المحتوى الرئيسى

في بلاد المهجر.. "الحرب" مازالت تطارد السوريين

03/13 13:39

رغم هروبهم من الحرب، ولجوئهم إلى بلدان أكثر أمانًا، مازالت الحرب تطارد أهالي سوريا الفارين من جحيم القتال إلى العديد من بلدان المهجر.

فالمهاجرين السوريين ببلدة كيليس التركية قرب الحدود السورية، يعانون من أثار نفسية بالغة جراء الحرب في بلادهم،ما دفع منظمة أطباء بلا حدود لتقديم الدعم النفسي لهم، بالتعاون مع منظمة "سيتيزينز أسمبلي" التركية غير الحكومية.

وتقول المنظمة إنها تدير عيادة تقدم الرعاية الصحية الأولية للأشخاص الهاربين من سوريا في مجال الصحة النفسية والدعم النفسي الاجتماعي.

كارولين ويللمن، الاستشارية التقنية في منظمة أطباء بلا حدود في مجال دعم الصحة النفسية للاجئين السوريين، تقول إن فريق الصحة النفسية يحاول تقديم الرعاية النفسية للسوريين بشكل دوري وتحديد أولئك الذين يحتاجون إلى متابعة إضافية من قبل طواقم المعالجين النفسيين.

وأكدت أن العديد من هؤلاء الأشخاص وصلوا إلى تركيا منذ عدة سنوات وشعورهم الحاد بانعدام الأمن قد تقلّص، لكن رغم ذلك فما زال هناك عدة عوامل تؤثّر على صحتهم النفسية، فقربهم من الحدود يمكنهم من سماع صوت القصف المدفعي الآتي من البعيد.

وتابعت: "كل واحد هنا لديه عائلة أو أصدقاء داخل البلاد، بعض منهم لم يسمعوا عنهم منذ وقت طويل، وبعض آخر يروي لهم قصصاً مفجعة عن الحياة اليومية داخل بلد لا زال في خضم الحرب.

وتشير كارولين إلى مواجهتهم للعديد من تحديات الحياة في بلد غريب عنهم، فقد بات سكان كيليس اليوم يتألفون تقريباً من أعداد متساوية بين السوريين والأتراك، لكن بالنسبة إلى العديد من اللاجئين السوريين، يبقى التأقلم في بلد ليس موطنهم صراعاً، فظروف الحياة يمكن أن تزيد من التوتر أيضاً فبعض بيوتهم تكون مريحة نسبياً وأحياناً أخرى تتمثّل بمواقف سيارات تحوّلت إلى مساحات سكنية، ومع نقص الخصوصية من غير المفاجئ أن تتأثر صحة اللاجئين النفسية.

أخبرتني طفلة تبلغ من العمر عشرة أعوام- والحديث لازال على لسان كارولين- أنها تريد أن تصبح مدرّسة، فبدأت والدتها بالبكاء وشرحت لي الأم أنها تعتبر التعليم أكثر الأدوات أهمية التي يجب إعطاؤها لأطفالها في المستقبل، لكن لديها قلق متواصل من الصعوبات المادية التي تجبرها على إخراج أطفالها من المدرسة وإرسالهم للعمل.

هذا ما هو إلا مثال واحد عن تأثر الأطفال، حتى وإن كانوا بالكاد يتذكرون بلدهم الأم. وتذكر أم أخرى أن الألعاب التي يلعبها أطفالها تغيّرت مع الوقت وباتت اليوم تتضمن المسدسات والطائرات الحربية، ما يعكس نظرة الأطفال للحياة اليومية.

في سياق متصل قالت الدكتورة سوسن فايد، أستاذ علم النفس، إن أطفال سوريا يحتاجون مناخًا صحيًا مختلف يحتوي على بعد قيمي وثقافي، فضلاً عن التنفيس عن طاقتهم من خلال عرض هواياتهم ومواهبهم، ويبدأون للتعرض لألوان من الثقافة والقيم والفنون التي تشكل وجدانا يصلح من سنوات الألم والعنف.

ودعت فايد من خلال "مصر العربية" إلي قيام متخصصين في علم النفس والاجتماع في جميع البلدان التي هاجر إليها السوريون، بدراسة حالات الأطفال وتقسيمهم لمراحل عمرية ودراسة التجارب التي مروا بها ووضع خطط علاجية لهم والتي لابد أن تشمل البعد الرياضي والديني والروحي.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل