المحتوى الرئيسى

الأوكازيون للعرض فقط .. الزبائن يمتنعون وأصحاب المحال يصرخون

03/12 19:55

وسط حالة من السخط والركود التام فى حركة البيع والشراء، يحتضر ماراثون أوكازيون الشتاء بعد أيام قليلة قادمة، التجار وأصحاب المحال رفعوا شعار الإفلاس والخراب، أما المواطنون وصفوا التخفيضات بالوهم والكذب، وأن الأسعار هى هى، والأوكازيون ما هو إلا حيلة لجلب الزبائن فقط، مطالبين المسئولين بمعرفة السبب الحقيقى وراء خداع المحال لهم.

من جانبها، أصدرت وزارة التموين والتجارة الداخلية قراراً بمد فترة الأوكازيون حتى منتصف شهر مارس الحالى، والتى كان من المقرر انتهاؤها أواخر شهر فبراير الماضى، وشارك فى الماراثون حوالى 3 آلاف شركة ومحل طبقاً للأرقام الرسمية، أما العدد الحقيقى لا يقل عن 6 آلاف محل مشترك فى التخفيضات.

منذ سنوات قليلة مضت كان من يملك ألف جنيه يستطيع شراء كسوة الشتاء أو الصيف.. وكانت الناس عادة ما تؤجل الشراء لحين موعد الأوكازيون الذى تنخفض فيه الأسعار لـ 50٪ وأحياناً كثيرة لـ70٪، الآن فقد باتت الملابس أى ملابس.. خارجية، داخلية، أحذية، شنط، رجالى، حريمى، حتى ملابس الأطفال الرضع للفرجة فقط لا غير.. لارتفاع الأسعار بشكل فوق ما كان يتوقعه البشر.. فلم يعد حذاء الطفل الذى لم يتعد العشر سنوات بـ50 أو 60 جنيهاً أو حتى يصل إلى المائة جنيه فى أشيك وأفخم الأنواع بل تجاوز سعره الآن 200 و300 جنيه، البنطلون الرجالى «النص عمر» تخطى الـ180 جنيهاً، أما الجينز فتربع على عرش جنون الأسعار لدرجة أنه لم يتنازل عن الـ400 جنيه، واللافت للنظر خلال الأيام الماضية والحالية.. انعدام الشعور لدى المواطن بكل ما تحمله كلمة أوكازيون.. والمياه دائماً تكدب الغطاس كما قالت إيناس أثناء فرجتها على إحدى فتارين المحال.. يكتب بالبنط العريض Sale أو تخفيضات.. وعندما تنظر للأسعار تصيبك لعنة اليأس.. أقل بلوزة بعد التخفيض تقترب من الـ300 جنيه، أما المستوردة 600 جنيه، وأضافت فى سخرية: قال إيه قال أوكازيون!!

أما سالم فحمد ربنا أن الفرجة لسة ببلاش قائلاً: «أهو الواحد بيتفرج وخلاص.. نجيب لبس وللا أكل وللا ندى دروس وللا ندفع كهربا وإيجار ويتوهم من يظن أن أصحاب المحال أقل هماً وألماً ولكنهم فى الهم سواء.. فحركة البيع والشراء شبه منعدمة.

حسن محمد، صاحب محل ملابس، قال فى حزن: الخراب وصل مداه فلم يعد هناك بيع وشراء كما كان سابقاً ونحن مطالبون بأجور عمال وفواتير كهرباء وإيجار، وقالت سماح صاحبة محل ملابس داخلية حريمى: بسبب الدولار ارتفعت الأسعار بنسبة جنونية ولم تعد المواسم فرجاً على حركة الشراء كما كانت من قبل، فالقطعة التى كانت تباع بـ100 جنيه تخطت إلى 250 جنيهاً، فامتنعت النساء عن الشراء إلا قليلاً. لم يعد عيد الحب أو رأس السنة كفيلاً لإنعاش السوق الراكدة، فمن الممكن أن يمضى أسبوع كامل دون أن أبيع قطعة واحدة.

وعلى المنوال نفسه واللهجة ذاتها اتفق كل أصحاب الملابس على أن نسبة المبيعات لم تتخط 30٪، وأن الخسارة فادحة على جميع المستويات، وفى الوقت ذاته أكدت النساء والفتيات اللاتى ينتظرن الأوكازيون كل عام، والأكثر إقبالاً من الرجال على الشراء أنهن لم يشعرن بأى تخفيض نهائى والأسعار هى هى، وأكدن أن الأسعار الحالية لا تمت للأوكازيون بصلة.. بل هى الأسعار الحقيقية قبل الأوكازيون ويمكن أغلى كمان.

ولكن ما هو الميعاد الرسمى لبدء وانتهاء أوكازيون الشتاء؟ أول سؤال طرحته على يحيى زنانيرى، نائب رئيس الشعبة العامة للملابس الجاهزة بالغرفة التجارية، فقال: الأوكازيون الشتوى وفقاً لقانون التجارة الداخلية بوزارة التموين يبدأ من منتصف شهر يناير ومدته 15 يوماً، ويمكن أن يمتد 15 يوماً أخرى، ولكن هذا العام خاطبنا اتحاد الغرف التجارية وطالبنا بخطاب رسمى بتغيير الميعاد، للركود الشديد فى عملية البيع والشراء، حتى يأتى لصالح جميع الأطراف، وعلى الرغم من ذلك لم نتلق أى رد، فاتصلنا بوزارة التموين لمعرفة سبب تأخير الرد، فجاء الرد ننتظر حتى قدوم إجازة نصف العام، وعلى الرغم من ذلك أعلنا ميعاد الأوكازيون فى المحال الأسبوع الثانى من شهر يناير الماضى.

> كم يبلغ إنتاج قطاع الملابس الجاهزة هذا العام؟

- فى مصر لا توجد معلومات محددة، فجزء كبير من المصانع الجاهزة ورش صغيرة غير مقيدة، بسبب الضرائب، ولكن اتحاد الغرف قدر حجم الملابس المطلوبة للمواطن المصرى هذا العام بـ15 مليار جنيه، للأسف 60٪ من هذا الرقم مستورد و40٪ فقط إنتاج محلى.

> كم يبلغ حجم التراجع فى إنتاج القطاع؟

- الموسم بأكمله حقق خسائر، فمثلاً أنا صاحب مصنع ناجح وعلى الرغم من ذلك حققت 25٪ من طاقتى، وأغلب المصانع أقل والنسب تختلف من مصنع لآخر، فعندما يبلغ إنتاجنا 40٪ فقط، فهذا لا يكفى ومع ارتفاع قيمة الدولار وانخفاض الجنيه زادت أسعار المحلى 60٪، وارتفعت أسعار الملابس المستوردة 100٪، فتفاقمت الأزمة وضرب الركود جذوره فى الأسواق.

> الملابس المستوردة هل دخلت مصر قبل تعويم الجنيه أم بعده؟

- جزء دخل قبل التعويم، وآخر بعده.

> إذاً لماذا ارتفعت الأسعار التى دخلت قبل التعويم وتساوت فى السعر؟

- التاجر رفع سعر بضاعته بنسبة من 80٪ إلى 100٪.

> كم تبلغ عدد الشركات المشتركة فى الأوكازيون؟

- وزارة التموين تؤكد أنها 3 آلاف شركة ومحل طبقاً للتصاريح المستخرجة من قبل الوزارة، ولكن الرقم الحقيقى يصل الضعف 6 آلاف محل مشترك فى الأوكازيون، فطبقاً للقانون من الممكن أن يعلن صاحب المحل عن خصومات دون الرجوع للوزارة.

> كم يبلغ حجم المبيعات هذا العام؟

- طوال السنة لم يتجاوز حجم المبيعات 40٪ أما فترة الأوكازيون لم يتعدى الـ20٪ الموسم يحتضر وإذا وصلنا لـ10٪ زيادة حتى نهاية الأوكازيون «يبقى كويس جداً» فإذا كان إنتاجنا من الاحتياج المصرى 15 مليار جنيه وباع السوق بـ40٪ فقط، إذاً حجم المبيعات وصل لـ6 مليارات فقط وهذا خراب.. خراب.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل