المحتوى الرئيسى

التنقيب عن الذهب بأسوان.. هل تكون الشركات الوطنية بديلا للأجنبية؟ | ولاد البلد

03/13 23:42

الرئيسيه » بين الناس » تحقيقات » التنقيب عن الذهب بأسوان.. هل تكون الشركات الوطنية بديلا للأجنبية؟

لم يكن التنقيب السطحي عن الذهب معروفا في الصحراء الشرقية بمصر حتى عام 2010 حينما بدأ السودانيون في التنقيب عن الذهب في بلادهم بواسطة أجهزة الكشف عن المعادن، حيث انتقلت هذه التجربة تدريجيا إلى مصر، وبعدها بدأ كثيرون من أبناء قبيلة العبابدة والبشارية المقيمين بأسوان في البحث عن الذهب .

يروي الشيخ عوض هدل، رئيس جمعية العبابدة والبشارية في أسوان، بداية ظاهرة التنقيب عن الذهب  في أسوان والبحر الأحمر، التي انتشرت بشكل ملحوظ في السنوات الماضية، مؤكدا أن شباب قبيلة العبابدة والبشارية المنتشرين في الصحراء الشرقية هم الذين بدأوا عمليات التنقيب بالعلاقي، نظرا لخبراتهم الكبيرة في التعامل مع دروب الصحراء وتحمل المخاطر الشديدة التي قد تواجههم أثناء التنقيب عن الذهب، ولكن في الوقت نفسه تعرض بعض الشباب للموت عطشا أثناء البحث عن الذهب، بعد أن يضلوا الطريق والبعض الآخر تعرض لمطاردة السلطات والحبس لمدة عام وغرامة قدرها 20 ألف جنيه، نظرا لأن التنقيب عن الذهب يقع في مناطق عسكرية محظور التواجد فيها .

ويوضح “هدل” أن الفترة الماضية شهدت انفراجة كبيرة بعد وقوع عدة حوادث لشباب العبابدة والبشارية، حيث بدأ تقنين أوضاع الباحثين عن الذهب بإنشاء شركة شلاتين، لتكون صاحبة الامتياز للتنقيب عن الذهب في الصحراء الشرقية، وبدأت هذه الشركة في استخراج تصاريح للراغبين في التنقيب عن الذهب بالتنسيق مع مشايخ العبابدة والبشارية، مقابل دفع رسوم محددة، علاوة على حصول الشركة على نسبة من الذهب الذي يتم استخراجه، الأمر الذي أدى إلى توقف الحوادث المؤسفة التي كان يتعرض لها الشباب، الذي كانوا يقومون بالبحث عن الذهب بدون ترخيص من شركة شلاتين، حيث كان يتم تحرير محاضر تسلل لهم ومحاكمتهم.

ويضيف رئيس جمعية العبابدة والبشارية في أسوان أن عملية البحث عن الذهب العشوائي تتم من خلال مجموعة من الشباب وليس بشكل فردي  بحيث ينطلق 5 أو 6 شباب أو اكثر في سيارة نصف نقل إلي العلاقي، بعد أن يحصلوا على التصاريح المطلوبة من شركة شلاتين وبحوزتهم أجهزة البحث عن الذهب وكميات كبيرة من الأطعمة والأغذية والمياه التي تكفيهم لبضعة أيام في قلب الصحراء بالعلاقي، مشيرا إلى أن عملية البحث عن الذهب تحدث عن طريق استخدام أجهزة البحث عن المعادن التي تكتشف المعدن على حوالي نصف متر في باطن الأرض وتصدر رنينا معينا، وبعدها يحفر الشاب في الأرض حتى يصل إلى جزيئات الذهب التي قد تكون ملتصقة بالحجارة ولها أسماء متعددة وفقا لحجمها، منها اسم نموسة أو جنزبيلة أو بطاطساية، مضيفا أن في أحيان كثيرة يرن الجهاز، وحينما يحفر الشاب في الارض يجد قطعة حديد أو صفيح لأن الجهاز يرن على أي معدن سواء كان ذهبا أو غيره.

وويتابع “هدل” بأن تصريح البحث عن الذهب كان يصدر في البداية بالتسيق مع مشايخ العبابدة والبشارية باعتبارهم الأكثر دراية بالمنطقة، كما أن شباب العبابدة والبشارية لديهم خبرة كبيرة بالدروب والمدقات ومسالك الجبال وآبار المياه في العلاقي، وكان مشايخ القبيلة مسؤولون عن أي تجاوزات قد تحدث، ولكن مع مرور الوقت أصبحت التصاريح تصدر لأي شخص بعد استيفاء الأوراق المطلوبة،

مؤكدا أن عمليات التنقيب عن الذهب لا تحدث أي تلوث في البيئة نظرا لأن عادات وتقاليد العبابدة والبشارية الموجودين في العلاقي تحث على الحفاظ على البيئة، فلا يقطع أحد منهم شجرة أو يحرقها أو يلوث المياه، باعتبار الماء شيء مقدس لدى أبناء القبيلة .

ويضيف الشيخ محمد شريف، شيخ مشايخ العبابدة والبشارية، أن شركة شلاتين تسمح أيضا بالتنقيب عن الذهب عن طريق تخصيص مساحة من الأرض لشركات صغيرة تقوم فيها بالتنقيب بواسطة المعدات الثقيلة وتكسير الأحجار التي تحمل جزيئات الذهب ثم طحنها واستخراج جزئيات الذهب منها بطريق فنية معينة .

ويضيف “شريف” أنه توجد بالفعل عدد من الشركات الصغيرة التي تعمل في التنقيب عن الذهب بواقع 3 شركات في شلاتين و6 شركات في وادي العلاقي، وكل فترة تعلن شركة شلاتين عن طرح مساحات جديدة أمام المستثمرين للتنقيب فيها، مشيرا إلى أن إنشاء شركة شلاتين وتقنين أوضاع البحث عن الذهب أنقذ العديد من الشباب من الحبس بسب تواجدهم في مناطق محظورة بدون تصريح في السابق، كما أنقذ الشباب أيضا من الموت عطشا إذا ضلوا الطريق في الصحراء أثناء البحث عن الذهب أو هربا من السلطات قبل إنشاء الشركة .

ويشير شيخ مشايخ العبابدة والبشارية إلى أن أبناء العبابدة والبشارية قاموا بإنشاء العديد من شركات التنقيب عن الذهب، ولكن هذه الشركات غير مفعلة على أرض الواقع، نظرا لعدم وجود إمكانيات مادية، مطالبا بأن تقوم الدولة بتوفير بعض التسهيلات لكي تزداد عمليات استخراج الذهب وهو الأمر الذي يعود بالإيجاب على خزينة الدولة وعلى الشباب أيضا ويتيح فرص عمل جديدة لهم .

من جانبه، يقول المهندس محمد عبد ربه، نائب رئيس جمعية المستثمرين، في أسوان ورئيس شعبة التعدين بالجمعية، أنه يوجد 130 موقعا لاستخراج الذهب في الصحراء الشرقية، من بينها مناجم ذات احتياطي استيراتيجي محدد، ومناجم أخرى كانت تعمل في عهد الإنجليز، مضيفا أن التنقيب العشوائي عن الذهب، الذي يسمي بالرسوبيات، هو عبارة عن جزيئات للذهب تأتي مع السيول أو بسبب التحولات الجيولوجية وتنجرف من ماكنها الأصلي إلى أماكن أخرى ويكون العثور عليها عن طريق الصدفة وليس بطريقة عملية محددة .

ويتابع بأن كميات الذهب التي يتم استخراجها يوميا عن طريق البحث العشوائي تقدر بحوالي 30 كجم في المتوسط، وهناك بعض الأماكن التي يستخرج فيها نحو 100 كجم يوميا بأجهزة عادية للغاية،

مؤكدا أن عمليات استخراج الذهب أساسا لا تحتاج إلى تكنولوجيا عالية والمهم فيها هو وجود الذهب نفسه، كما أن جميع دول العالم مثل أمريكا وجنوب أفريقيا  تسمح للأفراد باستخراج الذهب بدون قيود، لذا يجب أن نعتمد على الشركات المصرية والوطنية في استخراج الذهب بدون أي اعتماد على شركات أجنبية، أو على الأقل نستعين باستشارين من أصحاب الخبرة فقط في استخراج الذهب لفترة معينة، معتبرا أن منح شركات أجنبية حقوق امتياز التنقيب عن الذهب سوء فهم أو سوء نية – علي حد قوله.

ويقول المهندس “عبدربه” أن منجم أم القرايات في العلاقي يعتبر من أكبر المناجم التي توجد فيها احتياطات كبيرة للغاية من الذهب، وكان الإنجليز يستخرجون منه الذهب أثناء احتلالهم مصر، حيث كان يصدر مباشرة إلى لندن، لذا فإننا نقترح بأن تسند عمليات استخراج الذهب في هذا المنجم إلى سلاح المهندسين بالقوات المسلحة لأن هذا المنجم يقع في منطقة حدودية .

ويقترح “عبد ربه” قيام المصانع المصرية بإنتاج معدات المحاجر والمناجم بدلا من استيرادها من الخارج بمبالغ كبيرة لأننا في احتياج شديد لها، نظرا لتمتع أسوان والبحر الأحمر بصفة خاصة بموارد طبيعية هائلة واحتياطات كبيرة من الرخام والجرانيت والمواد المحجرية الأخرى، كما أن تصنيع هذه المعدات ليس صعبا أو مكلفا.

ومن جانبه، يقول اللواء مجدي حجازي، محافظ أسوان، أنه توجد كميات كبيرة من خام الذهب في محافظتي البحر الأحمر وأسوان، وخلال الفترة الماضية بذلت الدولة جهودا كبيرة من أجل تقنين عملية البحث عن الذهب لتكون بشكل قانوني وحتى يتم تحقيق أكبر قدر من الاستفادة منه.

ويضيف المحافظ أنه تم عقد اجتماع مع المواطنين الذي يعملون في مجال التنقيب عن الذهب ولديهم رغبة حقيقية للعمل في النور وليس في الخفاء، وذلك حتى لا يتعرضوا لأي ملاحقات أمنية حينما يتم عملهم تحت مظلة الدولة، حيث يتم حاليا دراسة الأماكن التي سيتم تخصيصها للشركات التي ستعمل في مجال البحث عن الذهب والأشخاص الذين سيعملون معها .

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل