المحتوى الرئيسى

خطط الرئاسة من تأهيل الشباب إلى تمكين المرأة | المصري اليوم

03/13 02:35

«أنا عدو الأقدمية».. شعار رفعه الدكتور إسماعيل سراج الدين، مدير مكتبة الإسكندرية، وكرره أكثر من مرة خلال لقاء «المصرى اليوم» معه بالمكتبة، الذى نشرت الجريدة تفاصيله فى عدد أمس الأحد.

سراج الدين لم يكن يردد شعارا، بل تحدث عن مبدأ عمل أرسى قواعده فى إدارة المكتبة على مدار 16 عاما، وكانت النتيجة حصول مكتبة الإسكندرية على مكانة متميزة بين أقرانها على مستوى العالم، وهو ما أكد أنه تم بمجهود وسواعد مصرية شابة، عملت بجد لوضع المكتبة فى مكانة متميزة عالميا والحفاظ على قصة نجاحها طوال هذه الفترة.

القاعدة أو المبدأ الذى أرساه مدير المكتبة اعتمد على الكفاءة، بغض النظر عن السن أو سنوات الخبرة، وكانت النتيجة أن متوسط أعمار العاملين بالمكتبة هو 31 عاما، دون اللجوء إلى عقد مؤتمرات أو إطلاق شعارات حول تمكين الشباب وضرورة الاستفادة منهم، بل جعل المكتبة نموذجا لتمكين الشباب والاستفادة من قدراتهم، وهو النموذج الذى أخشى انهياره مع رحيله، فقواعد القيادة فى مصر تحتم على المدير الجديد هدم ما فعله سلفه.

وبينما يحقق الشباب النجاح فى المكتبة، يعانى ويلات الروتين الحكومى فى باقى قطاعات الدولة، فهو يعمل تحت رحمة سيف الأقدمية، وسنوات الخبرة العملية، وغيرها من القواعد البيروقراطية التى تبعده عن المناصب القيادية، حتى يجتاز الخامسة والأربعين من العمر ليبدأ بعدها التفكير فى منحه وظيفة قيادية مناسبة لعمره أولا ثم مؤهلاته ثانيا.

ورغم إعلان الرئيس عبدالفتاح السيسى عن أن عام 2016 كان عاما للشباب، إلا أن متوسط عمر وزراء الحكومة فى عام الشباب كان 57 عاما، وتم الاكتفاء بمنح الشباب أدوارا تمثيلية عبر المشاركة فى مؤتمرات وبرامج محاكاة لنموذج الحكومة، وتقديم توصيات وحلول لمشاكل الدولة المصرية، يستمع إليها الرئيس والحكومة ويصفقون لها دون أن يخطو أحدٌ خطوة لتمكين هؤلاء الشباب من تنفيذ توصياتهم أو مقترحاتهم، فما زالت الدولة ترى أن الشباب يحتاج إلى تأهيل وتدريب، لذلك خصصت برنامجا رئاسيا لتأهيل الشباب على القيادة، وأعلنت منذ فترة أنها ستعين خريجيه فى بعض الوزارات، أتمنى أن يكون هذا قد تم بالفعل، وأن نرى نتاج تأهيل الشباب للقيادة.

ومع انتهاء عام الشباب وبداية عام المرأة، أخشى ألا تحصل المرأة المصرية فى نهاية العام إلا على عدد من المؤتمرات والتصريحات التى تدعو إلى دعم المرأة وتمكينها وإعطائها حقوقها، التى اعترف الرئيس السيسى فى لقائه الأسبوع الماضى مع أعضاء المجلس القومى للمرأة، بأنها لم تحصل عليها.

«المصرى اليوم» احتفلت باليوم العالمى للمرأة بطريقة خاصة، حاولت من خلالها منح المرأة الفرصة لقيادة الجريدة، ولو ليوم واحد، وهى مبادرة محمودة من جانب أستاذى محمد السيد صالح، رئيس التحرير، الذى تحمس للفكرة ودعمها منذ اللحظة الأولى، حتى خرجت للنور ونجحت، وأثبتت أن المرأة قادرة، مثلها مثل الرجل على تولى مناصب قيادية.

نجاح التجربة دفع البعض إلى المطالبة بتكرارها مرة شهريا، وإن كنت أحيى الفكرة والمبادرة، لكننى أؤمن بأن دور المرأة فى العمل والقيادة لا يجب أن يقتصر على يوم فى العام أو فى الشهر، فالمبادرة التى بدأتها «المصرى اليوم» يجب أن تتحول إلى فعل بتمكين النساء من المشاركة فى القيادة والإدارة على مدار العام، وأن يتم ضم نساء فى مجلس تحرير الصحيفة، لتكون نموذجا يحتذى به فى كل مؤسسات الدولة العامة والخاصة.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل