المحتوى الرئيسى

لماذا نندهش؟ | المصري اليوم

03/12 21:56

هناك كثير من الناس قليلى الثقافة. تؤول إليهم عن طريق الميراث أو المصادفة أشياء ذات قيمة فنية عالية. لا تُقدَّر بثمن. قد تكون لوحة فنية. قطعة أثرية. أو ما شابه ذلك. ثقافتهم تحُول بينهم وبين تقدير هذه الأشياء. أو إدراك قيمتها.

هذا يفسر لماذا يتواجد حجر رشيد بالمتحف البريطاني في لندن؟. لماذا لا يوجد فى أحد المتاحف المصرية؟. رغم أنه مفتاح اللغة المصرية القديمة. بالتالى هو مفتاح الحضارة المصرية. بالتأكيد مَن سمح بتسريبه لا يعرف قيمته. لا يدرك أهميته.

منذ سنوات قليلة جاءت شابة تعمل فى سفارة جمهورية الدومنيكان. بدأت البحث عن مقبرة كليوباترا. تحملت نفقات البحث كاملة. خلال البحث اكتشفت حجرا لنفس الفرعون الذى أصدر حجر رشيد. بنفس اللغات. إصداره الحجر الثانى كان بعد الأول بعامين. السؤال: ما مصير هذا الحجر؟.

الحجر نفسه بالإضافة إلى باقى ما اكتشفته الباحثة كتبت عنه المجلة الشهيرة «ناشونال جيوجرافيك». غطت نشاطها بعشرين صفحة كاملة. فضلا عن الغلاف. بل حظى عملها بفيلم وثائقى مدته ساعتان. قدمته قناة «بى. بى. سى». هذا ما فعلوه بالخارج أما عندنا «لا حس ولا خبر».

الآثار المصرية بكل أنواعها. بكل عصورها. فرعونى. قبطى. إسلامى. وغيرها. محل حفاوة فى الخارج. فى الجامعات. فى مراكز الأبحاث والدراسات. محل تقدير وإجلال من الحكومات الأجنبية. من الشعوب أيضا. تلقى الرعاية والاهتمام الكافى المستحق. تُعرض فى أكبر المتاحف فى العالم. تتم صيانتها من خلال أفضل الخبراء.

التعامل الذى تم مع الاكتشاف الأثرى الأخير يؤكد ذلك. حيث عُثر على تمثالين لعصر الأسرة التاسعة عشرة فى الدولة الفرعونية. أحدهما يُرجَّح أنه للملك رمسيس الثانى. الآخر للملك سيتى الثانى. فى منطقة المطرية شرق القاهرة. حسب بيان وزارة الآثار المصرية.

أشارت الصور والفيديوهات المنشورة إلى أسلوب تعاملنا مع ما تم اكتشافه. غاية فى البدائية. للأسف جرى الأمر بمنتهى حسن النية من الجميع. العامل البسيط الذى راح يغسل رأس التمثال بقطعة قماش رثة. استخدام جرافات الحفر فى استخراج التماثيل.

بكل تأكيد فإن أى دولة تعرف قيمة الآثار. كانت ستتعامل مع هذا الاكتشاف بطريقة مختلفة تماما. أكثر رعاية. أكثر احترافا. فهل هذه هى الطريقة العلمية التى يجب أن نتبعها فى التعامل مع اكتشاف أثرى بهذا الحجم؟.

لو أن هذا الاكتشاف فى بلد آخر من تلك البلاد التى تسمح ثقافتها بتقدير كل ما له قيمة. كانوا سيتعاملون على نحو مختلف تماما. كانوا سيجعلون من الأمر حدثا عالميا. يعكس قيمة ما اكتشفوه. بإخراج وتقديم يبهر مَن يراه. كانوا سوف يستغلون الحدث فى الترويج لسياحتهم وثقافتهم. سيجعلون منه حدثا أهم كثيرا من زيارة «ميسى» الذى ينتمى إليهم أصلا.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل