المحتوى الرئيسى

حوار- رمزي غيث: عبدالله غيث عرف اليتم مبكرا.. وأنقذه بولندي من اتهامه بالواسطة

03/13 11:54

تخترقك نظرته فتسدد هدفها، وبصوته المميز الذي لا تخطئه أذن، يجعلك ترتبك تارة، توقن أنه يخطط لشيء مريب تارة أخرى، يلمسك حنانه في وقت ثالث، وتهابه مرة رابعة، نبيل كما الفرسان، صاحب مبادئ، بسيط بساطة أهل الريف، الذين أحبهم وعاش وسطهم فترة من حياته، هو التلميذ الذي تفوق على الأستاذ، "فارس المسرح العربي" الفنان عبدالله غيث.

في 13 مارس من كل عام، يحيي الجمهور ذكرى رحيل عبدالله غيث، الذي فارق عالمنا قبل 24 عاما، وتحديدا في 1993، بعدما ارتطمت سفينته بجبل المرض، ليسقط من على فرسه، ويتركه جوادا بلا فارس، "مصراوي" التقى الفنان رمزي غيث ابن شقيق عبدالله، ليحدثنا عن حياة عمه، إلى الحوار..

ولد عبدالله غيث لأسرة ميسورة الحال، تحتفظ بعمودية قرية كفر شلشلمون بمنيا القمح في محافظة الشرقية لعقود، فوالده هو الحسيني أحمد غيث، ترك دراسة الطب في إنجلترا، ليتولى العمودية بعد وفاة والده، أنجب خمسة أبناء روحية، أحمد، رشاد، حمدي وعبدالله أصغر الابناء، الذي عرف اليتم قبل أن يتم عامه الأول.

اعتبر أحمد نفسه والدا لأشقائه فكما باتت قرية شلشلمون بكبيرها وصغيرها مسؤوليته بحكم توليه منصب العمدة، أصبح المسؤول عن أسرته، وأب لعبدالله خاصة وأنه يكبره بـ15 عاما، وهو نفس الشعور الذي تملك حمدي تجاه عبدالله، فرغم أنه يكبره بست سنوات فقط، إلا أنه كان دائما ما يردد أن عبدالله هو ابنه، وكان الأخير يعتبره أبا وأستاذا.

يحكي رمزي الذي تقترب ملامحه كثيرا من العم أو الصديق كما أكد، "تولت جدتي رعايتهم، بعد وفاة جدي، وانتقلوا للعيش بالقاهرة في حي الدراسة، في منزل شقيقها أحد علماء الأزهر الشريف، حتى أكمل دراسته الثانوية، وبعدها عاد إلى القاهرة، لأنه لم يفكر في دراسة أي شيء أخر، وانشغل هناك بأعمال الفلاحة في الأرض التي ورثها من والده، وفي نفس الوقت كان عمي حمدي تخرج من معهد الفنون المسرحية وسافر ضمن بعثة لدراسة الإخراج والتمثيل المسرحي في فرنسا، وبعودته قرر أن يُلحق شقيقه بالمعهد، لأنه رأى فيه موهبة تحتاج أن تُصقل بالدراسة".

دخل "الفارس" المعهد العالي للفنون المسرحية في 1950، وكان من بين دفعته الفنان كرم مطاوع والفنانة سناء جميل، تخرج عام 1954، ليبدأ مشواره في عالم الفن بالتحاقه بالمسرح القومي، وفي كل دور يُسند إليه يثبت أنه يستحق فرصة أكبر، ويُكذب المقولة التي كانت منتشرة وقتها أنه دخل المجال بواسطة من شقيقه المخرج والأستاذ، حتى جاءته شهادة الميلاد على يد مخرج بولندي، جاء إلى مصر ليخرج رواية عالمية على خشبة المسرح القومي، وبدأ في اختيار أبطال العرض من بين عمالقة المسرح القومي، ليجذبه الشاب حديث التخرج ويسند له دور مهم متخطيا بذلك من هم أكبر منه عمرا وخبرة، وبعدها انطلق فارسا مغوارا صاحب صولات وجولات على خشبة المسرح، جعلت التلميذ يتفوق على الأستاذ.

استقر في الأذهان أن عبدالله ممثلا من عيار ثقيل، يقبل فقط الأدوار التي تضيف لرصيده لا يسعى للانتشار على حساب موهبته، وقدم أدوارا صغيرة في السينما وعلى خشبة المسرح، شارك في روايات عالمية ومصرية، وساعده على إبراز موهبته وجود مؤلفين المسرح في مصر، يضيف رمزي "فترة الستينيات شهدت وجود عمالقة التأليف عبدالرحمن الشرقاوي، نعمان عاشور، سعد الدين وهبة، ميخائيل رومان"، وفي هذه الفترة قام ببطولة مجموعة من المسرحيات، منها "مرتفعات وذرينج"، "مكبث"، "الفتى مهران" والتي كانت تنتقد الأمور الجارية –آنذاك-.

أُنشأ التليفزيون في الستينيات، وبدأ يشارك في المسلسلات، وينتشر بين فئة أكبر، وجاءته فرصة جعلت اسمه يتردد على ألسنة الجمهور، عندما اختاره المخرج نور الدمرداش عام 1962 لبطولة مسلسل "هارب من الأيام"، بعد اعتذار الفنان فريد شوقي.

يؤكد رمزي "دور كمال الطبال في هارب من الأيام، دور مركب أوي، فهو يقوم بدورين في نفس العمل، شخص يتظاهر بأنه أهبل، ليخفي حقيقة كونه زعيم أخطر عصابة في القرية، فأدى الشخصية باقتدار".

أهم أخبار فن وثقافة

Comments

عاجل