المحتوى الرئيسى

ملفات نسائية عالقة

03/12 21:56

فى ذكرى الاحتفال بالمرأة كان لابد أن نتحدث عن واقع نسائنا فى البحرين، فهى ليست مناسبة نصف فيها إنجازاتنا وإن كانت ضرورة فحسب، بقدر ما هى مرآة لكشف ما تعانيه المرأة فى بلدنا، وبقدر الفجوة ــ التى بالإمكان ردمها ــ ما بين ما هو متاح وما هى الإمكانات التى تمتلكها المرأة البحرينية، وما بين تكافؤ الفرص والمؤهلات المطلوبة والعوائق المرصودة.

فى البحرين تعانى المرأة ما تعانيه نساء العالم، وإن كان لكل بلد خصوصيته، ولكل امرأة معاناتها، لسنا ندعى ما هو غير موجود، ولا نريد مزيدا من التأزيم، أو خلق صورة غير واقعية، لكن الوضع وتداعياته هو من فرض هذه الصورة، نتيجة لأزمة سياسية خانقة تعيشها البحرين، الصورة كبيرة ومتسعة وتحوى من الأجزاء ما تكون أكثر إيلاما على المرأة، فهى تعيش الهم لوحدها، لأنها المعنية الأولى باستقرار أسرتها، فلقد فرضت الأعراف الاجتماعية أن تعيش المرأة حياة نمطية، تكون هى المسئولة الأولى عن أسرتها سواء أكانت بنتا أو أختا أو أما أو زوجة، لأنها تتحمل وما زالت مسئوليات متنوعة وتقوم بأدوار مختلفة، وينعكس الأثر الأكبر عليها حين تصاب هى، أو يصاب أحد أفراد أسرتها بضرر، فهى المناط بها توفير الأمن الاجتماعى والاستقرار النفسى لأسرتها.

فى البحرين هناك مواطنون كثر فى السجن جراء الوضع السياسى، لديهم أمهات وزوجات يعانون جراء هذا الوضع أشد المعاناة، لأن المرأة فى هذه الحالة تفقد السند والمعول الاقتصادى والأمان الذى تلجأ إليه عندما تتكالب عليها المحن، ففى خضم هذه المعاناة تعيش لوحدها، خاصة ما يلقى عليها هذا الوضع من تبعات لا تعرف مداها وإلى درجة يبلغ بها الصبر حده.

ملف البطالة الذى تأخذ منه المرأة البحرينية النصيب الأكبر، يجعلها معه تشعر بالضعف والعوز وهو ليس خيارها، ويصبح جهدها الدراسى وشهاداتها فى مهب الريح، لتعيش حالة من القهر وخاصة إذا كان البلد فى حاجة ويستدعى غيره من بقاع الأرض وأصقاعها! ما أقساها من حسرة تعيشها المرأة التى تحتاج إلى وظيفة وتمنع عنها، ولها الكثير من النتائج المدمرة والقاسية عليها، فإلى جانب ما يؤديه من تأزم حياتها، وعدم شعورها بالأمان والاستقرار النفسى، لينعكس على وظائفها الاجتماعية والوطنية، والذى بالإمكان أن يفقدها القدرة على تربية أطفالها وتنشئتهم، والمشاركة فى الحياة الاجتماعية.

ملف إسقاط الجنسية لرب الأسرة والذى تتحمله المرأة بشكل كبير ومخيف، لأنها كارثة تحل على الأسرة بأكملها، وخاصة عند ترحيله، فيعيش الأبناء دون آبائهم، وتترك هذه المسافات الجغرافية ألما ولوعة من الفراق وتزيد من قسوة الاحتياج، وفى الوقت ذاته يكونون عرضة للحرمان من الخدمات التى تقدم للمواطنين من التعليم العالى والخدمات الصحية والإسكانية، والتوظيف وحق التملك، وتعيش المرأة البحرينية هذه المعاناة القاسية واليومية لوحدها، ويخيم عليها شبح الخوف من المستقبل، ومن تعرض أبنائها للانجراف وارتكاب الجريمة، ناهيك عن ضياع الاستقرار النفسى والاجتماعى، وتتحمل تلك المرأة المسئولية، وعليها وحدها دون غيرها سد الفجوة وإيجاد حلول لتلك المشكلات.

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل