المحتوى الرئيسى

جريمة في الحي الهادئ.. حكاية مقتل سمر على يد شقيقها بسبب ''الكيف''

03/13 13:02

كتب - محمود السعيد وصابر المحلاوي:

"يابا عمرو ضربني بالسكينة وليا حق عندك.. لازم تجيبلي حقي من أخويا"، آخر كلمات قالتها سمر ابنة الأربعة عشر عامًا لوالدها قبل أن تلفظ أنفاسها الأخيرة قتيلة بين يديه داخل مستشفى الدمرداش.

قتل عمرو، 17 عامًا، شقيقته الصغرى، سمر، الخميس الماضي، بعد مشادة كلامية بينهما، تطورت إلى استخدامه للسكين، وطعنها 18 طعنة في أنحاء جسدها النحيل، بعدما رفضت إعطائه أموال لشراء المخدرات.

رغم مرور أسبوع على الجريمة، ما زال أهالي شارع ممدوح سالم بمدينة نصر مصدومين مما فعله نجل حارس العمارة 124، "مصراوي" انتقل إلى موقع الجريمة، التقى خلالها والد الضحية والقاتل وعددا من شهود العيان، للوقوف على ملابسات الحادث.

جلس عم ربيع، والد الضحية مستندا ظهره إلى حائط أحد المحلات المجاورة للعمارة المكلف بحراستها، رافضا الدخول إلى مسكنه، بعين زائغة تملؤها الدموع المصحوبة بالحسرة يقول "أنا مش قادر أدخل البيت وبنتي وابني مش موجودين فيه".

ترك الأب، صاحب الـ54 عاما، منزله لشراء الإفطار لأسرته، في تمام العاشرة صباح يوم الحادث، فيما ذهبت زوجته أم هاشم لقضاء احتياجات سٌكان العمارة، سمر وعمرو وحدهما الآن.

"سمر غلبانة.. مرحتش مدارس ولا بتتفسح.. دايما قاعدة في البيت بتخدمني أنا وأخوها اللي بتحبه"، قبل الحادث طلبت منها وجبة "إندومي" عشان أفطر، يروي عم ربيع والد الضحية لمصراوي.

تنهمر دموع الأب البائس عند تذكره لحظة عودته لبيته فوق سطح العمارة، بينما ابنته غارقة في دمائها، بسبب 18 طعنة من شقيقها، مضيفا "استنجدت بجيراني ونقلناها في سيارة لمستشفى الدمرداش، وظلت داخل غرفة العمليات حتى لفظت أنفاسها الأخيرة".

"الأم مدرسة والأب أستاذ.. واحنا فشلنا في تربيته وسبناه وسط أصحاب السوء لحد ما قتل أخته.. عشان كدا مش هساعده قدام المحكمة وهسيب الحكومة تاخد حق بنتي وربنا يعوض عليا"، يقول الأب الذي أصبح عجوزا فجأة.

بنظرة شاردة، يتذكر الرجل الخمسيني لحظة وصوله منذ 27 عاما بصحبة زوجته إلى منزله الحالي، حاملا ابنه الأكبر وليد على كتفه، والذي يتذكر وفاته قائلا "مش أول مرة أفقد حد من ولادي.. ابني وليد مات في حادثة وهو راجع من الصعيد مع مراته من 4 سنوات.. وربنا عوض عليا بذريته الصالحة".

وفسَّر عم ربيع جمع أغراضه وإغلاق المسكن بأنه سيعود إلى المنيا، ليعيش ما تبقى مع زوجته وحفيده مختتما حديثه بنظرة انكسار "كفاية تعب وخدمة.. في الآخر راجع بلدي إيد ورا وإيد قدام من غير ولادي".

أهم أخبار حوادث

Comments

عاجل