«القفاصين».. مهنة تجسد الصراع بين الحداثة والتراث

عم أمين القفاص: المصريون أصيبوا بالسرطان لما تخلوا عن «قفص العيش» و«سبت الهانم» !

"إحنا بياعين السعادة.. وبنعمل سبت للهانم، وقفص للعيش، وسلة الورد".. ببشرته المصرية المعروفة وابتسامته العريضة بدأ الحاج أمين القفاص حديثه معنا، حول مهنة القفاصين التي تصارع الموت والاندثار.

وقال أمين لـ«الدستور»، إن مصانع البلاستيك قضت على المهنة التاريخية التي كانت تجسد تاريخ مصر، والتي كان لا يمكن الإستغناء عن منتجاتها في أي بيت مصري، مؤكداً أن المصريين أصيبوا بالأمراض السرطانية عندما تخلوا عن قفص العيش، والمشنة، وقفص الطماطم، واستبدلهم بالأقفاص البلاستيكية المصنوعة من مخلفات القمامة.

وأضاف "القفاص": "كنا ننتج جميع المنتجات السياحية من النخيل، سواء من الجريد أو السعف والليف، ونبيعها للسائحين العرب والأجانب أمام سواقي الهدير بالفيوم، وبالقرب من منطقة الأهرامات، وكانت مصدر رزق لآلاف الأسر المصرية وبكل أسف الصين تمكنت من ضرب هذه الصناعة، والمنتجات البلاستيكية الجذابة، ولم تتخذ الحكومة أي إجراءات لحماية آلاف القفاصين العاملين بهذه المهنة، التي كانت تنفرد بها مصر عن سائر جميع دول العالم.

واستطرد أمين: "ورثت هذه المهنة عن والدي وأجدادي، وكنا ننتج أقفاص العيش، والفاكهة، والأثاثات «الارابيسك» باستخدام جريد النخيل الذي كان يستخدم في الفلل الفارهة والجناين والقصور، لأنه يتحمل كافة التغيرات الجوية سواء في الشتاء أو في الصيف، كما كنا ننتج «السبت» الذي كانت تستخدمه السيدات في التسوق، أو الشبابيك والبلكونات، كما كنا ننتج «المشنة» التي كانت تستخدمها كل أسرة لتقديم الخبز على مائدة الطعام.

وشدد الحاج أمين القفاص على أن تجار الفاكهة، وأصحاب المزارع هجروا قفص الجريد، ولجأوا إلى الأقفاص البلاستيكية، وهو ما يتسبب في إتلاف الفاكهة في أقل من 24 ساعة، كما يتسبب القفص البلاستيك في إصابة الفراخ بأمراض خطيرة، وهو ما يعود بالأثر السيئ على صحة المواطنيين.

وطالب القفاص الحكومة بإنشاء رابطة أو نقابة لأصحاب مهنة القفاصين، لحماية هذه المهنة من الاندثار، و للحفاظ على ما تبقي من عمالها المهرة، خاصة أن معظمهم من كبار السن الذين يعيشون بلا دخل ثابت ولا تأمين صحي أو اجتماعي، ولا معاش.

وأعرب الحاج أمين القفاص عن أسفه لما آلت إليه مهنة القفاصين، مناشداً المصريين بالعودة إلى شراء «قفص العيش وسبت الهانم»، قائلاً: «من نسي قديمه تاه»!

استقبل الدكتور محمد القناوي، رئيس جامعة المنصورة، اليوم الأحد، كل من الدكتور محمد على مارم، سفير دولة اليمن بالقاهرة، الدكتور زهير عباس، القنصل المسئول عن الشئون الثقافية بسفارة العراق، عبد الله عبد ...

شيّع أهالي قرية طحوريا التابعة لمدينة شبين القناطر بمحافظة القليوبية، جثمان فاطمة محمد السيد جبريل، الشقيقة الكبرى للشيخ محمد جبريل، الداعية الإسلامي المعروف، بعد أداء صلاة الجنازة عليها بالمسجد ...