المحتوى الرئيسى

نازحو الموصل.. رحلة البحث عن فرصة أخيرة للنجاة

03/13 12:34

يلملمون شتات منازلهم، ومن تبقى لهم من أفراد أسرتهم، تاركين خلفهم أحلاما خفتت ظلالها، وذكريات شوهتها كوابيس الحروب، يمرون عبر طرق الموت للبحث عن فرصة أخيرة للنجاة.. هكذا حال نازحي الموصل في العراق، والذين يفرون من ويلات القتال.

ومع تواصل المعارك الدائرة في مدينة الموصل تستمر معاناة النازحين العراقيين الذين يدفعون يوميًا ضريبة قتال لم يشاركوا فيه، فالعائلات العراقية الهاربة من القصف العشوائي للمنازل، يتعرضون في كل لحظة للموت خلال رحلتهم المظلمة.

وبعد 20 يومًا من بدء عملية استعادة غرب الموصل، زادت أعداد النازحين، حيث قالت وزارة الهجرة العراقية إن عدد النازحين منذ بدء العملية بات أكثر من 250 ألف نازح.

وانتقد وزير الهجرة العراقي جاسم محمد الجاف جهود الأمم المتحدة لمساعدة النازحين، مؤكداً أن الجهود الإغاثية مع نازحي الساحل الأيمن للموصل لا تتلاءم مع هذه الأعداد الكبيرة من النازحين وبالسرعة المطلوبة.

وأعلنت الأمم المتحدة في بيان أنها "قدمت مساعدات إلى العراقيين النازحين بسبب المعارك الجارية منذ نحو 5 أشهر، وتعمل في أسرع ما يمكن لمساعدتهم".

وقالت منسقة الشؤون الإنسانية في العراق ليز غراندي إن "أولوية الفرق الإنسانية هي التثبت من توافر إمكانات كافية في مواقع الطوارئ، للتعامل مع أعداد المدنيين الذين يفرون من الجانب الغربي للموصل".

وعلى الرغم من فتح ممرات آمنة وفتح مخيمات طارئة إلا أنّ النازحين يقولون إن هذه المخيمات تفتقد لأبسط مقومات الحياة أمام شح الدواء والمواد الغذائية فضلاً عن الأوضاع السيئة للطقس.

ويتهم الكثير من النازحين المنظمات الدولية بالتقصير في الاستجابة لمطالبهم وتحمل مسؤولياتها القانونية تجاه هذه المأساة الإنسانية، فيما أعرب آخرون عن اعتقادهم بأن هذه المنظمات تتصرف معهم ببرود  وتتفرج على مأساتهم من منطلق عنصري وطائفي كون غالبيتهم من المسلمين.

ويروي النازحون من الموصل هول المعارك التي ما زالت تدور داخل مدينتهم، سواء عن استهداف المدنيين الفارين من المناطق الغربية، أو حجم الدمار الذي يسببه القصف.

بعض من هذه الشهادات ينقلها مئات الجرحى الذين أصيبوا بنيران المتحاربين داخل الموصل، ويصلون تباعا إلى مستشفيات أربيل.

 يقول وليد أحمد أحد النازحين واصفا الوضع الذي فر منه "جهة تضرب جهة، ويقع الأمر فوق المدنيين، ولا أحد يعلم من أين يأتي القصف، فالنار تأتي من كل الجهات، والناس مجبرون على السكوت والصبر". وفقا للجزيرة.

أما أبو أحمد فيقول "الجيش يقصف داعش و داعش يقصف الجيش، وكل النيران على رؤوسنا فنحن في الوسط، وهناك عمارة كبيرة ليس فيها سوى مقاتل واحد أو اثنين، لكنها دمرت بالكامل، إنه خراب كبير ولا حول ولا قوة إلا بالله".

المحلل السياسي العراقي أحمد الملاح، قال إن الوضع في المخيمات مأساوي  والأعداد تتوافد بالآلاف يومباً، كما أن الإمكانيات الإغاثية ضعيفة مقارنة بحجم الحاجة، لافتاً أن الأهالي يخرجون من مجاعة وحصار ليجدوا أنفسهم في مخيمات دون إغاثة.

وأضاف في تصريحات لـ"مصر العربية" أن هناك تعمدا واضحا من الحكومة العراقية والمنظمات الحقوقية بعدم الاهتمام بالنازحين، مؤكداً أنه ليس هناك قصور في ملف إغاثة النازحين بل وإستهتار بأرواح ومعاناة الناس.

وأوضح أن الأمم المتحدة والحكومة العراقية والمنظمات الدولية تمتلك الإمكانات لتغطية المساعدات لكن لا تتحرك، لافتاً إلى أن الأمر يزداد سوء في ظل عدم وجود مستشفيات مجهزة فضلاً عن نقص الطعام والشراب.

بدوره قال صفاء الموصلي، المحلل السياسي العراقي إن من الواجب الوطني على الحكومة العراقية المسارعة في توفير الأمن الإنساني للنازحين بشكل خاص وللعراقين بشكل عام من خلال تلبية الاحتياجات الأساسية لهم.

وأضاف في تصريحات لـ"مصر العربية" لابد أن تعي الحكومة جيدا أن المواطن هو القيمة العليا للبلاد فالإهمال له يعني التقصير في الواجب الوطني للبلاد على الرغم من أن الحكومة الحالية قصرت كثيرا في واجبها بل وتسببت في الانقسام الحالي .

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل