المحتوى الرئيسى

يا جوليا يا مرات الكل يا مزبلة!! (3) | المصري اليوم

03/14 01:16

كان تأثير مرافعة السير «مارشال هول» البارعة، التى برأت «مرجريت ميلر» وتجرأت على الشرق ورجاله، تأثيراً كبيراً ومؤلماً علينا كشرقيين، وكان هذا متوقعا فى نفس الوقت، حتى إن الأستاذين «عبدالفتاح رجائى» و«عبدالرحمن البيلى»- المحاميين المصريين اللذين وكلتهما أسرة القتيل لمساعدة ممثل الاتهام فى إثبات التهمة ضد القاتلة والعمل على الدفاع عن سمعة المجنى عليه- قد نصحا شقيقته «عائشة فهمى» وزوجها الدكتور «أحمد سعيد» بألا يحضرا جلسة النطق بالحكم، لكى يتوقيا الاستماع إلى قرار البراءة، وما سوف يعقبه من ردود أفعال شامتة، فاستجابا للنصيحة.. كما ذكر ذلك مراسل الأهرام فى لندن، وأضاف أن «على المصريين أن يتوقعوا حملات شديدة عليهم فى الصحف الإنجليزية خلال الأسابيع القادمة».

وقد لقى «مارشال هول» ما يستحقه من هجوم الصحف المصرية، على نفس المستويات التى هاجم بها المصريين والشرقيين، فقد سخرت منه وشككت فى مصداقية ما قاله، باعتباره أجيرا ينطق بلسان الذين ملأوا جيوبه بالمال، وقد سخر منه الزجال «بديع خيرى» مستعيرا مطلع أغنية «داود حسنى» الشهيرة (قمر له ليالى) قائلا: حمار له مخالى/ يبرطع لم يبالى/ ع الركاب يعفر/ إخيه جته نيلة/ فكرنى بمحامى/ راح طبعه حامى/ فى لندن شتمنا/ وازداد فى النعيلة.. يعمل إيه جنابه/ مالقاش فى جرابه/ غير إنه يشلق، والمقصود وسيلة/ راح قاعد وقايم/ وعاملنا بهايم.. وأتاريه سير بولاقى/ من الصنف الشلاقى/ إن فرش الملاية/ تتبهدل قبيلة.. وفلوس الولية/ رنتهم جميلة/ بتطرطق ودانه/ وبتسحب لسانه/ والقرش المسوجر/ تنداس به الفضيلة.. والبت القبيحة/ جلابة الفضيحة/ اللى تقتل عينى عينك/ وتقول لك قتيلة..

وواكبت هذه الحملات الصحفية المصرية بيانات شجب وبرقيات احتجاج أصدرها الأفراد والجماعات ضد المحامى سليط اللسان.. وكان أول من بادر إلى اتباع هذا الأسلوب هو الأستاذ «يوسف وهبى»- الممثل المسرحى ومدير فرقة «رمسيس»- إذ نشر فى صباح يوم 16 سبتمبر 1923 برقية يحتج فيها باسمه نيابة عن جميع ممثلى وممثلات مصر «على التنديد والإهانات التى وجهتها جرائد إنجلترا إلى الشعب المصرى فى حادثة المرحوم (على بك فهمى)، ويؤلمنا جداً تعديها على كرامة الشرق ووصفه بأخلاق هو برىء منها، ونرجو من حكومتنا الاحتجاج على ذلك». (ربما تكون هذه البرقية الاحتجاجية التى أرسلها الفنان «يوسف وهبى»، والتى لم تهتم بها الإدارة البريطانية والحكومة المصرية، هى سبب نشوء العلاقة اللاحقة بين الفنان وأخت القتيل «عائشة فهمى»، والتى انتهت بالزواج، وهذا ما سنعرفه فى حينه).

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل