المحتوى الرئيسى

أبناء المهاجرين هم أفضل طلبة العلوم في المدارس الأميركية.. ماذا لو تم حظر اللاجئين؟

03/13 02:52

ماذا سنخسر إذا لم يعد المهاجرون قادرين على القدوم إلى الولايات المتحدة؟ المفاجأة هي أنَّ أهم الأشياء التي ستخسرها أميركا هي المساهمات التي يقدمها أطفالهم.

إذ وجدت دراسةٌ حديثة أجرتها المؤسسة الوطنية للسياسة الأميركية أنَّ نسبةً لافتة تبلغ 83% (أي 33 من بين 40 شخصاً) من المُرشَّحين النهائيين في مسابقة "إنتل" للبحث عن المواهب العلمية لعام 2016 كانوا من أطفال المهاجرين، وفقاً لما ذكرت مجلة فوربس الأميركية.

وتُعَدُ المسابقة التي تُنظِّمها منظمة "Society for Science & the Public" هي المسابقة العلمية الرائدة لطلاب المدارس الثانوية الأميركية. وفي 2017، تغيَّر اسم مسابقة البحث عن المواهب إلى مسابقة ريجينيرون للبحث عن المواهب العلمية، حاملةً اسم راعيها الجديد، شركة "Regeneron Pharmaceuticals" للأدوية، ويتنافس فيها مجموعةٌ جديدة من 40 مُرشِّحاً نهائياً، يُمثِّلون الجيل القادم من العلماء، والمهندسين، والرياضيين في أميركا، في العاصمة واشنطن بين 9 و15 مارس/آذار 2017.

75% من المرشحين النهائيين أبناء مهاجرين

وكان عددٌ كبير ممن وصلوا للمرحلة النهائية بالمسابقة عام 2016 هم أبناء لمهاجرين أتوا لأميركا للعمل أو هاجروا مع عائلاتهم. وفي الواقع، كان 75% من المُرشِّحين النهائيين (أي 33 من بين 40 مرشحاً) أبناء لآباء عملوا في أميركا من خلال تأشيرات "H-1B" (وهي عبارة عن تأشيرات متخصصة لبرامج العمل تُتيح إحضار أصحاب المهن التي تتطلَّب خبرات فنية أو نظرية مثل الهندسة، والعلوم، والبرمجة إلى الولايات المتحدة، لجذب الموهوبين علمياً)، وأصبحوا فيما بعد من حاملي البطاقات الخضراء (أي الإقامة الدائمة)، ومواطنين أميركيين.هذا مُقارنةً بـ7 أطفال فقط بين المرشحين كانوا أبناءً لوالدين وُلِد كلاهما داخل الولايات المتحدة.

ولوضع هذا الأمر في السياق الأكبر لمسألة الهجرة، فإنَّه رغم أنَّ الحاملين السابقين لتأشيرات "H-1B" يُمثِّلون أقل من 1% من سكان الولايات المتحدة، فإنَّ حظوظ الآباء بتلك الفئة في أن يكون أطفالهم من بين المُرشَّحين النهائيين في المسابقة عام 2016 كانت أكبر بـ4 أضعاف من الآباء الذين وُلِدوا داخل الولايات المتحدة.

وكذلك كان الآباء الأجانب الذين سافروا في شبابهم للدراسة بالولايات المتحدة أكثر حظاً في أن يكون أطفالهم بين المُرشّحين النهائيين من أولئك المولودين في الولايات المتحدة. إذ كان آباء 27 طفلاً من بين الأطفال الأربعين (أي نسبة 68%) ممن أتوا إلى الولايات المتحدة كطلابٍ دوليين.

وهذا يعني أنَّه في حال لم يتمكَّن الطلاب الدوليون من البقاء في الولايات المتحدة بعد التخرُّج (من خلال برنامج التدريب العملي الاختياري وسياسات ترقية التأشيرة)، فإنَّهم سيحرمون أميركا أيضاً من المساهمات الكبيرة المُحتملة لأطفالهم.

وكان لثلاثة من الأطفال المُرشِّحين (7.5%) آباء أتوا إلى الولايات المتحدة كمهاجرين ترعاهم أسرهم أو أقاربهم في أميركا، (على الرغم من أنَّ الرقم سيصبح 4 آباء، أو 10%، في حال احتسبنا المهاجر الذي أتى في إطار نظام الهجرة العائلية وتزوَّج من مهاجرٍ آخر حامل لتأشيرة H-1B).

ومن بين المُرشِّحين النهائيين الـ40 في مسابقة إنتل للبحث عن المواهب العلمية في 2016، كان لـ14 منهم أبوان وُلِد كلاهما في الهند، وكان لـ11 منهم أبوان وُلِد كل منهما في الصين، وكان لـ7 منهم أبوان وُلِد كل منهما داخل الولايات المتحدة. وبحسب مركز بيو للأبحاث، يُمثِّل السكان الذين وُلِدوا في الهند والصين 1% فقط من سكان الولايات المتحدة.

وبالإضافة إلى الصين، والهند، والولايات المتحدة، ضمَّت قائمة البلدان التي تعود إليها أصول آباء المُرشّحين النهائيين في مسابقة إنتل للبحث عن المواهب العلمية مجموعة مختلفة من البلدان، شملت: كندا، وقبرص، وإيران، واليابان، ونيجيريا، وسنغافورة، وكوريا الجنوبية، وتايوان.

وتشير الدلائل إلى أنَّ أطفال المهاجرين ماضون في زيادة تأثيرهم في مجال العلوم في أميركا. إذ كان لـ6% (أي 24 من بين 40) من المُرشِّحين النهائيين في مسابقة إنتل عام 2004 والدٌ واحدٌ على الأقل من المهاجرين. وفي 2011، ارتفعت نسبة المرشِّحين النهائيين الذين كان لهم والدٌ واحدٌ على الأقل من المهاجرين إلى 70% (أي 28 من بين 40). وفي 2016، ارتفع الرقم مُجدَّداً إلى 83% (أي 33 من بين 40).

تُوصَف مسابقة العلوم هذه بأنَّها "جائزة نوبل للصغار"، وينتهج أكثر من 95% من الفائزين في مسابقة إنتل العلوم كمسارٍ مهني عادةً، مع حصول 70% منهم على درجة الماجستير أو الدكتوراه. ويأمل العديد من الطلاب الذين قابلتُهم في إنشاء شركاتهم الخاصة.

وفي 2016، ذهبت 7 من الجوائز الـ9 إلى أطفال مهاجرين، بما في ذلك جوائز المراكز الأولى في الابتكار والبحث الأساسي. ففاز أمول بنجابي بميدالية المركز الأول للتميُّز في البحث الأساسي، لتطويره برنامج يمكن استخدامه من جانب شركات الأدوية لمواجهة السرطان وأمراض القلب.

وكان أطفال المهاجرين المُرشِّحين في المرحلة النهائية يُدركون التضحيات التي قدَّمها آباؤهم ليضمنوا لهم حياةً أفضل. ومن المهم أن نتذكَّر أنَّ جميع أولئك الأطفال، سواء وُلِدوا داخل الولايات المتحدة أو من المُجنَّسين، أميركيون كمن وُلدوا في أميركا بالضبط.

وتُقدِّر أوغوستا أوامانزو ننا كل ما قام به والداها النيجيريان ليمنحاها أفضل تعليمٍ ممكن. وقالت أوغوستا، التي أجرت تجارب على طرقٍ لتحسين خواص الإسمنت، وهي الطرق التي لها تطبيقاتٍ عملية تشمل المساعدة على تجنُّب التسريبات النفطية: "لقد ضحوا بالكثير من أجلي. نشأ والدي خلال حربٍ أهلية في نيجيريا ولم يستطع تحمُّل نفقات التعليم".

وبرغم العقبات، تغلَّب والد أوغوستا، توبياس ننا، على الصعاب، وتدرَّب كمعالجٍ طبيعي. وجاء إلى الولايات المتحدة من خلال تأشيرة "H-1B". وأخبرني توبياس: "كان هدفنا من المجيء إلى أميركا هو منح أطفالنا فرصةً للتعلُّم، والحصول على الصحف وأجهزة الكمبيوتر. أنا في غاية السعادة أنَّهم استفادوا من تلك الفرص".

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل