سريع، لافتاً إلى أن المعدة كانت مربوطة بالصبانات، وهى عبارة عن أربطة مصنوعة من الحرير تستطيع تحمل الأوزان الثقيلة.

وأضاف أنه تم استخدام 9 صبانات، وهى كمية كبيرة وأكثر من المعتاد، منوهاً بقدرتها على تحمل نحو 20 طنا، مشددا على أن عدم استخدام هذه الأدوات عند استخراج رأس التمثال راجع إلى أنها كانت مغطاة بطبقة سميكة من الطمى، وهو بمثابة حماية لها، وبالتالى كان استخدام اللودر هو الوسيلة الأنسب.

ولفت إلى أن البعثة قامت بعدة محاولات لشفط المياه الجوفية عن طريق مواتير وخراطيم، ولكن كانت كميات المياه تزيد، متابعاً أنه خوفاً على أرواح المواطنين وسلامة الأثر لم تستطع الوزارة سحب المياه بشكل متواصل وسريع حتى لا تخلخل التربة.

وعن مصير التمثال، أكد أنه سيتم نقله لإدارة الترميم بالمتحف المصرى فى التحرير لتنظيفه، موضحاً أن التمثال لا يحتاج إلى عمليات ترميم كبيرة، نظراً لتواجده فى مياه قلوية وليس حمضية، مشيراً إلى أن الوزارة تدرس حالياً إمكانية نقله إلى المتحف المصرى الكبير، لترميمه ليكون ضمن سيناريو العرض المتحفى، والذى من المتوقع افتتاحه جزئيا خلال عام 2018.

وقال أحمد ثروت، مفتش آثار مرافق للبعثة المصرية الألمانية، إن البعثة تقوم حالياً بتحليل طبقات الأرض المجاورة للموقع الذى تم اكتشاف تمثال رمسيس الثانى به، لمعرفة طبيعة الأرض والتأكد من أثريتها من عدمه قبل عملية التنقيب وذلك لعدم ضياع الوقت والمجهود.

وأكد أن عمليات الحفر تحت الأرض وصلت إلى مستوى المياه الجوفية بنحو مترين ونصف، ومن المقرر حصول وزارة الأوقاف على الموقع بعد انتهاء عمل البعثة، نظراً لأنها المالك الرئيسى له ووزارة الآثار جهة إشرافية فقط، لافتاً إلى أن هناك تعد من الأهالى والبلطجية ومافيا الأراضى على هذه المواقع.

ولفت إلى أن عشوائية المنطقة وكثافتها السكنية، بالإضافة إلى انتشار الجهل والفقر أدى إلى غياب الوعى الأثرى لدى الأهالى، موضحاً أن هذا الأمر من الصعوبات التى تواجه فريق البعثة.

واعترف بأن فكرة استخراج رأس تمثال رمسيس الثانى فيها بعض الخطأ، ولكنها نفذت بالشكل الصحيح، مستنكراً الهجوم على وزير الآثار من داخل الوزارة رغم سلامة رأس التمثال وعدم تجريحها.

وأشار إلى أنه بعد انتشال رأس التمثال، تم وضع قطع خشبية وفايبر وترميم للأذن، حتى لا تتعرض للصدمات، مطالباً بعدم الانسياق وراء الشائعات والتركيز على أهمية الحدث.

وعلى مسافة قريبة من موقع الكشف الأثرى، يظهر كشك خشبى، وهو المكان الذى يمكث فيه أربعة حراس يتناوبون الحراسة على مدار اليوم، بهدف تأمين الموقع ومنع العبث به.

أهم أخبار اقتصاد

Comments

عاجل