فاتن حمامة تتحدث إلى زينب عبدالرزاق! | المصري اليوم

كتبت الصحفية والكاتبة المتميزة زينب عبدالرزاق فى كتابها «فاتن حمامة» تصفها كالآتى: «هى موهبة التزام.. احترام.. أصالة وصدق.. اختيار وإصرار.. بناء ذاتى دؤوب ومحسوب.. علامة وأكثر.. فلا يقاس الفنان إلا بحجم وعمق ما تركه فى نفوس جمهوره.. وهى قد تركت الفيض الكثير.. هى اللؤلؤة التى ستبقى مضيئة فى الذاكرة إلى زمن بعيد»؛ ومما لا شك أن هذا الذى كتبته زينب عبدالرزاق هو بحق أروع ما كتب فى وصف سيدة الشاشة العربية الراحلة العظيمة فاتن حمامة. وتحكى زينب عن سر حواراتها مع فاتن حمامة، فتعود بنا إلى عام ١٩٩٦ عندما قامت بالاتصال بالفنانة فاتن حمامة لتقول لها إنها قامت بإجراء حوار مع مصطفى أمين نشر فى خمس حلقات بـ«نصف الدنيا»، وأنها - أى زينب - تحلم بإجراء حوار مع فاتن حمامة التى ردت عليها على الفور بأنها تابعت حوارات مصطفى أمين بـ«نصف الدنيا»، وطلبت من زينب مقابلتها فى اليوم التالى للمكالمة التليفونية. كان من الواضح أن زينب بصدقها وأمانتها وطبيعتها الهادئة استطاعت كسب ثقة فاتن حمامة التى أعطتها العديد من الحوارات النادرة.

الكتاب مهم لسببين رئيسيين: أولهما أن الكاتبة زينب عبدالرزاق اعتمدت وبشكل رئيسى على مصدر رئيسى وواحد عن شخصية كتابها، وهو فاتن حمامة نفسها، تتحدث عن وجهة نظرها فى الفن والسينما والسياسة والحياة وذكرياتها الحلوة وتجاربها المريرة. أما السبب الثانى فهو أن الكاتبة توارت عن المشهد ولم تحاول التدخل بأى شكل لفرض أسلوبها أو حبكتها ككاتبة صحفية؛ ويبدو أن ما كان لديها من حوارات نادرة مع سيدة الشاشة العربية أعظم من أن يحتاج إلى حبكة أو أسلوب كاتب أو صحفى. نجحت زينب عبدالرزاق فى أن تقربنا أكثر وأكثر إلى شخصية إنسانية عظيمة لا تقل بحال عن الشخصية الفنية العظيمة لفاتن حمامة.

تحدث عن فاتن حمامة أصدقاؤها وزملاء الفن وأفراد من العائلة، إلا ابنها طارق، الذى أعرف أنه يرفض تماما الحديث عن أبيه عمر الشريف أو أمه فاتن حمامة، ولذلك نأى بنفسه عن سهام الإعلام وظل بعيدا عن دائرة الضوء وضريبة أن تكون ابنا لفنان مشهور وفنانة غزت قلوب كل العرب. لقد تقابلت وفاتن حمامة مرتين! المرة الأولى عندما دعتنى إلى الجلوس على مائدتها وهى بصحبة زوجها الإنسان النبيل الدكتور محمد عبدالوهاب بعد أن رأتنى مصادفة أتناول الغداء فى نفس المطعم أثناء عطلة قصيرة بالساحل الشمالى. وكانت المرة الثانية فى منزل الفنانة إيمى معتوق؛ وصدق الكاتب الكبير يوسف إدريس، الذى وصف فاتن حمامة بقوله: «تأمل أى صورة لفاتن حمامة أو شاهد لها أى فيلم، وثق بأنك ومن أول لحظة ستقف إلى جانبها وتتحمس لها، لا لجمالها وأناقتها، ولا لأى من اعتبارات الجنس والإثارة.. ففاتن نوع آخر من الممثلات.. ممثلات العطف!».