الولايات المتحدة قد تنقل سفارتها إلى القدس قبل حلول الصيف
ذكرت صحيفة "إيزفيستيا" أن أعضاء الكونغرس الأمريكي، الذين زاروا إسرائيل، لم يجدوا عقبات تحول دون نقل سفارة بلادهم إلى القدس.
لا يرى المشرعون الأمريكيون عوائق تعترض نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس. وكان قد زار إسرائيل لدراسة هذه المسألة وفد رسمي من الكونغرس الأمريكي، برئاسة رئيس اللجنة الفرعية للأمن القومي في مجلس الشيوخ الجمهوري النافذ رون دي سانتيس، الذي صرح عقب الزيارة بأن السفارة الامريكية قد يتم نقلها إلى القدس قبل حلول الصيف.
وتقول معطيات الصحيفة إنه في حال إقدام البيت الأبيض على هذه الخطوة، فإن البعثة الدبلوماسية ستقيم في شارع دافيد بلوسر، حيث توجد القنصلية العامة الأمريكية. بيد أن مصادر دبلوماسية في واشنطن أكدت للصحيفة استحالة إنجاز عملية نقل كل السفارة في مثل هذا الوقت القصير، ولا سيما أنه لم يتخذ بعد قرارا نهائي في هذا الموضوع.
ومن الجدير بالذكر أن واشنطن تفكر في نقل سفارتها إلى القدس منذ عام 1995. وذلك عندما اتخذ الكونغرس الأمريكي قرارا بذلك. ولكن، لم يتجرأ أي رئيس أمريكي على تطبيق ذلك في الواقع الفعلي.
أما الرئيس دونالد ترامب، فصرح مرارا بأنه سينقل سفارة بلاده إلى القدس. كما أكدت في وقت سابق مستشارة سيد البيت الأبيض كيليان كونواي أن هذه المسألة مدرجة على رأس قائمة "الأولويات"، لكن مسؤولي عدد من الدول المؤثرة مثل فرنسا والأردن يعارضون ترحيل الدبلوماسيين الأمريكيين إلى المدينة المقدسة، مشيرين إلى احتمال تفاقم الوضع في قضية الصراع العربي-الإسرائيلي.
الوزير الإسرائيلي لشؤون القدس وعضو حزب "الليكود" الحاكم زئيف إلكين ذكًر الصحيفة بأن الكونغرس الأمريكي اتخذ في القرن الماضي قانونا لنقل السفارة الأمريكية إلى القدس. وقال إن "إسرائيل تنتظر، عندما تنقل بلدان العالم كافة سفاراتها إلى العاصمة. جميع المؤسسات العامة للدولة تعمل في القدس. وعلاوة على ذلك، عندما تأتي الوفود الأجنبية نقلُّهم إلى القدس. وبطبيعة الحال، فإن اسرائيل قادرة على ضمان أمن جميع البعثات الدبلوماسية، حتى في ظل وجود تهديدات دائمة"، - كما قال الوزير الإسرائيلي.
في مدينة القدس توجد مؤسسات الدولة كافة، وبخاصة الكنيسيت الإسرائيلي، الوزارات ومقر رئاسة الدولة. وعلى الرغم من كل ذلك، تتخذ سفارات بلدان العالم كافة بما فيها سفارة روسيا من تل أبيب مقرا لها. كما تعترف معظم دول العالم بأن تل أبيب تحديدا هي عاصمة إسرائيل، على الرغم من القرار الذي اتخذته في عام 1949 بجعل القدس عاصمتها.
ويرى منتقدو هذه المبادرة أن نقل البعثات الدبلوماسية إلى المدينة المقدسة سوف يؤدي إلى زعزعة استقرار الوضع، ويثير موجة جديدة من التوتر بين العرب واليهود. ولذا، بعث الرئيس الفلسطيني محمود عباس برسائل إلى قادة العالم يناشدهم فيها عدم السماح بنقل البعثات الدبلوماسية إلى القدس.
وقال عضو اللجنة التنفيذية لتنظيم "جبهة النضال الشعبي" أحمد مجدلاني للصحيفة إن فلسطين تعارض نقل السفارة. وعلاوة على ذلك، فإنهم في رام الله لا يعتقدون أن ذلك يمكن أن يحدث.
يقول مجدلاني إن "نقل السفارة الأمريكية إلى القدس قد يقوض بيننا نهائيا عملية السلام. وعلى الرغم من هذا، لا يوجد بعد مبرر موضوعي للاعتقاد بأن السفارة الأمريكية ستنقل إلى القدس. والأهم من ذلك، لا توجد حوافز أساسية لكي تحذو دول أخرى حذو الولايات المتحدة، التي حاولت (وخاصة الكونغرس الأمريكي) مرارا القيام بذلك، ولكن مساعيها باءت حتى الآن بالفشل -، كما أكد السياسي الفلسطيني.
Comments