المحتوى الرئيسى

صلاح سالم: العلمانية الرافضة للديانات هُزمت

03/13 20:58

نعاني من غياب واضح لدور الدين رغم نزعة "التأسلم" السائدة

رأس المال الديني يحرك الأحداث في مجتمعاتنا 

افتتح الكاتب الصحفي صلاح سالم،  فعاليات ندوة "التعددية الثقافية و التعايش السلمي" التى ينظمها الصالون الثقافي التابع لقطاع شئون البيئة وخدمة المجتمع بكلية الآداب جامعة عين شمس.

وقال سالم، في كلمته بالندوة، إن الإنسان في القديم كان يعتبر أي ظاهرة طبيعية نتيجة أفعال سحرية أو شيطانية، إلى أن جاءت العلمانية لتنزع السحر من كل تلك الظواهر و تلقيها على العقل، مكملًا: "هنا نكتشف أن الصراع بين الدين والعلم عبثي، حيث أن ثوابت الإيمان التي جاءت في الأديان السماوية أرست مفهوم أن كافة الظواهر الطبيعية التي تحدث تحكمها قوانين داخلية تخضع لإرادة إله واحد فقط متسامي فوق هذا العالم الذي نعيشه، لتحدث الطفرة النوعية فى مفهوم البشر ليتحول العالم إلى منظومة شاملة متكاملة تخضع لقوانين ثابتة وضعت بعناية إلهيه محكمة، فارتقى العقل البشري بظهور الديانات السماوية التوحيدية".

وأشار الكاتب الصحفي، إلى أن بداية ظهور مفهوم السلطة قبل ظهور الأديان السماوية يعتمد على ترسيخ مفهوم الإيمان بالإله الحاكم، ممثل في الكهنة و المعبد، ومن ثم ولدت العلاقة المعقدة بين فكرة أن الكاهن هو صاحب السلطة لتتحول إلى أزمة أبدية للعلاقة بين السلطة و الدين حتى يومنا بأشكالها المتنوعة، فالكاهن يبرر للحاكم و الحاكم يغدق الكاهن بالأموال و الحماية، مؤكدًا أن علمانية السلطة جاءت لتنزع صفة الحكم عن أي سلطة فى الأرض سوى إرادة الشعب، وهذا هو مفهوم علمنة السلطة.

و تابع: "إن علمنة الإنسان ما هي إلا عرض سلبي ففى القرن التاسع عشر بعد الثورة الصناعية ساد معتقد خاطئ بعد بلوغ الغرور الإنسانى أن العقل العلمى يستطيع تفسير أى ظاهرة في الكون بشكل مُطلق"، مشيرًا إلى أن العلمانية المطلقة التى كانت ترمز إلى رفض الديانات هزمت فى فرنسا وتركيا، لأنه عندما تحولت المجتمعات إلى نظم ديمقراطية وأصبحت تعتمد على كل تعاليم الديانات السماوية كالتسامح وأحكام الضمير ورد الحقوق لأصحابها وتحريم الزنا والخمور وكل ما جاءت به الديانات السماوية، واكتشف علماء الفلسفة أن المجتمعات لا يمكن أن تحيا بدون الرجوع إلى مذهبية دينية ولكن فى نفس الوقت لا يمكن أن تستمر المجتمعات معتمدة على الدين فقط من دون العلم.

وأكد أن الدين ظاهرة ملهمة تمنح الإنسان شعورًا بقيمة الحياة و مغزى لوجوده، ولكنها لا تحكم تفاصيل المجتمع، متابعًا: "أسئلة الدين هي شمولية عما قبلنا وماذا بعد حياتنا ونهاية الزمان وأدلة العلم هي الكم والكيف والاعتماد على أمور عينية خالصة، ولأن الإنسان لا يمكن أن يحيا بدون ديانات فانتصرت الأديان السماوية على العلمانية الشاملة التى لا تؤمن بوجود ديانات في كل الحضارات على مستوى العالم، حيث أن العلمانية جاءت لتسحب صلاحيات رجال الدين التى تسيطر على مقاليد الأمور في كافة الديانات سواء الكنيسة أو الجامع أو المعبد، فلا يملك أى كاهن أو رجل دين صلاحية غفران الذنوب للإنسان أو مفاتيح دخولة إلى الجنة بمجرد أن يتبع رجال الدين في أفعالهم التى تعتمد على إراقة الدماء".

وأكمل: "في مجتمعنا العربي اليوم نعاني من غياب واضح لدور الدين بالرغم من نزعة التأسلم السائدة في مجتمعاتنا العربية و المتمثلة فى الإلتزام بعادات مثل إرتداء أنواع معينة من الثياب مع غياب المضمون المتمثل في إتباع قواعد الدين الأساسية المتمثلة في التسامح و الصدق و طهارة القلب قبل الثياب و ما إلى ذلك من عادات أصبحت شبه روتينية بفعل نقص إيمان الأفراد بشكل صحيح بمفهوم الدين، مشيرًا إلى أن رأس المال الديني هو ما يحرك كل الأحداث و الصراعات فقط في مجتمعاتنا العربية اليوم في ظل غياب القوة الروحانية التى تهذب الأخلاق".

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل